بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 31 مارس 2015

العدد الخامس لسنة 2015 .... المقال .... الشاعر وليد مهدي العاني (رهين المحبسين) الكرسي والبيت ..... الفردوس المفقود عانة الساحرة .... بقلم : مزهر العاني






العدد الخامس لسنة 2015


المقال


الشاعر وليد مهدي العاني


(رهين المحبسين)


الكرسي والبيت


الفردوس المفقود عانة الساحرة


بقلم : مزهر العاني








هكذا يحلو لأهل عانة ان يسموا مدينتهم.المدينة التي يولد فيها كل يوم شاعر أو اديب او مفكر
ويظهر وليد مهدي العاني شاعرا من اكتاف النواعيروظلال النخيل طافحا بالشعر .
ولد العاني وليدعام 1953 في محلة (الحوش ) التابعة لقضاء عانةواكمل الابتدائية فيها
بدأعشق المدينة يتغلغل في روحه الفتية البريئة مرتشفا ذكريات الطفولة لتبقى مخزونة في الذاكرة .وعلى اصوات النواعير وحفيف سعف النخيل وعلى اصوات النواعير المتكسرة الحزينة تفتحت براعم الشعر لديه بعد ان خلفت مدينة عانة الضاربة في القدم عالما واسعا
في مخيلته عالم المدن المسحورة العجيبة حيث حمل المدينة واهلها البسطاء في اشعاره وعبر عنهم اجمل تعبير.
انتقل عام (1967) مع عائلته الى قضاء القائم مودعا اصوات النواعير وحفيف سعف النخيل بدموع دفينة . أكمل الاعدادية في القائم ودخل كلية الاداب قسم اللغة العربية حيث تطورت مواهبه بعد اطلاعه على الكثير من مكتبة الكلية فتعمقت رؤاه الشعرية.
تخرج من الكلية عام( 1977) وعمل في دائرة التقاعد التي لم يعمر فيها طويلا لانه كان يحلم باكمال دراسته العليا لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن كان العمل في دائرة التقاعد مملا بالنسبة اليه. وهو المتطلع للحياة وثورة الشعر والادب تغلي بداخله . قدم استقالته عاتبه احد اصدقائه فرد عليه :
أمسيت في (گمرك) الموتى يؤرقني ***** الى الدراسات شوق فيه طغيان
لا تعجبن اخي (عبدون) من ألمي ******* فعند باريس لي صحب واخوان
بعد استقالته التحق بالتدريس في قرية من قرى الموصل وكان مثلا يقتدى به في الحرص والالتزام وكان حريصا على مستقبل طلابه الا ان العناصر السيئة كانت موجودة بين صفوف الطلبة فهدده احد طلابه اذا رسبت سوف ارميك فأجابه استاذه لا يهمني تهديدك ساضع الدرجات بالحق وفعلها الطالب ورمى استاذه بقنبلة يدوية بترت ساقه اليسرى وتصلبت اليمنى بعد تكلسها
واصبح معاقا لايقوى على الحركة من دون كرسيه المتحرك فاطلق على نفسه (رهين المحبسين )الكرسي والبيت كأبي العلاء المعري فيقول :
اني على الكرسي اقعدني البلا****** من بعد ما قطع البلا سيقاني
وحدي ببيتي قابعا مستوحشا *******ليلا ابث الهم للجدران
فغدا عليّ البيت سجنا مظلما ********سجنا ولكن دونما سجان
لقد اوجز حياته بعد الاعاقة بهذه الابيات المؤثرة واحالوه على التقاعد بعد الاصابة براتب لا يسد رمقه واصبح يعاني من الظلم والسقم على ايدي اقرب المقربين اليه ويقول:
صفر اليدين فلا عم ولا خال *****ولا اخ يرتجى ان ضاقت الحال
لا تبكين ذوي القربى بمقبرة *****وابك لجيبك ان ازرى به المال
وتفاقم الوضع لديه بلا اصدقاء او اقرباء اصبح الهم والوحدة شاغله ويقول:
ان الحياة مرارة وشقاء ******* والشاربون بكأسها الشعراء
قد لذ عندهم الاسى في ليلها ***** فكأنما عنوانهم تعساء
دنيا بها عد الفقير بدرهم ****بئس الحياة ودارها الغبراء
لم يبق للانسان فيها قيمة ***** بل قدس الدولار يا عفراء
لقد بلغ الذروة في واقعه الجديد لم يتعود بعد على الكرسي الذي سوف يرافقه طيلة حياته والسعادة التي كان يحلم بها اصبحت من نسج الخيال والمهنة التي احبها لم تمنحه الا العذاب
وفي قصيدة يرثي فيها حال المعلم يقول فيها:
يا ايها الزمن الرقيع غدا به **** الأوفياء المخلصون اضاحيا
سحقا له زمنا يداس به الذي ****اسموه في الماضي نبيا هاديا
قف عند شوقي زائرا لضريحه ***واقصص له خبر الوليد مناجيا
سيهب منتفضا يصيح بغيضه *****ويصب من نار القصيد معانيا
شاعر عاش اشد واقسى معاناة عرفتها دوائر التعليم وللشاعر له قصيدة بعنوان الفردوس المفقود والان يعيش بيننا حاملا شعره كالبندقية يصوبها باتجاه الفاسدين .
لقد صحبت الشاعر اكثر من ثلاثين عاما وتربطني به علاقات اخوية وزيارات تكاد تكون يومية.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق