بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 6 ديسمبر 2015

العدد الحادي عشر لسنة 2015.... مقالة العدد إن لم تواجه داعش بفكر مضاد... فإن الحرب معها حرب استنزاف ..... بقلم : علاء الأديب






العدد الحادي عشر لسنة 2015

مقالة العدد

إن لم تواجه داعش بفكر مضاد... فإن الحرب معها حرب استنزاف

بقلم : علاء الأديب






      ........................................................................................  


                    
داعش أكبر من أن تكون قوة عسكريّة على الأرض
فمن على الأرض لايعدّ إلا أداة لتنفيذ ايدلوجيّة وفكر معقد جدا.
هذا الفكر وتلك الإيدلوجيّة ليست وليدة الصدفة ولن تكون يوما ما عشوائية الأهداف .
إنّ الفكرة دائما تتولد في رأس واحد ومن ثم تنتشر لتتبناها رؤوس أخرى وبذلك تلتقي تلك الرؤوس بالمصالح لتجد لها سبيلا لتنفيذ ما تطمح اليه.
من يفكر بقتال داعش عسكريا دون مواجهتها بفكر مضاد معاكس بالأتجاه ومساو لها على الأقل بالقدرة فهو واهم بالتغلب عليها.
فبقدر ما علينا أن نواجه بالقدرات العسكرية فإن علينا أن ندرك أولا
من هو عدونا الحقيقي ؟ وما هي أهدافه؟ وستراتيجية الفكرة وسبل التنفيذ . ومدى إمكانياتنا من تأهيل شعوبنا تأهيلا ثقافيا وفكريا يستوعب حجم العدو وحجم المؤامرة . ومن يحاول تجاهل هذه الحقيقة فإنّه لامحالة يواجه حرب استنزاف لاطائل منها غير هدر النفوس والأموال.
مازالت الأنطمة العربيّة متأخرة جدا في التصدي لهذا الفكر بالفكر المضاد ومازالت بعيدة كلّ البعد عن حقيقة هذا العدو الجاثم على الصدور رغم إدراك البعض منها له.
ماداعش إلا اسم جديد مستحدث لسياسات قديمة استهدفت الإسلام ومن قبله العروبة .
هل لأحد من القراء الكرام أن يخبرنا عن تنظيم القاعدة الذي سبق داعش. أين هو الآن؟
وأين هي نشاطات هذا التنظيم الذي كانت تعج به أوطاننا؟
هل انتهت مهمته لتبدأ مهمة التنظيم الجديد؟
هل من أحد سأل نفسه عن النصر الكبير الذي حققته القاعدة بضربها لأبراج التجارة الدولية التي تسببت للأسلام بالضرر الكبير حين تحوّل الإسلام من جرائها إلى دين إرهاب بينما لم تخسر اميركا الا بناية وعدد من النفوس التي قتل في بلاد العرب والمسلمين اضعاف اضعافها.
ورغم تصريح رئيس جهاز الموساد العلّني على الملأ بأنّ الكياتن الصهيوني سيأتي للمسلمين بإسلام جديد كما يريد لا كما يريد الملسلمون إلا إنّ العرب مازالوا لايفقهون حجم ما وراء داعش وحجم المسؤولية التي تفع على عاتقهم في مواجهة هذا الخطر المحدق بهم . ومازالوا يحتفلون بحروب الكرّ والفرّ على أدوات هذا الفكر المريض المنتشر هنا وهناك.
ولو أردنا أن نتأمل فعلا ما قيل هنا وأن نصل بأنفسنا للقناعة بما جاء فعلينا أن نحصي عدد وحجم الضربات العسكرية القاهرة التي يواجهها هذا التنظيم من روسيا وفرنسا والمانيا وغيرهم من الدول التي التحفت بروسيا مجددا . إضاغة لما يواجهه من ضربات عسكرية من ابناء قواتنا المسلحة في العراق وفي سوريا . ورجال الأمن في الدول التي يتعرض للعمليات الأرهابية ورغم ذلك فلا يزال هذا التنظيم قائما .
وهذا لايقبل تفسيرا غير ما سلف . على الأنظمة والشعوب العربيّة أن تدرك بأن داعش فكر سلبي يجب أن يواجه بفكر معتدل ايجابي مضاد.
أما غير ذلك فما اسلفنا فلن نكون إلا طرفا بحرب استنزاف .نسأل الله تعالى ألعون . والنصر القريب لأبطالنا في العراق الجريح وفي كلّ بلاد العرب التي يريد بها هذا التنظيم الشرّ .


علاء الأديب

5-12-2015




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق