بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 15 نوفمبر 2014

العدد الثاني لسنة 2014 .. القصيدة ... رسالة إلى أمي في ذكرى وفاتها .... الشاعر : زهير شيخ تراب

العدد الثاني لسنة 2014

القصيدة
رسالة إلى أمي في ذكرى وفاتها
 
الشاعر : زهير شيخ تراب







ماذا أقول وقد أدمت مواجعنُا

مني الفؤادَ وزاد الهمّ والنصبُ
 

واستفحلت غصصٌ في الصدر أحبسها

واستملكتني على أرزائها النوبُ
 

واستضعفني على الأيام شدتُها 

واستحكم البغي والعدوانُ والصخبُ
 

تاه الحصيفُ لأمر لا يفسرُه = 

ما جاء من أثر أو ما احتوت كتبُ
 

أمر لعمري لو أرخى على جبل 

لانْهار من وجلٍ أو هدَّه التعبُ
 

تمضي السنون على عٍلاتها تَرحاً 

والعمرُ مختَلَسٌ منا ومسْتَلَبُ
 

أيامُنا شردت كالعٍهنٍ تضربُه 

ريحٌ معصفرةٌ , يجري بها اللهبُ
 

كلُّ الأمورٍ لها في الكون مرتَكزٌ

 جاءتْ مفسرةً شُقت لها الحجبُ
 

أسبابُها عُرفت من غير ما جَدلٍ

إلا منايانا لا يُعرف السببُ
 

عشرٌ مضت جرياً أعوامُ فٍرقَتٍنا

لكنَّ أربعةً منها هي العجبُ
 

إني وددت بها ألقاكِ محتضنا

 صدراً إذا انقطعتْ آمالُنا يهبُ
 

أمي أقول وفي عينيَّ سهمُ جوى

أهدابُها وهنتٍ , هل تَدَْرأ الهدبُ
 

هذي العيون لما عاينتُ مٍن صلفٍ

ما انفك بؤبؤها يبكي وينتحبُ
 

مٍن بعدٍ فقدك يا أمّاه صارَ لنا

الفقدُ معترك يرتادُه النُجُبُ
 

أمّي فقدت أخَيّاً لست أحسَبُه

إلا كروحي وقد غارتْ به الشهبُ
 

أمي لقد شردت أفياءُ أسرتٍنا

هذا يهيمُ هنا قسراً ومغَتَربُ
 

إني فقدتُ مٍن الأحباب مَن تَركوا 

من بَعدٍ فَقدهمُ جُرحاً وقد ذهبوا
 

داري هجرتُ بها ما كان يؤنسني

من ذكرياتي وأشياءً بها أربُ
 

واليوم تشغلُنا يا أمُّ مسغبةٌ

بتنا لها حَرَدا والشام تُنَتَهَبُ
 

هذا يقدُّ لنا من خبزٍنا نُتفاً

نقتاتُها ولها حصرٌ ومحتَسٍبُ
 

كم بدّلتْ بيتا أيامُنا هَربا 

منْ كل نازلةٍ يأتي بها الشغبُ
 

كم ألجأتْنا إلى الأخطارٍ ساحتُنا

تدنو منيتنا فيها وتقتربُ
 

لكنَّما قدرٌ باللطفٍ يحفظُنا

 يا أمٌّ منْ خطرٍ يقضي فنحْتَجٍبُ
 

طالَ الزمان بما نلقى فأتعبنا

هلا يزول عن الأوطان ذا التعبُ
 

أخشى على شامٍنا إن زادها رهقٌ

 تمض بها تلفاً من جورها الحقبُ
 

ماذا أزيد أيا أمَّاه من ألمي

لا الشعرُ ينقذنُي منه ولا الخطبُ
 

نامي على وُسُدِ الرحمَن إنَّ لكِ

من سندسٍ فُرشٌ أفياؤها قُضُبُ
 

يسقيك من نَهَرٍ الريانٍ مترعةً

كأساً على ظمأ مَنْ كفهُ سُحُبُ
 

ولتهنئي أبداً في صحبة عبقت

بالمسك في غُرَفٍ بنيانها ذهبُ
 

ولتجتني رطباً من كل دانية

يؤتيك أطيبَه الرمانُ والعنبُ
 

في جنّة رفعت للصابرين بها

طوبى على سرر أنوارها قبب
 

يا جنة جمعت خلا ألوذ به

 في حالك الضُرٍّ كيف الصبرُ يُجتلبُ
 

كوني أحنَ على مَنْ صار في دٍمنٍ

 مما أكنُّ له واللهَ احتسبُ
 

هذي صلاتي على المختارٍ أرفعُها

 وليرحمٍ اللهُ من ماتوا ومن غربوا
 




  


هناك تعليق واحد: