العدد الثالث لسنة 2014
القصيدة
صولةُ الفرسانِ
للشاعر خلف دلف الحديثي
هي أبرقتْ وتزحزحت ساحاتُها
وتقلقلتْ هوْلَ الرّعودِ جهاتُها
وتقلقلتْ هوْلَ الرّعودِ جهاتُها
واستُمطرَتْ رجُمُ السماء فأمطرَتْ
ناراً وضجّتْ تستجيرُ فلاتُها
ناراً وضجّتْ تستجيرُ فلاتُها
جدّت تعدُّ رجومَها وتعدّدَتْ
لمحجّةِ الكُرَبِ الشِّدادِ سناتُها
لمحجّةِ الكُرَبِ الشِّدادِ سناتُها
مذ أقلعَتْ والعابساتُ تقاطرتْ
ريحُ المنونِ فدكدَكَتْ غاراتُها
ريحُ المنونِ فدكدَكَتْ غاراتُها
سدت منافذها وقطب دربها
ونعت عماليق السعاة نعاتها
ونعت عماليق السعاة نعاتها
خُسفتْ مرابضُها وزلزل صُمُّها
وسعَتْ مُحجلة الكعوبِ خُطاتُها
وسعَتْ مُحجلة الكعوبِ خُطاتُها
هي أبرقت بل أرْعدَتْ وتحاملَتْ
ممّا يجيشُ بصدرها عرصاتُها
ممّا يجيشُ بصدرها عرصاتُها
نزعَتْ أكفّ حتوفِها وسعَتْ لها
سعْياً تجالدُ عاقدين سعاتُها
سعْياً تجالدُ عاقدين سعاتُها
أومأتَ فاعتصمت حيالكَ جُلّداً
راحاتُهم وتقاصرَت راحاتُها
راحاتُهم وتقاصرَت راحاتُها
وتحشّدت زمراً رجالُك بُكّراً
وتصايحَتْ لغدِ الأمانِ ثقاتُها
وتصايحَتْ لغدِ الأمانِ ثقاتُها
هي صيحةٌ وإليك مدّتْ ترْتجي
نوْلاً فتسبكُ نوْلها مرّاتُها
نوْلاً فتسبكُ نوْلها مرّاتُها
فاستمسكت بعُرى الخطوبِ خطوبُها
وتزاحمَتْ فوق الربى هالاتُها
وتزاحمَتْ فوق الربى هالاتُها
وتشابكَتْ بيضُ الصفاحِ صوادياً
وتراعشَتْ لخطى الردى وُكُناتُها
وتراعشَتْ لخطى الردى وُكُناتُها
وجوامحاً عجّتْ تُريك غبارَها
تبغي المنونَ مهولةٌ ضَربَاتُها
تبغي المنونَ مهولةٌ ضَربَاتُها
وإليك أحْنى الهامَ غيظُ عُبابِِها
فتقنطرَتْ في بدئِها حَلباتُها
فتقنطرَتْ في بدئِها حَلباتُها
وإليك سدّ الأخشبان دروبَها
لو شئتَ لانطبقَتْ بهم قصباتُها
لو شئتَ لانطبقَتْ بهم قصباتُها
فإليك جاءتْ للوصول بكورُها
فتصوّحت عمّا يُرادُ صفاتُها
فتصوّحت عمّا يُرادُ صفاتُها
وعلتْ غواربُها أجاجَ بحورِها
فتزلزلتْ بالباشطين كفاتُها
فتزلزلتْ بالباشطين كفاتُها
ما أخطأتْ عند الطّعانِ كرامُهمْ
كلا ولا شحّتْ بهم جَفناتُها
كلا ولا شحّتْ بهم جَفناتُها
طاروا بأكبادٍ غلاظٍ للوغى
بعزائمٍ ما أُرْبكتْ خُطواتُها
بعزائمٍ ما أُرْبكتْ خُطواتُها
وأتاك رجفاً كي يضمّ صريخَنا
بجلالِ هيبتِه هواهُ فراتُها
بجلالِ هيبتِه هواهُ فراتُها
برمَتْ بهم وبرمْتَ منهم عزّة
حتى اعتلتْ بيدِ العلى أمْواتُها
حتى اعتلتْ بيدِ العلى أمْواتُها
وخبطتَ رأدهُمُ ودُسْتَ سديمَه
وعليكَ غُبراً قد أتتْ جبهاتُها
وعليكَ غُبراً قد أتتْ جبهاتُها
وسعيْتَ تنتخبُ الحتوفَ مُيمِّماً
صوبَ الفراتِ فهلهلَتْ ساحاتًها
صوبَ الفراتِ فهلهلَتْ ساحاتًها
غرَرٌ محجّلةٌ تدوسُ حِمامُها
فتجئُ في حلك الدّجى أصواتُها
فتجئُ في حلك الدّجى أصواتُها
ودمٌ برابيةِ المنايا يشْتكي
نزفاً يجرجرُ محتواهُ فُداتُها
نزفاً يجرجرُ محتواهُ فُداتُها
صيدٌ تجابهُ للرياح وهولِها
وتجودُ في سودِ الحتوفِ كُماتُها
وتجودُ في سودِ الحتوفِ كُماتُها
لا مجْدَ إلا ما بنتْهُ دماؤنا
ولهُ أعدَّتْ للدّوام بُناتُها
ولهُ أعدَّتْ للدّوام بُناتُها
لا نصرَ إلا ما تُحشِّدُ أنفسٌ
لركوبِ أخشنِها فتُكْبَحُ ذاتُها
لركوبِ أخشنِها فتُكْبَحُ ذاتُها
أمّلتْ نفسي هدأةً أرتادُها
وَيلفُّ حولي بالظلالِ نباتُها
وَيلفُّ حولي بالظلالِ نباتُها
فتناصلَتْ بيدِ الرّعودِ طلولُها
وأتتْ حفايا رُكّضا ربواتُها
وأتتْ حفايا رُكّضا ربواتُها
مَطرٌ سماواتي وأبرَقَ حينُها
وعلى الأسنّة قُطّبتْ زفراتُها
وعلى الأسنّة قُطّبتْ زفراتُها
فزعَتْ مرابضُها قرى عزماتِنا
ونصولُها انكسرَتْ بها مُهجاتُها
ونصولُها انكسرَتْ بها مُهجاتُها
هي صولةٌ ونصولُ أخرى بعدَها
لنعيدَ يوماً ما روتْهُ رُواتُها
لنعيدَ يوماً ما روتْهُ رُواتُها
سنعيدُها وأكهلةُ الحروبِ ستمتطي
خيلَ الخطوبِ وتُحتذى غُمّاتُها
خيلَ الخطوبِ وتُحتذى غُمّاتُها
صيدٌ تجئ على سوابحِ نارِها
لنْ تستكينَ وإن علَتْ غمراتُها
لنْ تستكينَ وإن علَتْ غمراتُها
فمرابضُ الجرْدِ العِتاقِ تطوّحَتْ
والعادياتُ عقورةٌ صوْلاتُها
والعادياتُ عقورةٌ صوْلاتُها
درْسٌ ولملمْنا جراحاً قد دَهتْ
للشّوسِ وانكفأتْ بهم هبّاتُها
للشّوسِ وانكفأتْ بهم هبّاتُها
فالحرْبُ خدعةُ ضاربٍ ومُطاعنٍ
بيدٍ مدرّبةٍ تُرى وثباتُها
بيدٍ مدرّبةٍ تُرى وثباتُها
لا تحسبنَّ النّصرَ وحْدكَ مَنْ له
يسْعى لتكسبَ ما تودُّ حُداتُها
يسْعى لتكسبَ ما تودُّ حُداتُها
سنعودُ والأيّامُ تعلنُ حكمَها
حتى تغرّدَ للسّراةِ شُداتُها
حتى تغرّدَ للسّراةِ شُداتُها
لكَ من حُنَيْنَ إمارةٌ فيما جرى
إذ قُطِّعتْ بالمسلمينَ صِلاتُها
إذ قُطِّعتْ بالمسلمينَ صِلاتُها
لا تحسبنَّ الله يَغفلُ ما يرى
فلكلّ مكتوبٍ وفيه سِماتُها
فلكلّ مكتوبٍ وفيه سِماتُها
قدرٌ وربِّكَ لو تموتُ فسيلةٌ
ستعودُ تنبتُ بالرّجالِ نواتُها
ستعودُ تنبتُ بالرّجالِ نواتُها
لا يَعْلونَّ على رماحِ مُرابطٍ
رُمحٌ وإنْ نُكِستْ له راياتُها
رُمحٌ وإنْ نُكِستْ له راياتُها
فلرُبَّ يومٍ ما تُنوسيَ وعْدُه
ولرُبَّ قوْسٍ ما رَمَتْهُ رُماتُها
ولرُبَّ قوْسٍ ما رَمَتْهُ رُماتُها
إيهٍ وربِّك لا رجالَ سوى هُمُ
حتى وإنْ شمخَتْ هنا صَحواتُها
حتى وإنْ شمخَتْ هنا صَحواتُها
منْ كلِّ رابيةٍ ستطلعُ نجمةٌ
وتضئُ داجيةَ المدى غَمزاتُها
وتضئُ داجيةَ المدى غَمزاتُها
حتى إذا احتدَمتْ وزُلزِلَ وقعُها
فستعلونّ على الدُّعاة بُزاتُها
فستعلونّ على الدُّعاة بُزاتُها
أنا ربّما يَئِسَتْ لديَّ عزيمةٌ
وعليّ ألقتْ باللهيبِ عصاتُها
وعليّ ألقتْ باللهيبِ عصاتُها
خوَرٌ تناسلَ في ضلوعِ إرادتي
وبيَ احتمَتْ وتفحّمَتْ وَثباتُها
وبيَ احتمَتْ وتفحّمَتْ وَثباتُها
فالغيظ إنّا واقدوهُ بغيظِهم
حتّى وإنْ عزّتْ بهم حاجاتُها
حتّى وإنْ عزّتْ بهم حاجاتُها
فلنا موازينُ الخطوبِ وَعِدْلِها
وكدورِها عربيّةٌ هَجماتُها
وكدورِها عربيّةٌ هَجماتُها
هي أمّة وجليلةٌ ما أرمدَتْ
أنسابُها مُضَريّةٌ طعنّاتُها
أنسابُها مُضَريّةٌ طعنّاتُها
قدْسيّة عُلويّة عزماتُنا
ما حُدّبت أو كُسّرت شَعفاتُها
ما حُدّبت أو كُسّرت شَعفاتُها
أزليّة تفري كُبودَ خُصومِها
فتكِلّ من شدِّ الجروح أُساتُها
فتكِلّ من شدِّ الجروح أُساتُها
إنْ أزْمعَتْ ركبَتْ سوابقَ دُهْمِها
فتيانُها وتباشرَتْ فتياتُها
فتيانُها وتباشرَتْ فتياتُها
مركوزةٌ بيدِ العُلى وإلى الوغى
أعلامُهم حتّى تداسَ غواتُها
أعلامُهم حتّى تداسَ غواتُها
شبّتْ وأطرافُ الرّماحِ فتيلُها
كي يقشَعرَّ من اللهيبِ شُواتُها
كي يقشَعرَّ من اللهيبِ شُواتُها
سمعَتْ بأصواتِ الصُّراخَ فهزّها
روحٌ تصيحُ عزيزةٌ عبَراتُها
روحٌ تصيحُ عزيزةٌ عبَراتُها
هي أزْمعَتْ وتخاطبَتْ بشرارِها
وتوَقّدَتْ ما أُخْمِدَتْ جمَراتُها
وتوَقّدَتْ ما أُخْمِدَتْ جمَراتُها
فالمجدُ ترسمُهُ الكعوبُ بحدّها
وبحدّها ما حُجِّمَتْ حُجُراتُها
وبحدّها ما حُجِّمَتْ حُجُراتُها
أدري بأنّ الحقّ يعلو صوتُه
وتعودُ ترْجمُهم به نكباتُها
وتعودُ ترْجمُهم به نكباتُها
حاشى بأنْ لله تسقطُ رايةٌ
أو أنْ نموتَ ولنْ تَرُدَّ أُباتُها
أو أنْ نموتَ ولنْ تَرُدَّ أُباتُها
لله رايتُه بأعلى شرفةٍ
لا لن تنكّسَ دونَها شُرفاتُها
لا لن تنكّسَ دونَها شُرفاتُها
لاهُمَّ إلا أنتَ وحدَكَ مَنْ له
تعنو الوجوهُ وترتجيكَ سُراتُها
تعنو الوجوهُ وترتجيكَ سُراتُها
شهداءُ هذي الأرض قحّامُ الوَغى
لو سُجِّرَتْ سَتطالُهم ثوْراتُها
لو سُجِّرَتْ سَتطالُهم ثوْراتُها
شهداؤنا كتبوا سجلَّ خلودِهمْ
بدمائِهمْ وعلَتْ بهم حَسناتُها
بدمائِهمْ وعلَتْ بهم حَسناتُها
فانهضْ على غلسِ المنونِ مُقاتلاً
جلْدَ الشكيمةِ ما بلتْهُ تِراتُها
جلْدَ الشكيمةِ ما بلتْهُ تِراتُها
هي صولةٌ والعابساتُ ندوسُها
شُمَّ الأنوفِ وَهذّبٌ قدُراتُها
شُمَّ الأنوفِ وَهذّبٌ قدُراتُها
وتوَحّمتْ بالدّاجياتِ شِعابُها
وعليهمُ رمَتِ الطيورَ حَصاتُها
وعليهمُ رمَتِ الطيورَ حَصاتُها
فالخيلُ معقودٌ على أرسانِها
نصْرَ الشّعوبِ إذا دَعتْ ساعاتُها
نصْرَ الشّعوبِ إذا دَعتْ ساعاتُها
فاطلقْ لشامخةِ العوالي برْقها
حتّى تصعِّر شانئيكَ رُماتُها
حتّى تصعِّر شانئيكَ رُماتُها
ما أوْمأتْ عينُ الحُتوفِ وأرْعدَتْ
إلا وَشُدَّ بنولِه إفلاتُها
إلا وَشُدَّ بنولِه إفلاتُها
جابَتْ سماكَ أشاهبٌ وتوَعّدَتْ
واستُنفِرَتْ لرقى الذرى عزَماتُها
واستُنفِرَتْ لرقى الذرى عزَماتُها
هي أمّتي أنّى اتجهْتُ فقبلتي
منها يطلُّ بنورِه عرَفاتُها
منها يطلُّ بنورِه عرَفاتُها
اللهَ يا زمن الفتوحِ متى لنا
تأتي وتقدحُ كالسّنا شفراتُها
تأتي وتقدحُ كالسّنا شفراتُها
قسماً بدجلتِها وطينِ فراتِها
ستعودُ تطلعُ بالإبا شَجَراتُها
ستعودُ تطلعُ بالإبا شَجَراتُها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق