بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 سبتمبر 2018

العدد السادس لسنة 2018 الى شهيد التظاهرات السعيد الشاب حميد للشاعر سالم ابراهيم حسن


العدد السادس لسنة 2018

الى شهيد التظاهرات
 
السعيد الشاب حميد

للشاعر سالم ابراهيم حسن






قرضتُ الشّعرَ دمعاً ياحميدُ
فهل يرقى إِزاءَ دَمٍ تجودُ ؟

فلا واللهِ لا يرقاكَ شِعري
سوى إنّي إليكَ بهِ أرودُ

ذطوانا الحزنُ قرحاً وأحْتسينا
شرابَ المرِّ وأحْتقنتْ خدودُ

فكنتَ وقد نذرتَ العمرَ غصناً
بأوّلهِ وآخرهِ عقيدُ

كفى الأحداثَ وقعاً أنتَ منها
يدٌ طولى وفي الجُّلّى عميدُ

تقاسمتَ المنونَ على خيارٍ
فكانَ خياركَ القتلُ المجيدُ

نهلتَ خواتمَ الأمجاد فخراً
جِنانٌ قد هفتْ فيها الورودُ

حمدنا اللهَ فيكَ وأحْتسبنا
وقلنا كانَ أجرأنا حميدُ

وشيّدنا عليكَ صروحَ عِزٍّ
لتُلهمنا الحماسةَ ما تجودُ

فعش موتاً فخوريّاً وسعداً
لكَ العقبى إذا حانَ الوعيدُ

واَلبسنا القلوبَ سوادَ ليلٍ
على وطنٍ يراودهُ النكودُ

حملناهُ على أكتافِ نزفٍ
ولمْ يسلمْ على دمنا الوريدُ

أقمناهُ على ضفافِ جمرٍ
وقلنا مثل ما يبغي نريدُ

أبانا لا نساومُ فيهِ شبراً
فإمّا أنْ نقاومَ او نبيدُ

وأُمٌّ مثلُ دجلةَ كيفَ تنضو
وعمّاتي نخيلٌ إذ يجودُ

دفاعاً تركضُ الأرواحُ فينا
ونسرجها خيولاً لا تميدُ

نخيطُ الآهَ نلجمها ونشكم
عيون الخوفِ مقروحٌ صديدُ

رميناها شباك الموتِ عُسراً
فغارت بالمواجعِ يا صمودُ

وذي أحلامنا باضتْ وزنّتْ
ولا عوداً يدندنهُ النشيدُ

شهدناها الصعاب وهْيَ بِكرٌ
شهيدٌ يحرسُ الوطنَ الشهيدُ

ولا زالتْ تعينُ النارَ جمراً
لتلهبَ ما تبقّى أو تزيدُ

ففي البصره لهيبٌ وأحْتقانٌ
وبلوى الماءَ أَضحتْ صوتَ عيدُ

ويرسلُ بالنكايةِ شانئيها
وقد عاثوا فساداً يا عهودُ

تميّزها المواقفُ وهْيَ قسرٌ
على مرمى شكايتها الجحودُ

ويُلبسَها غمارَ الموتِ عصفاً
فيشكي وقعها الباغي الشّرودُ

إذا الإقدامُ غطّى وجهَ حُرٍّ
ترى وطناً بساكنهِ وطيدُ

يذودُ عن حماهُ ويفتديهِ
وقد لبس الفدا ثوبٌ عنيدُ

ألا قمْ أيّها المسجيُّ فينا
فأنتَ النارُ نسجرها وقودُ

يُعاهدنا على مسراكَ نورٌ
وتسقينا كريماتٌ جُدودُ

حميدٌ مَنْ تصدّرَ وهْو كفءٌ
لموطئةٍ ونائبةٍ عرودُ

عدمتكِ ياسنينَ الجدبِ قحطاً
ولا قامتْ قيامتها النجودُ

كفرتكِ وأحْتسيتُ عليكِ كأساً
من اللاعودِ وأنْجابتْ رعودُ

حماكَ اللهُ ياوطني المفدّى
عصيٌّ في نفوسٍ لا تحيدُ
،،،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق