العدد الحادي عشر لسنة 2015
الأُسطى
بقلم : مصطفى غازي العبيدي
تَتَّسِعُ الدّهشةُ في عيونِ الصبيِّ، وهو
يَتَمَلَّى بِواجهاتِ المنازلِ
الباذخةِ، التي تَشمَخُ في أرجاءِ الحيِّ
الراقي.
يُشيرُ أبوهُ، بيدِه الكبيرةِ، إلى واجهةٍ
من الرُخامِ الصقيل:
- هذهِ استَغرَقَتني الكثيرَ من الجَهدِ والوقت
ثُمَّ يشير إلى أُخرى، تبدو كمدخلِ قلعةٍ
حصينة:
- هناك، في الزّاويةِ، كِدتُ أسقُطُ من السِّقالة
يَضحَكُ حتّى تَدمَعَ عيناهُ، فيما يظلُّ
الصبيُّ مَبهورًا، مُنَقِّلًا عينيهِ
بينَ النوافذِ المُزَخرفَةِ وبين جسدِ أبيهِ
القوي .
تَغرُبُ الشّمسُ، فَتندَلِعُ الأنوارُ في
كلِّ مكان ...
بِهُدوءٍ، يَنسلَّانِ من الحيِّ، ويِقِفانِ
صامتينِ، بانتظارِ الحافلةِ
المُقِلَّةِ إلى الضواحي الصّفيحيَّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق