العدد السادس لسنة 2018
أدباء منسيون من بلادي / الجزء الثاني
الحلقة 20
الشاعرة صابرة العزّي
تقديم / علاء الأديب
التقديم/
...............
ما أن بدأت بإعداد هذه الحلقات من سلسلة أدباء منسيون من بلادي إلا واستحضرت ذاكرتي عددا كبيرا من الأسماء التي كانت تزخر مكتبة والدي بدواينهم ومؤلفاتهم ومازالت . ومن بين الأسماء التي لم تفارق ذاكرتي كان اسم الشاعرة التي اختفت وراء اسم غير اسمها على الرغم من انها قد انتجت الكثير من الروائع التي يرغب كلّ عارف بها أن تنسب له أو أن تكون من انتاجه . إلاّ انها آثرت أن تكون بأسم قد اختارته لنفسها تحت تأثير التزامات أخلاقية ودينة كانت تؤمن بها وعائلتها التي ربّتها على اصول وتقاليد كانت سائدة في مجتمعتنا في ذلك الزمن.
والأكثر من ذلك بأن جميع أشعار الشاعرة خديجة أو صابرة كانت أشعارا لاتتعدى الخلق القويم في مواضيعل حتى الوطنية منها. وقد غلب على شعرها الطابع الديني لتدينّها والتزامها الكبير بمفاهيم الدين الأسلامي الحنيف.
هذا إضافة الى نسبها الذي يعود الى خير البرية الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.
الولادة/
..............
ولدت الشاعرة المرحومة صابرة العزّي في قضاء الرصافة من بغداد سنة 1920
في أسرة محافظة، فتعلمت مبادئ القراءة والكتابة على يد والدها، ثم عكفت على تثقيف نفسها ذاتيًا حتى استجابت ملكتها .
بداياتها الشعريّة :
.......................
بدأت الشاعرة بنظم الشعر الشعبي العراقي ونشرت بعضا منه في مجلة المتفرج التي كانت تصدر آنذاك وكان هذا في العشرينات من عمرها قبل أن تتحول في الخمسينات من عمرها الى الشعر الفصيح لتنظمه في الحادي والخمسين من عمرها بعد أن هجرت الشعر الشعبي لفترة طويلة من الزمن. وقد كانت أول 1971قصيدة لها بالفصحى قد نظمتها في عام
سمات شعرها :
.....................
بدأت بنظم القصائد الدينية،ونشرتها في مجلة «التربية الإسلامية»، ثم نظمت الشعر الوطني الذي نشرته في جريدة «العدل» النجفية، وغيرها.
أسمها الحقيقي :
.................
الأسم الحقيقي للشاعرة خديجة محمود علي العزّي السامرائي.
وقد واكب تغيير الأسم الذي اختارته نظم أول قصيدة لها باللغة الفصحى والتي كان عنوانها من وحي حبّ الرسول التي تبيّن فيها شوقها الجارف الى زيارة الديار المقدسة وقد حصل ذلك فعلا وحجّت الى بيت الله تعالى.
والسبب في تغييرها لإسمها يعود الى سطوة التقاليد والأعراف التي كانت تلتزم بها وعائلتها التي كانت من العئلات المحافظة خلقا ودينا.
انتاجها الشعري :
.......................
لها أربعة دواوين منشورة هي:
«نفحات الإيمان» (ط 1)، وزارة الأوقاف – بغداد (كتب المقدمة وليد الأعظمي العبيدي).
الطبعة الثانية: دار الشؤون الثقافية – وزارة الثقافة والإعلام – بغداد1980. (تصدرته مقدمتان: مقدمة الأعظمي السابقة، ومقدمة خالد العزّي)،
و«أريج الروضة» – بغداد 1982 (كتب المقدمة نعمان ماهرالكنعاني)،
و«ضياغم وصقور» – بغداد 1984،
و«نسائم السحر» 1985،
ولها مخطوطة شعرية بعنوان: «ألق الصباح»، لا يعرف مصيرها ..
شعرها يؤطره شعور أخلاقي وتوق ديني وتطلع إلهي وحماسة قومية وطنية، يلتزم بالموزون المقفى، وتبرق خلاله علائم الثقافة التراثية ومفردات الشعر القديم.
وصوره، في عبارتها وضوح ونمطية تقارب التقرير والخطابية .
نماذج من شعرها :
.......................
من قصيدة : في رحاب المدينة المنورة
هـنـا الروضة الزهـراء أبـهى مـن الـبَهـا تطـيب بـهـا نجـوى ويحـلـو بـهـــــا وِرْد
وفـي الكعبة العصـمـاء نلنـــــــا مآربًا فعفـوٌ وغفرانٌ وقـد حفَّنـا السعــــــــــد
وفـوق متـون السحـب طرنـا وحفْظُنــــــــا عـلى الله مـوكـولٌ إذا الجــــــــوُّ مُرْبَدّ
نرى الغـيثَ فـي الآفـاق يـهـمــــي كأدمعٍ هـمَتْ مـن مآقـيـنـا وقـد أشـرقت نجد
رويدك ياقلب
مكانك صدري وفي اضلعي
فكيف تحس عذاب الورى
وجيبك يهمي اسى ادمعي
ويشجيك ياخافقي ماترى
بلونا الورى وخبرنا الزمان
وكم قد راينا اسى وهوان
فمهما جهدنا عدمنا الامان
ومهما سبقنا خسرنا الرهان
نطوف حيارى بدنيا الزحام
نرى الناس في غفله سادرين
فهل من وئام وهل من سلام ب
دنيا تصفق للغادرين
نشانا على هدهدات الحنان
وبين الزهور وتحت الشجر
تطل علينا شموس الاماني
ويجلو دجانا ضياء القمر
فدع يارفيقي عناء الهموم
ولا تتالم لما قد جرى
ستجلى قريبا سدوم الغيوم
ويبزغ فجر على من سرى
بنو العزّي
بنو العزّيْ على الأيام عزّيْ
وفخري إن سئلت عن انتسابي
هم الأصل المبجل من نزار
و(زين العابدين) بلا ارتياب
همو والشيمة الغراء صنو
ورائدهم بها نفع الصحاب
همو من يخدم الأوطان يفدي
ثراه بالدماء بلا ثواب
إذا ما هزهم خطب جسيم
تنادوا بالمهند والحراب
وثمة أن تحداهم عدو
فما فيهم دعي أو محابي
لكم غذوا المسير إلى المعالي
فأنعم بالشيوخ وبالشباب
يزين فعالهم كرم السجايا
كما زان المدى ألق الشباب
كذلك أخوتي صيد كرام
وأبناء العمومة من جنابي
فربّ السيف فيهم والقوافي
نصير العدل في فصل الخطاب
بنود شامخات من فخار
له في الجيش أو ساح الغلاب
ومنهم من له كف نديّ
كموفور الندى فوق السحاب
ومن للطارقين على التوالي
بشوش الوجه مفتوح الرحاب
ومنهم كل مقدام جسور
أبيّ الضيم مرفوع الجناب
ولوعٌ بالثقافة مستقيم
طويل الباع في دنيا الكتاب
ومنهم مبعد رغم اشتياق
إلى الأوطان من مرّ العقاب
خطيئته التصدي كل يوم
لظلم الحاكمين بلا صواب
ومنهم من برحب الطب فذ
تمرس يافعا غضّ الإهاب
إلى أن تقول
بهم اعزز , وأنعم هم كماة
لو استقصيت كالخيل العراب
ولو أسهبت في وصفي لضاقت
قراطيسي بما يحوي كتابي
همو أهل لما يرجى وكلٌ
ندي الكف عدل في الجواب
وما غاليت في نظم القوافي
بمدحهمو وهم زهر القوافي
المصادر/
...............
مدونة السادة بنو العزي الأعرجي الحسيني.
ويكبيديا الموسوعة الحرّة
مؤسسة البابطين
دواوين الشاعرة
رحم الله الشاعرة الحاجة المرحومة صابرة العزّي وأسكنها فسيح جنانه.
علاء الأديب
تونس / نابل
19/9/2018
علاء الأديب
تونس / نابل
19/9/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق