بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 5 ديسمبر 2015

العدد الحادي عشر لسنة 2015 ... الأُسطى.... بقلم : مصطفى غازي العبيدي




العدد الحادي عشر لسنة 2015

الأُسطى

بقلم : مصطفى غازي العبيدي






تَتَّسِعُ الدّهشةُ في عيونِ الصبيِّ، وهو يَتَمَلَّى بِواجهاتِ المنازلِ

الباذخةِ، التي تَشمَخُ في أرجاءِ الحيِّ الراقي.

يُشيرُ أبوهُ، بيدِه الكبيرةِ، إلى واجهةٍ من الرُخامِ الصقيل:

- هذهِ استَغرَقَتني الكثيرَ من الجَهدِ والوقت

ثُمَّ يشير إلى أُخرى، تبدو كمدخلِ قلعةٍ حصينة:

- هناك، في الزّاويةِ، كِدتُ أسقُطُ من السِّقالة

يَضحَكُ حتّى تَدمَعَ عيناهُ، فيما يظلُّ الصبيُّ مَبهورًا، مُنَقِّلًا عينيهِ

بينَ النوافذِ المُزَخرفَةِ وبين جسدِ أبيهِ القوي .

تَغرُبُ الشّمسُ، فَتندَلِعُ الأنوارُ في كلِّ مكان ...

بِهُدوءٍ، يَنسلَّانِ من الحيِّ، ويِقِفانِ صامتينِ، بانتظارِ الحافلةِ

المُقِلَّةِ إلى الضواحي الصّفيحيَّة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق