العدد الخامس لسنة 2015
القصيدة
حُبِّي إلَى بَغْدَاد
للشاعرة : عواطف عبد اللطيف
يأتِـي صَبَاحِـي نَاطِـقَـاً بِحُرُوفِـهَـا
وَأُعَاهـِدِ الدُّنيَـا بِــأنْ أَبْـقَـى
لَـهـَا
مَا بَيْـنَ أشْـوَاقِ الحَنِيـنِ وَبُعْدَهـا
مَـا بَيْـنَ بَعْثَـرَةِ المَشَـاعِـرِ
كُلَّـهَـا
حُبّـي إلَـى بَغْـدَادَ يَكْتَسِـحُ المَـدَى
لَـكِــنَّ دَربِـــي لِـلـوَفَـاءِ سَبِيْـلـَهَـا
تَـاقَـتْ إلـيـهَـا لَهْـفَـتِـي لِتَـهِـدّنِـي
فَأَكَـادُ مِــنْ وَلَــه أَذُوبُ بِعِشْقِـهَـا
تَنْسَابُ مِن بَيْنِ الحُرُوفِ مَدَامِعِي
يَنْثَـالُ يـَأْسٌ فِـي الـفُـؤَادِ لِأجْلِـهَـا
أَغْتَالُ شَوقـِي كُلمَـا هَـبَ الهَـوى
وَالظُّلـمُ بَـاتَ مُزاحِمَـاً خطَوَاتـَهـا
فَـإن إبْتَعَـدْت فـإِنّ بُعـدِي طـَـارِئٌ
هُوَ خَافقِي قَدْ صَار مَسْكُونَـاً بِهَـا
أَهْفُـو إلَـى الحُـبّ الجَمِيـلِ كَأنَّنِـي
كَالطّفْلِ يَعْبَثُ فِي المَسَـاءِ بِثَدْيِهَـا
فَـأَنَـا أَحِـسّــكِ دَاخِـلــي كَتَمـيـمَـةٍ
ذَبُلَتْ عُيُونِي مُذ تَركْـت وصَالهَـا
وَصَباحُك النَادِي يَروّي خضْرَتي
وَتَفَتّـح الـوَرْدَاتُ تَنْشُـرُ عِطْـرَهـا
فَغَـدا سيَجْمَعُنَـا اللِـقـاءُ ونَحْتَـفِـي
وَيَصِـيْـرُ قَلـِبـي مَالِـكَـاً لِزِمَامِـهـَا
وَغَدَاً سَتَمْضِـي للسّمَـاءِ بِنُورِهَـا
كَيْ تَنْتَهِي الأَوْجَاعُ رُغْمَ عِنَادهَـا
قَلبِـي يَتُـوقُ إلَـى اللِـقـاءِ بِلهْـفَـةٍ
رَغْم الوُجُـوهِ السَّاعِيـاتِ لِوَأْدَهَـا
قَدْ عِشْتُ فِي كَنَفِ الوَفَـاءِ مُحِبَّـةً
وَالعِشْقُ كَالنِّيْـرَانِ يُوقِـدُ جَمْرَهَـا
عَاتَبْتُـهَـا هـَـذَا الصَّـبَـاحُ لِبُعْـدهَـا
وَتَسَمَّـرَتْ عَيْنَـايَ تَـرْقَـبُ رَدّهَــا
*من ثنائية رحيق القرائح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق