بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 11 أبريل 2015

العدد السادس لسنة 2015 ... تبقى الأروعا ... للشاعر : محمود الفرحان






العدد السادس لسنة 2015

تبقى الأروعا

للشاعر : محمود الفرحان








ناديتُ أسيانًا هواك؛ لتسمَعا
ورحلتُ أجترُّ الحنينَ بخافقٍ

ليلُ الصبابةِ ـ والأنينُ مسربلٌ ـ
ما ذقتُ حلوَ العيشِ بعد فراقِكم

أفكُلّما هاجَ الحنينُ بخاطري
يا وردَ أيامي، تجاذبني الأسى

لولا أمانٍ في الفؤادِ كتمتُها
لتركتُ أحلامي تنوءُ بحملِها

جبلٌ من الكلمات في بحر النوى
فإذا بكيتُ نزفتُ كلَّ مواجعي

ناديتُ ـ لو يُجدي الصراخَ ـ  مواطنا
قضّيتُ فيها العيشَ دهري آمنًا

وشدوتُ ألحانَ الخلودِ بمهجةٍ
أرضٌ يطيرُ القلبُ نحو ربوعِها

يمَّمتُ شطرَ الحسنِ في جنباتها
وظللْتُ ملآنَ الفؤادِ من الهوى

إنْ غابَ مجدُ الأمسِ عن أسحارِهِ
فرياضُهُ جذلى تظلُّ، ووجهُهُ

 وتركتُ قلبي في رُباك موزَّعا
من هول ما لاقيتُ بات مُصدَّعا

بصباحِك الولهانِ عشتُهما معا
ولَكَم هجرتُ مع البعاد المضْجَعا

أمسيتُ للرَّوض الجميلِ مودِّعا؟!
والروضُ أضحى مذ هجرتك بلقعا

وقصائدٌ للشّوق جئنَ تتبّعا
وشربتُ كأسًا للقطيعة مُترَعا

صاغت هواك، فما عسى أنْ تصْنَعا
وإذا هجعتُ جعلتُ عشقي المهْجَعا

كان السبيلُ بها مهيبًا مَهيعا
أهبُ الفؤادَ صرامةً، وتمنُّعا

منها الشعورُ على البطاح تطلَّعا
غرِدًا إذا داعي الجهادِ بها دعا

ولثمتُ روضًا في الديار، ومَرْبَعا
وبخافقي كلُّ الحنينِ تجمَّعا

والعزُّ عن تلك الخمائلِ ضُيِّعا
يبقى برُغْمِ الحادثاتِ الأرْوَعا









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق