بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 31 مارس 2015

العدد الخامس لسنة 2015 .... القصيدة .... تابوت الأطلال ..... للشاعر : خلف دلف الحديثي





العدد الخامس لسنة 2015


القصيدة


تابوت الأطلال


للشاعر : خلف دلف الحديثي







رحلت بتابوت الرؤى الأطلالُ
ومشت تسلسل كفها الأغلالُ

هذي خطاي وما مكثت بظلها
مازال يلحق خطوها التسآلُ

ما زلت يملؤني حريق تنهدي
أي الدروب إلى جنونك طالوا

ما زلت أنفث تاركا وجع المتى
ليد الضياع تحوطه الأوحال

في مقلتي أرى يؤثث موته
حلمي فيسكن في الدموع خيالُ

حصدوا حقول الأرجوان وعطره
وعلى السراب توزعت آمالُ

باعوا بقايا الذكريات ولم أزل
طفلا يراوح تحته الإعوالُ

ما زلت في وحل السواقي عابثا
فتناثرت بين الكفوف رمالُ

للآن حبة أضلعي مكسورة
فمتى ستصلح في فمي الأقوال

ومتى سأبذر بين طين مواجعي
حب الوئام ليعذب الموالُ

فغمام قلبي أجفلت زخاته
وعلى وعود اللايجئ تحالُ

فعلا صراخ الأمنيات وأجفلت
شفة الغروب وقطبت أهوال

وبي احتضرت ولم أزل أروي إلى
شبح الغياب بما جنى الإيغال

وحدي وميلادي نسيت وعوده
ونسيت فيّ عويله يختالُ

ونسيت قابلتي التي ضحكت على
موتي بيوم ولادتي فاختالوا

أنا واحد أعلنت موت براءتي
مذ جاء يلقي حكمه القوّالُ

وكسرت في صدري مرايا أحرفي
ولأجلها حكمي عليّ أحالوا

فمكثت يملؤني السؤال محيّرا
فمتى بروحي تصلح الأحوال

يتقوّلون بكذبهم تكذيبهم
حتما سيلطم جرفه الزلزالُ

تتمرد الآهات طيّ أضالعي
وتلمني من دربها الأوشالُ

وجع العراق فمي يبوح بنزفه
مذ دار فوق رفاته الأنذال

وتراقصوا فوق الشباب وأغلقوا
درب الحياة وصودرت أموالُ

انأ مهرجان الحزن لا فرحي أتي
كلا ولا زار الربى الخيالُ

هي محنة طحنت صليل تنهدي
فتنهدت لتنهدي الأطلال

أنا لن أحصن أضلعي من حزنها
لكن قلبي من وراي أقالوا

هو صدري المملوء في حسراته
أوقفت فيه هواجسي فأمالوا

لك أن تسعّرني بدون تخوف
ولأيّهم سيبيعني التمثالُ

فجميعهم هم خائنون وجمعهم
جرّته من دبر لها الأفيال

لك أن تسمرني وتهرب من يدي
لتلفني بقماطها الأسمال

لك أن تسعرني كأي بضاعة
معروضة منها الزناةُ تنالُ

لك أن تقول وكل قولك كذبة
في كذبة قد صاغها الطبّالُ

فالراحلون بلا يديك سترتقي
وبلا إليك ستعرج الأجيال

والعائدون ولا مكان لموتهم
شبع التراب بما رمى الجهالُ

وحدي أتيت ومثل خوفك ما رأت
عيني وهزّ لروحك الإجفال

فرميت نارك فاحتميت بجمرها
وعليّ أبناء الشماتة صالوا

فلففْتُ في ثوب التجلد رغبتي
كي لا تلاك بحرّها الأطفالُ

فأزح قناعك عن غبار مصائبي
فمتى عليك ستجهز الأبطال

هذي قنابلك الحبيبة أثمرت
موتا وتشريدا وأنت مثالُ

وفقاعة الغضب التي فجرتها
سيجيء منها ما حييت وبالُ

أنا ما ارتويت وما يزال تعطّشي
إني أراك إلى الجحيم تقالُ

أنا واحد والهمّ جرّ مآربي
لدروبه فاختلت الأحمال

أنا آخر الشعراء قد سقطت يدي

مني وعدت تحوطني الأبدالُ





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق