العدد الأول لسنة 2015
القصيدة
العبد التائب
للشاعر زهير الشيخ تراب
عاين فؤاديَ هل تلقى به رمقا
مِن جَور مَن ركزوا في جفنيَ الأرقا
هجرُ الأحبةِ أجرى دمعتي زمنا
والجسمُ من كـمـدٍ قد كـابدَ الرهقا
ولوا فما تركوا في النفس من أملٍ
والشمسُ قد تركتْ من خلفها الشفقا
يا لائمي ولهي, هل عشتمُ الولهَ
لولا التجلدُ أضحى خافقي مِزَقا
لا خيرَ في مهج ٍما مسها شغفٌ
شيءٌ من الحبِّ يحيي القلبَ إن صدقا
ذوّب فؤادكَ في حبٍ فتنعشهُ
لا نـفـعَ في قبس ٍ إلا إذا احترقا
دع عنكَ مَن عذلوا فاللومُ مشغلة ٌ
واعمد إلى هَيَم ٍيسمو بمَن عشقا
حبُّ النبي _إذا أخلصتـَه ُ_ سعُدَتْ
منكَ الجوارحُ وازدادَ الهوى ألقا
إن كنتُ أنشـدُ أشـعارا ً أدبّجها
في مدح ِ أحمدَ أشدو العطرَ والعبقا
هذا الرسولُ فيا طوبى لمادحِه ِ
ترقى مقالته ُ أو تـبـلـغَ الأفـقــا
خيرُ الدعاةِ وخيرُ الناس ِ قاطبة ً
مِــن مثلهِ أبــداً ما كانَ أو خلـقـا
لولا رســالـتـُهُ ما فازَ مجـتهدٌ
تـنجو بها أمــمٌ والكونُ قد غـرقــا
بدرٌ بـطـلعتهِ, بشـرٌ بمقدمـه
خيـرٌ بـمبعـثهِ نــورٌ قــد انـبـثقَــا
لو أنني بصرتْ عيني ملاحته
أسـكنتهُ طـمـعـا العــين َو الحدقـا
ما لاحَ مولدُه ُعامــا لأمته ِ
حتــى تـغمـَّرها إحــســانُه غـَدِقـا
من زارَ روضتهُ تسعى به قدمٌ
أو جاءَ معتـمرا ًبالـعـفـو قد رزقــا
من كان يعشقهُ يلقى شفاعته
لو كان محتبسا بالذنـب قد عتقـا
يا سيدي أملي بالقربِ يدفعني
شوقا إليك فأحذو حذوَ من سبقا
خذني إلى نهر ٍأُسقى فتشفع لي
حتى تـُفرقَ من ينجو ومن زهقا
يارب إن جنحتْ فينا مراكبنــا
أو أشـطأتْ فبه جنبنــي َ الزلقـــا
أنت الإلهُ و مالي عنكَ منقلبٌ
أنتَ القريبُ و عنكَ الوحيُ قد نطقـا
من جاء معترفا بالذنب أقبله
هذا الحبيبُ أتاني فافسح ِ الطرقـا
رباهُ من خَجلٍ أسبلتُ ناصيتي
لما أتيتُ و مـاءُ العيـن قد هُرقــا
ليس المحبُّ الذي يسعى لسيده ِ
من بعد جفوته شوقا كمن أبقا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق