العدد الرابع لسنة 2015
لسعة
نحلة
ق ق
ج
بقلم
: رضا محمد
لم يكترث
يوما من ثقل عمله ، فاحتمل شقاءه وقسوته ، وذللله في نفسه ،
معتبرا
إياه نزهة يتسلى بها لنيل مراده ، يبدده بين غابات الصنوبر بحثا
عن زهوره
البرية ، والحدائق الورود العامة ، فيشم رحيق الروز ويعانق
الرّازقي
ويشرب ندى رحيق الأقحوان وينعم بشهد الصبار .
كان
يأمل أن يدنو من اعتلاء مناصب التتويج ، ويكون من المقربين من
عرش
الملكة ، وفي لحظات النشوة المؤاتية للارتقاء إلى المقامات الرفيعة
باغتته
نحلة شبقة ! داعبت مشاعره المرهفة ، فانجذب لها هائما بحبها ،
وبعد
أن صار خاتما في إصبعها ، اعتلت ظهره ! غرست أشواكها في
خاصرته
! وحلقت به بعيدا عن البلاط ، أطبقت على أنفاسه ، حاول
التخلص
منها محركا أقدامه بكل قوة برجاء التملص منها ، إلا أن محاولته
باءت
بالفشل ، وراحت هباء في الفراغ ، وهي لم تزل تحلق عاليا وتؤكد
غرس
مجساتها في أحشائه .
لا مناص
من قدره المحتوم ، لم يمر وقت قليل حتى شفطت كل ما في
بطنه
وحررته من كماشاتها ، ليكون قشرة تتدلى في الهواء من الطبقات
العالية
خارج حدود المملكة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق