مجلة المرفأ الأخير الثقافيّة الألكترونيّة
العدد الثامن لسنة 2018
من رموز البصرة *البُعدُ الثّالث*
عبد الجبار الفيّاض
إلى روح استاذي المرحوم محمود عبدالوهاب
على رأسِهِ
تعرّى الأسودُ قطعةَ ثلج
كأنَّ شتاءً من زمنٍ
تبندَلَ بينَ وجهِ سجّانٍ وثغرِ غانية
شارفَ محطتَهُ الأخيرة . . .
دفءاً
يلتمسُ حُضنَ امرأةٍ
تبرّجتْ لعودةِ نوتيّ
طفحتْ عيناهُ بأسرارِالبَحر . . .
وهل للوحَدةِ أنْ تكونَ غيرَ لحافٍ بارد ؟
. . . . .
كيفَ للبصرةِ ألآ تعشقَ نورساً
يستنشقُها وجداً في قلبِ العدويّة ؟
ألآ تُذيبَهُ ملحاً في رغيفِها الأسمر . . .
كيفَ لأماسيها أنْ تنسى صوتاً مبحوحاً يتلو ما تيسّرَ من أسفارِ العشق ؟
كيفَ لها أنْ تمحوَ صورتَهُ عن أبوابِ مدارسِها ؟
ربَما
لكنْ
وقتَ ألآ تكونَ هي
وقتَ أن يفطمَ البصريُّ شطَهُ الخالَدَ عن هواءِ رئتيْه !
. . . . .
ليلٌ
يعصرُهُ العشّارُ كأسَ نبيذٍ ١
لشفاهٍ
ملَكتْ سحراً من تراتيلِ أوروك . . .
يُمرودُهُ بدعاباتٍ
تُسقطُ أقنعةً
وهبَها الشّيطانُ لأبنائِه . . .
يزيحُ الخالُ فانيا بعضَ همومِهِ بدخانِ سيجارتِه . . .٢
قبالتَهُ
قد يجلسُ هيمنغواي
حاملاً رصاصتَهُ القبرَ في جيْبِه . . .
أو أنْ يُخلفَهُ مورافيا من عاصمةِ الأعمدةِ الرّخاميّة
يقصُّ عليهِ حكايةَ امرأةٍ من روما . . .٣
. . . . .
زنزانتُهُ من صُنعِ يدِه
على قبحِها
يعشقُها
ليستْ من بناتِ السّلمان ٤
تجرُّهُ لخدرِها
لها ما لحزنِ الخنساءِ من غَرابة
ولتلكَ البولونيّة العاجيّة من لِدونة . . . ٥
معَ النّاسِ
يحملُ وزرَ نبيّ . . .
بدونِهم
يتّقد إلى حدِّ الإحتراق . . .
كأنَّ ابتسامةً على وجهِ الجوكندة
غضبَ آلهةِ العَتمة . .
. . . . .
ليستْ خطىً
يحجبُها بُعْدٌ مُمزّقٌ حيثُ كامو ٦
يبحثُ عن ظلٍّ مُحترِقٍ في دائرةٍ بريخت القوقازيّة . . .
يا لخُضرٍ و يابساتٍ لحاءاً على ساقِ برهامتِه ٧
ليسَ لجمّارِ النّخلِ قلبٌ أنقى !
لا يُريدُ أنْ يُترفُهُ عن حبلِهِ السّرّيّ هوىً
لجذورٍ
لا تنتمي لأديمٍ
بسنابلَ ملأى في منامِ إخناتون . . .
ما يبتغيهِ أتاه
العشقُ موتٌ مَقلوب !
. . . . .
هكذا
أغلقتْ أبوابَها بألفِ كيْد
تحلمُ أنْ تُصيبَ منهُ منزعَ قوس . . .
إنَّهُ لا يرمي صنارتَهُ في حوضٍ لسمكِ الزّينة . . .
يعود
يحملُ البحرَ جرّةً
لكنَّهُ
لا يحتسي إلآ عُصارةَ يومٍ بصريٍّ
كأساً
تضوعُ برائحةِ الشّتاء . . . ٨
. . . . .
إيهٍ
أبا شُكر . . .
أتعبَكَ عالَمُ الأبيضِ والأسودِ
بأمانٍ غافيةٍ على حافةِ حُلمٍ مسحوقٍ
بسُخفِ تافهينَ
ترى فيهم ما يُغنيكَ عن بَصْق !
تجاوزتَ عُقَبَاً مسّوّرةً بقضبانِ الموتِ
لتغرسَ زنبقةً على قبرِ مُحاربٍ مجهولٍ
سلبتْهُ الحربُ كُلَّ شئٍ إلآ خوذةً
عبرَتْها رصاصاتٌ
وِلدتْ في بلدٍ قَصِيّ . . .
النّوارسُ
لا تُرسَمُ بقلمِ الفَحم !
. . . . .
مُتشابهاتٌ
من جحيمِ الحجّاج
من ليلةٍ
ابتلعَ قمرَها خوتُ التتر . . .
أيُّ عالَمٍ تتآكلُ أبعادُهُ إلى ماهو أدنى من سَفَه ؟
لكنْ
ما الذي يكونُهُ هذا البصريُّ المنسابُ ألَقاً عندَ نهاياتِ الدّهشة ؟
في عينيْه
حقائبُ سَفرٍ مَختومةٌ بمحطاتٍ
لا تتشابه . . .
لكنَّها
تعرفُهُ وجهاً سومريّاً
لم تغيّرْ ملامحَهُ ليالٍ في غاباتِ السّيقانِ البضّة . . .
. . . . .
وارسو
رفقاً بهذا المُثخَنِ بجروحِ صِباه
فتىً
أسلمَ قلبَهُ لذاتِ دلّ
ثمَ علَّقَهُ على سَفَرٍ
أضاعَ عصاه . . .
إنَّهُ ابنُ السّمراءِ التي ما أشربَتْهُ قهوةً شقراء . . .
لكنّهُ
غيرُ ملومٍ بما قادَهُ إليهِ قلب !
. . . . .
حوّاءُ معبدٌ برائحةِ التّفاح
غادرَ محرابَها حافي القدمين . . .
عشِقَ
ولم . . .
كذاكَ الذي جنّبَها في المعرّةِ آلامَ طَلْق . . .
عزَفَ أنْ يكونَ عبداً لسريرِ دليلة
تقصُّ من شعرهِ الثّلجيِّ خصلةَ تفرّدِه . . .
الحياةُ
كما كانَ يهوى
ضاجعَها أميراً
تُطوى لهُ مسافاتُ الرّحيلِ نحوَ الشّمس . . .
نبذَها
فاتحاً لمدنٍ
ليستْ فاضلةً في عُيونِ إفلاطون . . . .١
الكبارُ
لا يستنسخُهم التّاريخ !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
٢.١٨ / أكتوبر
تعرّى الأسودُ قطعةَ ثلج
كأنَّ شتاءً من زمنٍ
تبندَلَ بينَ وجهِ سجّانٍ وثغرِ غانية
شارفَ محطتَهُ الأخيرة . . .
دفءاً
يلتمسُ حُضنَ امرأةٍ
تبرّجتْ لعودةِ نوتيّ
طفحتْ عيناهُ بأسرارِالبَحر . . .
وهل للوحَدةِ أنْ تكونَ غيرَ لحافٍ بارد ؟
. . . . .
كيفَ للبصرةِ ألآ تعشقَ نورساً
يستنشقُها وجداً في قلبِ العدويّة ؟
ألآ تُذيبَهُ ملحاً في رغيفِها الأسمر . . .
كيفَ لأماسيها أنْ تنسى صوتاً مبحوحاً يتلو ما تيسّرَ من أسفارِ العشق ؟
كيفَ لها أنْ تمحوَ صورتَهُ عن أبوابِ مدارسِها ؟
ربَما
لكنْ
وقتَ ألآ تكونَ هي
وقتَ أن يفطمَ البصريُّ شطَهُ الخالَدَ عن هواءِ رئتيْه !
. . . . .
ليلٌ
يعصرُهُ العشّارُ كأسَ نبيذٍ ١
لشفاهٍ
ملَكتْ سحراً من تراتيلِ أوروك . . .
يُمرودُهُ بدعاباتٍ
تُسقطُ أقنعةً
وهبَها الشّيطانُ لأبنائِه . . .
يزيحُ الخالُ فانيا بعضَ همومِهِ بدخانِ سيجارتِه . . .٢
قبالتَهُ
قد يجلسُ هيمنغواي
حاملاً رصاصتَهُ القبرَ في جيْبِه . . .
أو أنْ يُخلفَهُ مورافيا من عاصمةِ الأعمدةِ الرّخاميّة
يقصُّ عليهِ حكايةَ امرأةٍ من روما . . .٣
. . . . .
زنزانتُهُ من صُنعِ يدِه
على قبحِها
يعشقُها
ليستْ من بناتِ السّلمان ٤
تجرُّهُ لخدرِها
لها ما لحزنِ الخنساءِ من غَرابة
ولتلكَ البولونيّة العاجيّة من لِدونة . . . ٥
معَ النّاسِ
يحملُ وزرَ نبيّ . . .
بدونِهم
يتّقد إلى حدِّ الإحتراق . . .
كأنَّ ابتسامةً على وجهِ الجوكندة
غضبَ آلهةِ العَتمة . .
. . . . .
ليستْ خطىً
يحجبُها بُعْدٌ مُمزّقٌ حيثُ كامو ٦
يبحثُ عن ظلٍّ مُحترِقٍ في دائرةٍ بريخت القوقازيّة . . .
يا لخُضرٍ و يابساتٍ لحاءاً على ساقِ برهامتِه ٧
ليسَ لجمّارِ النّخلِ قلبٌ أنقى !
لا يُريدُ أنْ يُترفُهُ عن حبلِهِ السّرّيّ هوىً
لجذورٍ
لا تنتمي لأديمٍ
بسنابلَ ملأى في منامِ إخناتون . . .
ما يبتغيهِ أتاه
العشقُ موتٌ مَقلوب !
. . . . .
هكذا
أغلقتْ أبوابَها بألفِ كيْد
تحلمُ أنْ تُصيبَ منهُ منزعَ قوس . . .
إنَّهُ لا يرمي صنارتَهُ في حوضٍ لسمكِ الزّينة . . .
يعود
يحملُ البحرَ جرّةً
لكنَّهُ
لا يحتسي إلآ عُصارةَ يومٍ بصريٍّ
كأساً
تضوعُ برائحةِ الشّتاء . . . ٨
. . . . .
إيهٍ
أبا شُكر . . .
أتعبَكَ عالَمُ الأبيضِ والأسودِ
بأمانٍ غافيةٍ على حافةِ حُلمٍ مسحوقٍ
بسُخفِ تافهينَ
ترى فيهم ما يُغنيكَ عن بَصْق !
تجاوزتَ عُقَبَاً مسّوّرةً بقضبانِ الموتِ
لتغرسَ زنبقةً على قبرِ مُحاربٍ مجهولٍ
سلبتْهُ الحربُ كُلَّ شئٍ إلآ خوذةً
عبرَتْها رصاصاتٌ
وِلدتْ في بلدٍ قَصِيّ . . .
النّوارسُ
لا تُرسَمُ بقلمِ الفَحم !
. . . . .
مُتشابهاتٌ
من جحيمِ الحجّاج
من ليلةٍ
ابتلعَ قمرَها خوتُ التتر . . .
أيُّ عالَمٍ تتآكلُ أبعادُهُ إلى ماهو أدنى من سَفَه ؟
لكنْ
ما الذي يكونُهُ هذا البصريُّ المنسابُ ألَقاً عندَ نهاياتِ الدّهشة ؟
في عينيْه
حقائبُ سَفرٍ مَختومةٌ بمحطاتٍ
لا تتشابه . . .
لكنَّها
تعرفُهُ وجهاً سومريّاً
لم تغيّرْ ملامحَهُ ليالٍ في غاباتِ السّيقانِ البضّة . . .
. . . . .
وارسو
رفقاً بهذا المُثخَنِ بجروحِ صِباه
فتىً
أسلمَ قلبَهُ لذاتِ دلّ
ثمَ علَّقَهُ على سَفَرٍ
أضاعَ عصاه . . .
إنَّهُ ابنُ السّمراءِ التي ما أشربَتْهُ قهوةً شقراء . . .
لكنّهُ
غيرُ ملومٍ بما قادَهُ إليهِ قلب !
. . . . .
حوّاءُ معبدٌ برائحةِ التّفاح
غادرَ محرابَها حافي القدمين . . .
عشِقَ
ولم . . .
كذاكَ الذي جنّبَها في المعرّةِ آلامَ طَلْق . . .
عزَفَ أنْ يكونَ عبداً لسريرِ دليلة
تقصُّ من شعرهِ الثّلجيِّ خصلةَ تفرّدِه . . .
الحياةُ
كما كانَ يهوى
ضاجعَها أميراً
تُطوى لهُ مسافاتُ الرّحيلِ نحوَ الشّمس . . .
نبذَها
فاتحاً لمدنٍ
ليستْ فاضلةً في عُيونِ إفلاطون . . . .١
الكبارُ
لا يستنسخُهم التّاريخ !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
٢.١٨ / أكتوبر
١- قلب مدينة البصرة .
٢- مسرحية للروسي أنطوان تشيخوف
٣- البرتو مورافيا الروائي الإيطالي الشهير ، صاحب امرأة من روما واللامبالي .
٤- سجن نقرة السّلمان سيئ الصّيت .
٥- فتاة من وارسو (بولندا) تعلق بها .
٦- البير كامو حظي باهتمامه .
٧- من أشجار البصرة المعروفة وتنسب إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام .
٨- من أوائل القصص التي كتبها محمود عبد الوهاب .
٩- المدينة الفاضلة للفيلسوف إفلاطون.
٢- مسرحية للروسي أنطوان تشيخوف
٣- البرتو مورافيا الروائي الإيطالي الشهير ، صاحب امرأة من روما واللامبالي .
٤- سجن نقرة السّلمان سيئ الصّيت .
٥- فتاة من وارسو (بولندا) تعلق بها .
٦- البير كامو حظي باهتمامه .
٧- من أشجار البصرة المعروفة وتنسب إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام .
٨- من أوائل القصص التي كتبها محمود عبد الوهاب .
٩- المدينة الفاضلة للفيلسوف إفلاطون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق