العدد السابع لسنة 2018
مفهوم الفيس بوك للصداقة
علاء الأديب
كلمة صديق أكبر وأنقى وأسمى مما يطلقه الفيس بوك جزافا على من تجمعنا بهم تلك الروابط الالكترونية من وراء هذه الشاشات التي لاتريك الا مايريد ان يريك اصحابها .
قد يكون هناك من يستحق بالفعل ان يكون صديقا ولكن طبيعة العلاقة الالكترونية لايمكن ان تكون بمثابة العلاقة الإنسانية المباشرة والتعامل الانساني المبني على اسس حياتية معاشة وعلى مغاهيم المعايشة الحقة والجادة فالصداقة الحقّة على ارض الواقع كما هو معروف لها ابعادها التي يفشل الانسان في اغلب الاحيان ان يدركها وهذا مايجعلها نادرة جدا وخاصة في زمن غلبت فيه الماديات على طبائع الانسان وعلى اخلاقياته وسلوكه.
فما بالك بصداقة تبنى على الكثير من المجاهيل أو ربما على ضبابية تحيط بالشكل والمضمون .
لا اعتقد بل أكاد اجزم بأنّ استخدام كلمة صديق من قبل واسطة الاتصال هذه لم تكن مدروسة دراسة منطقية ولا عقلانية أو ربما قد اضطر اليها صانعو تلك الوسيلة لعدم توفر البديل الملائم .
وعلى أية حال من تلك الأحوال تبقى الصداقة في مفهوم من يحسنها أرقى وأسمي وانقى من علاقات لاتعتمد في كينونتها الا على المجاملات والمحاباة والتزويق والتلفيق.
فالصداقة صدق في الحديث وايثار في المواقف.وعطاء دون انتظار لمكاسب.
فأين كل ذلك من علاقات الفيس بوك ?
لامكان لها إلا عند من رحم ربي.
وأسأل الله تعالى ان يرحمني والجميع بصداقات حقّة تثلج القلب وتسرّ النفس وترتقي بنا الى حيث مانبغيه من مراتب انسانية سامية .
علاء الاديب
تونس /نابل
تونس /نابل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق