العدد السادس لسنة 2018
ابليس بين الجن والملائكة
بقلم / علاء الأديب
...............................
لكلّ استتناء سبب وإن كان لايظهر صريحا في نص الإستثناء. وأحيانا فسبب الإستثناء يكون موجودا في نصّه إذا اقتضى الأمر التبرير أو الإيضاح.
وهذا ماورد في نصّ الآية القرآنيّة التي تكلمت عن جنس إبليس.
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ) الكهف / 50 .
نلاحظ هنا إن سبب استثناء ابليس من الملائكة ورد في نص الإستثناء ألا وهو //كان من الجن// وهنا كان وجوب بيان السبب للإفصاح أولا عن جنس المستثنى الذي قد يكون فيه لبس لو لم يذكر السبب . حيث إنّ المسثنى لغويا يكون من جنس المستثنى منه وخاصة في الإستثناء التام الذي يذكر فيه المستثنى منه والمستثنى وأداة الإستثناء.
ولو لم يذكر سبب الإستثناء في هذه الآية الكريمة لظنّ الكثيرون بأنّ ابليس من الملائكة بدلالة جنس المستثنى من المستثنى منه وفق القاعدة اللغويّة .
ومع ذلك فقد ذهبت الكثير من الإسرائيليات الى الباس إلباس ابليس لباس الملائكة على الرغم من أنه قد خلق من مارج من نار بينما خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من نور.
وعلى الرغم من أنّه مخيّر في طاعة الله كما هو حال ابن آدم . وغير ملزم بها بنما خلقت الملائكة ملزمة بطاعة الله عزّ وجل ومعصومة من الأخطاء والمعاصي.
ومن هنا لايمكن بأيّ جال من الأحوال اعتبار ابليس من الملائكة وإن كان مستثى منهم في الآية الكريمة المذكورة لورود سبب الأستثناء.
علاء الأديب
تونس/ نابل
28/8/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق