بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

العدد الحادي عشر لسنة 2015 ... من باحة الاموي للزوراء ... للشاعر : زهير شيخ تراب





العدد الحادي عشر لسنة 2015

من باحة الاموي للزوراء

للشاعر : زهير شيخ تراب





الجرح جرحيَ والبلاء بلائي = ودماء أرض الرافدين دمائي

ما كان من ألم يحيق بأهلها = يعلو صداه سائر الأرجاء

نزفٌ هناك وفي الشآم مآتم = يتوحد القطران في البلواء

كم شتتنا في العصور مواجع= وتقاذفتنا شدّة الأنواء

وتكالبت كلّ البلاد وأوغرت = في بث فتنتها هوى البغضاء

وتجحفلت من عصر هولاكو لنا = في المشرقين جحافل الأعداء

واستعمرتنا في الحدوادث نزعة = نحو المغول وكثرة الإثراء

وغدت بيادقهم تدق حصوننا = وتطاول البنيان في الصحراء

عصفت بساحتنا غبار مفازة = تلقي إلينا أجهل الجهلاء

والنفط أضحى من أوائل همه = جلب الفجار وسيئ الأهواء

يدعون ,والداعي أشد مضاضةً = للزحف نحو أماجد الشرفاء

يعلون ما جاسوا بكل صفاقة = يستمطرون الشر للسعداء

أما ترى في الأرض كيف تجمعوا = من كل ناحية وكل خباء

المفسدون إذا تضافر شرهم = يتكاثر الجرثوم في الأجواء

انظر إلى التفجير كم أردى امرأ = قد كان يسعى في جنى الأبناء

أو مستنيرا في العلوم وباحثا= أو شيخ دين طيب الإنباء

أو عالما كان الزمان يعده = لشفاء ما استعصى من الأدواء

أمٌّ هناك وقد يجزّ فصيلها = في حمأة الإرهاب والإغواء

وهنا يتيمٌ قد أتوه بأهله = في علبة تحوي على الأشلاء

هذي يدٌ رجلٌ ذؤابةُ مفرق = لم يكتملْ عضو من الأعضاء

رفقاُ بقلبٍ نابضٍ في قبره = يتحسس الآلام في الضراء

كم من بلاد مزقت وتفرقت = لكن بسيف البغي والغرباء

أما هنا فيد الظلام تجوسنا = من إخوة كانوا محل رجاء

أشكو الشقيق وقد تأبط مدية = ما كان أضعفه على الإغراء

مني إليك أيا بغداد معذرةٌ = فالقلب منفطر على الفيحاء

مثوى صلاح الدين بات مضرجاً = لما أتوه بأسعد الشهداء

مني إليك سلاماتٍ معطرة ً = من باحةِ الأمويِّ للزوراء



هناك تعليق واحد: