العدد الأول لسنة 2014
القصة القصيرة
نحيب جنازة
بقلم : راوية جراد
تلحف الجميع غيمة سوداء يتقدمهم زعيم الحزن وقد
اعتلى جوادا أصيلا يخطو خطوات تتأرجح حينا الى العدم وحينا يتقدم الى
الوراء الى العتم . يمشي متثاقلا في تمرد
ثائرا يرفل في كسوة منسوجة من ربيع الألم. وساروا كالقطيع وراءه يرفلون
في جلباب مرتق بأحلام الذكريات المسكونة المسجونة في قلب نفق اللوعة
والندم.. تأبطوا ذراع الانكسار الذميم في ارتداد من وجل... واحتضنوا شوك
الحسرة واعتنقوا دين الدموع.. وساروا في جنازة رهيبة من مات في ساحة الوغى
موت مخدوع ... يتقدم الموكب شيخ الخشوع.. ..يضع على راسه المخضرم عمامة
الجلد وبعض خنوع.. ويرتدي جبة ماض منتكس العلم من ترهل وصدوع .. ويسبح
بلسان لا يتوقف عن الحوقلة وذكر ابيات من عشق ممنوع ...
ويجر العدل أذيال الخيبة ويضع على وجهه برقاعا.. ويزحف مطأطأ الرأس نادما ملتاعا .. ويغوص في دمعه المنسكب يفيض من القاع حتى النخاع.. الكل يمشي الهوينى ..وكأن على رؤوسهم طيرا من سكون وطمأنينة .. وتزاحموا في حشر رهيب والكل يحمل على أكتافه حملا من الأوزار والذنوب المكينة .. وتمنى الصمم ان ينطق بما يجيش في صدره من غبن وضغينة .. وعدَل عن رأيه خوفا من ذنب يقترفه في حق نفسه الأمينة.. وينسلخ عن بني جلده الأسبقين ..فتاب وغاص في سكون باهت ،شاحب ،مبهم وانبرى كالأسد الصامد وهو يعتلي عرينه ..
وتعالى صوت الموعظة يخطب في الناس: "يا قوم يا قوم توبوا الى الله وعودوا الى رشدكم ". فأسرع الناس هاربين.. من صدى الصوت الصاخب هروب المعتقلين.. من سجون التعذيب وقد اهترأت أجسامهم من جلد السياط تحت تعذيب الجلادين ..واحترقت أحشاؤهم لوعة من لهيب الجراح والتضليل والتعتيم والكبت وساروا الى دنياهم لاأتقنوا حياة ولا دين ...وتبخرت أرواحهم رياحينا .. وثقبت طبول اذانهم وما عاد يهزهم طربا لا خطابا هادفا ولا رنينا ...
ويبكي الصمت في كبت و حسرة يتكأ على عكاز الضيم مختنقا ،متوجسا ان تكون اخر الاحزان في دنيا الغافلين .. . ويمضي الموكب وتغرق الجحافل في بؤرة الضياع ويرتهن السكون ويرتجى السلام غيمة ولو كانت عابرة ولكن مثقلة برهام الامل و الأمان واليقين...
وتتمايل الحشود سكرى ،ثملة كانها كانت تشرب من ماء حميم تعتق بعطور باريسية فيها اختلطت كل الورود والرياحين مع وهج عابق مضرج بالأنين .....
يا الله.. يا الله !! الفقيد عزيز، نقي القلب تقي ،كريم، سخي ، لطيف، ودود، يحب الخير للجميع ولا يتوانى عن الارشاد.. عن حب الخير لكل العباد . ..
وصل الركب المقبرة ليوارى الفقيد في ثراه الأخير وتعتصر الدمعة آهاتها في اخر طقوسها في محراب الوفاء وهي توصي أخواتها بالتأني في الانسكاب خوفا عليهم من الغرق في بحر المآسي العميق.. .الكل يكبر هو وحده الخالد والباقي، ذكرى لن تنكسف ولن تغيب ولو غار الكل بين أمواج الهلاك غريق..
يالله.. الخسارة موجعة مات العزيز الصادق الصدوق . مات صوت الحق : مات الضمير ..
لقد نطقت المحكمة بحكم الاعدام حكما لا رجعة فيه ولا استئناف وقد تقدم بالقضية أناس قد أنهكهم التعب من الخوف واستقوا من أرق التأنيب كأسا من الحنضل و المرّ الزعاف حاولوا أن يردوه عن "ضيمه "عن "الحاقه الضرر بهم" فهددوه ،حاصروه ، تلهوا عنه ، خنقوه ثم اتفقوا عليه ليخمدوه.... وجاء اليوم الموعود اليوم المشؤوم ليدفنوه ...
وانطلقت زغاريد الحسرة على الشهيد، على الضمير المجيد على كل براءة كانت والدا ووليد .. وانطلق من بين الصخور نور ساطع يجرّ من خلفه ومن أمامه قافلة من نور .وأ جشهت الجبال رهبة وأصابها بعض كسور وغشيت السماء واعتراها فتور ..
وانطلقت حبات من ياسمين مجروحة تتبسم في بهاء صارخ وغرور ...وتبلسمت الجراح بأحلى عطور.. وطفق الجميع يهرولون لا يلون على شيء سوى المرور ..سوى العبور من بوابة منكوبة الى بوابة حبلى بمتاهات الآمر والمأمور .. لا يملكون من أمرهم لا جوازا ولا دليلا في مفترق طرق ولو حتى طريقا سالكا آمنا من بعض نقاط التفتيش ولا حتى مضيقا ضيقا يقيهم من عبث مغمور...
ونادى صوت المجد في السماء حبورا وترحابا بالضيف النبيل الضيف المبجل ،حافظ الرسالة وناشرها شهيد الكلمة الطيبة شهيد من قمة القمم.. قد أنهى حياته بين أعماق ثرى القلب موؤودا مرتهنا في ساق الألم ...
ويجر العدل أذيال الخيبة ويضع على وجهه برقاعا.. ويزحف مطأطأ الرأس نادما ملتاعا .. ويغوص في دمعه المنسكب يفيض من القاع حتى النخاع.. الكل يمشي الهوينى ..وكأن على رؤوسهم طيرا من سكون وطمأنينة .. وتزاحموا في حشر رهيب والكل يحمل على أكتافه حملا من الأوزار والذنوب المكينة .. وتمنى الصمم ان ينطق بما يجيش في صدره من غبن وضغينة .. وعدَل عن رأيه خوفا من ذنب يقترفه في حق نفسه الأمينة.. وينسلخ عن بني جلده الأسبقين ..فتاب وغاص في سكون باهت ،شاحب ،مبهم وانبرى كالأسد الصامد وهو يعتلي عرينه ..
وتعالى صوت الموعظة يخطب في الناس: "يا قوم يا قوم توبوا الى الله وعودوا الى رشدكم ". فأسرع الناس هاربين.. من صدى الصوت الصاخب هروب المعتقلين.. من سجون التعذيب وقد اهترأت أجسامهم من جلد السياط تحت تعذيب الجلادين ..واحترقت أحشاؤهم لوعة من لهيب الجراح والتضليل والتعتيم والكبت وساروا الى دنياهم لاأتقنوا حياة ولا دين ...وتبخرت أرواحهم رياحينا .. وثقبت طبول اذانهم وما عاد يهزهم طربا لا خطابا هادفا ولا رنينا ...
ويبكي الصمت في كبت و حسرة يتكأ على عكاز الضيم مختنقا ،متوجسا ان تكون اخر الاحزان في دنيا الغافلين .. . ويمضي الموكب وتغرق الجحافل في بؤرة الضياع ويرتهن السكون ويرتجى السلام غيمة ولو كانت عابرة ولكن مثقلة برهام الامل و الأمان واليقين...
وتتمايل الحشود سكرى ،ثملة كانها كانت تشرب من ماء حميم تعتق بعطور باريسية فيها اختلطت كل الورود والرياحين مع وهج عابق مضرج بالأنين .....
يا الله.. يا الله !! الفقيد عزيز، نقي القلب تقي ،كريم، سخي ، لطيف، ودود، يحب الخير للجميع ولا يتوانى عن الارشاد.. عن حب الخير لكل العباد . ..
وصل الركب المقبرة ليوارى الفقيد في ثراه الأخير وتعتصر الدمعة آهاتها في اخر طقوسها في محراب الوفاء وهي توصي أخواتها بالتأني في الانسكاب خوفا عليهم من الغرق في بحر المآسي العميق.. .الكل يكبر هو وحده الخالد والباقي، ذكرى لن تنكسف ولن تغيب ولو غار الكل بين أمواج الهلاك غريق..
يالله.. الخسارة موجعة مات العزيز الصادق الصدوق . مات صوت الحق : مات الضمير ..
لقد نطقت المحكمة بحكم الاعدام حكما لا رجعة فيه ولا استئناف وقد تقدم بالقضية أناس قد أنهكهم التعب من الخوف واستقوا من أرق التأنيب كأسا من الحنضل و المرّ الزعاف حاولوا أن يردوه عن "ضيمه "عن "الحاقه الضرر بهم" فهددوه ،حاصروه ، تلهوا عنه ، خنقوه ثم اتفقوا عليه ليخمدوه.... وجاء اليوم الموعود اليوم المشؤوم ليدفنوه ...
وانطلقت زغاريد الحسرة على الشهيد، على الضمير المجيد على كل براءة كانت والدا ووليد .. وانطلق من بين الصخور نور ساطع يجرّ من خلفه ومن أمامه قافلة من نور .وأ جشهت الجبال رهبة وأصابها بعض كسور وغشيت السماء واعتراها فتور ..
وانطلقت حبات من ياسمين مجروحة تتبسم في بهاء صارخ وغرور ...وتبلسمت الجراح بأحلى عطور.. وطفق الجميع يهرولون لا يلون على شيء سوى المرور ..سوى العبور من بوابة منكوبة الى بوابة حبلى بمتاهات الآمر والمأمور .. لا يملكون من أمرهم لا جوازا ولا دليلا في مفترق طرق ولو حتى طريقا سالكا آمنا من بعض نقاط التفتيش ولا حتى مضيقا ضيقا يقيهم من عبث مغمور...
ونادى صوت المجد في السماء حبورا وترحابا بالضيف النبيل الضيف المبجل ،حافظ الرسالة وناشرها شهيد الكلمة الطيبة شهيد من قمة القمم.. قد أنهى حياته بين أعماق ثرى القلب موؤودا مرتهنا في ساق الألم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق