بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

العدد الحادي عشر لسنة 2015 .. رغم الداء والأعداء مازال العراق يتصدر العالم العربيّ بالحراك الأدبي. ... بقلم : علاء الأديب





العدد الحادي عشر لسنة 2015


رغم الداء والأعداء


مازال العراق يتصدر العالم العربيّ بالحراك الأدبي.

بقلم : علاء الأديب








منذ أكثر من اثني عشر عام ومنذ الإحتلال الأميركي البغيض للعراق
كان هاجس الخوف على مصير الحركة الأدبيّة في بلدي هو الهاجس المؤرق لي دائما.
وقد ازداد هذا الهاجس ضراوة عندما اتقد في العراق فتيل الحرب الطائفيّة اللعينة.
ليس لأنّي لاأثق بعمق ارتباط الأديب العراقي بتاريخه الممتد عبر اللآف من السنبن . ولا لأني لا أثق بأن المثقف العراقي لايمكن أن يتزعزع عن مبادئه الراسخة رسوخ جباله في أرضها.
بل كان مصدر هذا القلق يعود لوطأة الأحداث التي مرّ بها العراقيون بشكل عام والمثقفون في العراق بشكل خاص.
فقد تعرض الكثير منهم للقتل والتهجير والتنكيل والتشريد بسب الأحداث التي ماتركت أحدا بحاله في هذا البلد الذي لو مرّ على غيره ما مرّ عليه لما بقت فيه كلمة تقال أو شعر ينشد أو حرف يقرأ .
ورغم قلقي المريع إلا إنني لم أستسلم يوما لرغبة هذا القلق .
كثيرا ماكنت أسأل عن الساحة الأدبيّة العراقية في عدد من وسائل الأعلام العربيّة وعن مدى تأثرها بالمتغيّرات السياسية وافرازات الحرب الطائفية فكانت اجابتي على الدوام بأن الجبهة الوحيدة التي صمدت أمام كل هذا وستبقى هي جبهة المثقفين العراقيين .. وكان أكثر المحاورين يتهمونني يالمغالاة بالثقة والتفاؤل .
كثيرون كانوا يراهنون على انهيار العراق ادبيّا وفكريّا وثقافيّا. واقصد بالكثيرين من كانوا ومازالوا يصطفون مع اعداء العراق ويتخندقون بخندقهم من عرب الجنسية .
ولا يبرح ذاكرتي ابدا عمل أقزام الكويت الذين مكنتهم القوات الأميركيّة عند غزو العراق من أرشيف وزارة الثقافةوالإعلام الذي لم يسلم منه شيء من الحرق.
وفي بالهم بأن ارشيف العراق تحفظه الرفوف أو المكتبات.
متناسين مافعل هولاكو ببغداد إذ غزاها فصار لون دجلة بلون الدم والحبر من كثرة الكتب التي اعدمت غرقا .
وليس يغيب عن بالي ذلك الفلم الذي بعث لي به صديق لعدد من الأعراب التافهين الذين اعترضوا على أن تكون بغداد عاصمة للثقافة العربيّة وهم من دول الخليج.
ولكن هاجس الخوف والحمد لله قد انتهى منذ فترة طويلة وأنا أطالع كلّ يوم أخبار أدباء العراق وهم يجتمعون في كل يوم بإبداعات جديدة
وحراك جديد . وكأنّهم يسخرون مآسيهم اجنحة للسمو.
يجتمع المثقفون العراقيون جميعا في العديد من أماكن استقطابهم سنة وشيعة ..عربا واكرادا ...وأقليات ليقولوا للعالم اجمع بأن الأمة التي يحيا مثقفوها حياة الروح الواحدة بالجسد الواحد أمة لن تمةت وإن تكالبت عليها نائبات الزمن .
ولكلّ من كنت أصرّح له آنذاك بأن أدباء العراق لن تنتابهم الفرقة ولا التشتت فيما بينهم أقول ..لم أكن يوما مغاليا بثقتي بالمثقف العراقي ولم أكن يوما لا أقصد ما أقول.
مازال كلّ المثقفين العراقيين يؤمنون بالعراق الواحد الموحد .
وأنّ لاهويّة لهم غير العراق فإن ضاع العراق ضاع الجميع.

علاء الأديب
9-12-2015



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق