العدد السادس لسنة 2015
لا
...
بقلم : عيسى عبد الملك
كانت
تحاوره بلهجة الواثقة الذكية ،تبحث عن نقطة ضعف فيه .تمد مجسات مدربة خبيثة .فتقلّب
في اعماقه المواجع .برفق حديثها المداف بالعسل المسموم،صممت ان تكسب الرهان .راح يتأملها
بوقار ناسك ودراية بحار قديم .دمية فيها حياة ونبض. دمية من لحم ودم . اجمل عينين وشعر
وشفتين وحركة يدين وامتلاء نهدين .اعذب ابتسامة وأشهى حديث .حدثته عن شعره الفضي ،عن
شاربيه ،عن نظرة الحنان في عينيه، عن صوته الهاديء الحزين عن وقاره .كان صامتا فقط،
يحدّق فيها .عيل صبرها .ايعقل هذا ؟.هذا الذي يفيض رقة لا يخترق !! بيأس وببطء وانكسار،
راحت تجمع اوراقها .تسوي شعرها الذي انثال امامها على المنضدة .فتحت حقيبتها الوردية
، ودست قنينة عطرها الصغيرة المفضلة.أين مفتاح قلعتك يا ترى ؟، تمتمت بكبرياء جميلة
مطعونة ثم قالت :
أأدخل
أم لا ؟ لن ابرح حتى اسمع الجواب .لم يجبها .ببطء تناول القلم وببطء ايضاوهو يحدّق
فيها، راحت يده تخط سطرا،سطرا واحدا لااكثر:
.لا
، لا تدخلي ،
تطهّري،
ياسلعة
رخيصة ،
قلبي،
فضاء
واسع
مقدس
،
...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق