العدد السادس لسنة 2018
الحيّ الميت
من الموروث بتصرف / علاء الأديب
لما اعترض على أمر ظالم أصدره الملك نظر اليه الملك مبتسما وقال لشعبه :عجبت لميّت يتكلم.
قال الشعب انه حيّ ياجلالة الملك.
قال الملك بل ميت لكن ابصاركم قد فسدت .
التفت الملك الي حارسه وقال له:اعط لكل واحد الف درهم ليصلحوا بها ابصارهم.ففعل الحارس.
فسأل الملك الشعب أترونه الان حيا ?
قالوا بل ميت ياجلالة الملك
قال:اذن ما اكرام الميت?
قالوا :دفنه يامولانا
قال :فسارعوا اذن بالميت الى مثواه الاخير.
حمل الشعب الرجل بتابوت علي الاكتاف الى مقبرة المدينة وهو جالس تعتريه الحسرة على قومه الذين باعوا ضمائرهم للملك الظالم وبدأ يصرخ بهم ياقوم انزلوني فأنا حيّ أرزق.
ومامن مصغ ولا مجيب .
حتى دحل المدينة رجل غريب عنها فأخذته الدهشة مما يرى.
فوقع نظر الحي الميت ّ على ذلك الرجل الغريب وكان أمله الأخير للخلاص فناداه بأعلى صوته ادركني ايها الغريب فقومي يرونني ميتا وانا حيّ.
وقف الغريب والحيرة تعصف به .ماهذا الذي يراه ?
مئات من المشييعين يكبرون لرجل حي يرونه ميتا .
انه العجب العجاب فعلا.
وهنا سأل الغريب نفسه هل يمكن ان اصدق هذا الرجل وأكذّب هذي المئات من الرجال.
مؤكد بأنهم على صواب وانا على خطأ لو فعلت.
نظر الغريب الى ذلك الرجل وقال له:
إن كان المئات من قومك قد رأوك ميتا فكيف لغريب ان يراك حيّا.عندها صمت الحيّ الميت وأسلم امره لله فدفن حيّا.
للقصة مغزاها الذي اتركه لفراستكم
علاء الاديب
من الموروث بتصرف.
تونس/ نابل
من الموروث بتصرف.
تونس/ نابل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق