العدد الثاني لسنة 2014
القصيدة
لغة الهذيان
للشاعر لطفي العبيدي -تونس
شَارِدٌ كَمَا لَوْ مَرَّتْ
عَلَى المَسَاءِ رَائِحَة القَهْوَة
تَغْطٌسُ فِي حَوْضِ اْلنُّعَاس
لُغَةُ الهَذَيَان
أخْتَفِي أنَا
وَ أبْدُو كَـشَبَحٍ فِي الظلَاَم ..
يُطَارِدُ ذُبَابَةً مِنْ رُّخَام...
أنَا الذِي قَفَزْتُ إلى الجِدَار الاخَر
و وَصلْتُ قبْلَ الشَمْسِ
أنْهَيْتُ عَصْفِي وَ رَعْدِي,
كُلُّ مَا سَقَطَ الكَلَامُ عَلَى عُشْبِ السُؤَالِ
أيْنَعْتُ فَوقَ زَهْرةٍ
وَ طِرْتُ كَالنَدَاءِ مَعَ الغَمَام
يَدَاي جَمْرَتَانِ بلِا حَريقٍ
أبْحِرُ.. و أبْحِرُ
لَكَأنِّي رَأْيت مَضِيقَ الأمَل
عَلَى ضِفَافِ الأرْضِ المُسْتَحِيلَة...
هَذَا اْلحَريقُ كَيْفَ سَأحْرقُه؟؟
هلْ نَجْوتُ مرّةً وَاحِدَةً؟
منْ غَرسَ فِيّ وَجَع القَمَر
وَ أتْلَفَنِي كَـقَمْحِ اْلفَرَح..
هَذَا اْلطَريقُ أعْمَى
يَسْلِكُنِي بلِا أضْوَاءٍ وَ لاَ زَوَايَا
أمْضِي بيْنَ خَفَايَايَ النَازِفَة
لا أتَذَكّرُ شَيْئًا
لاَ أدْعُو مِنْ خَلْفِ النِدَاءَات أحَدًا
أتَنَاسَى مِنْ أنَا,
يُنَادينِي صَوْتِي
فِي عُمْقِ اْللَيْلِ تَغْرُقُ قَدَمَاي
وَ الصَبَاحُ لنْ يَأتِي الآن...
لطفي العبيدي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق