بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 أبريل 2015

العدد السادس لسنة 2015 ... مقال هكذا رأيت المرأة في تونس... مقال (2) علاء الأديب




العدد السادس لسنة 2015

هكذا رأيت المرأة في تونس

مقال (2)

علاء الأديب.




في صيف عام 2013 وتحديدا في شهر رمضان كنت أجوب شوارع مدينة نابل بتونس
وكانت الأحتجاجات والتظاهرات قد عمّت البلاد على النهضة بعد اغتيال الشهيد الإبراهيمي
(رحمه الله) .
وكان المكان تحديدا أمام مبنى الولاية هناك.
رأيت المرأة التونسيّة تتصدّر التظاهرات دون خوف أو وجل مطالبة الوالي بالرحيل .
والصوت النسوي يهدر كأمواج البحر الصاخب بكلمة فرنسية dégage تعني (ارحل) .
تعالت الأصوات مقتربة مني حتى صرت بين الجموع من الشابات والشباب.
وأخذتني الرغبة في أن أكتشف ما يجري .
وعادت بي الذاكرة إلى بلاد المشرق العربيّ الذي مازالت فيه المرأة تعاني من الكبت والحرمان في التعبير عن الرأي.
تساءلت في نفسي لمَ لا تخرج النساء في بلادي للتعبير عن آرائهن في كلّ القضايا ؟
هل هو تخلف المشرق؟ أم هو الخوف الذي ترعرع في قلوب النساء من خوض غمار البحث عن حريّة التعبير؟
وخلال هذا شعرت بالتدافع الذي أخذني حتى قيادة التظاهرة فإذا بي أمام شابّة تونسية يحملها شاب تونسي على كتفيه وهي تردد هتافات الرفض.وتطالب الوالي بالرحيل .
رجال البوليس ومكافحة الشغب يملأون المكان .
بعد لحظات من هذا الموقف سمعت هديرا لتظاهرة أخرى مناهضة للتظاهرة التي أتحدث عنها . إنّها تظاهرة مؤيدة للتيار السلفي .
وقف هؤلاء أمام هؤلاء وبدأوا يرددون الشعارات التي يؤمنون بها .
وبين هؤلاء وهؤلاء حاجز من رجال الأمن .
ما برحت المكان إلا بعد أن انفضّت التظاهرات .
ما لفت انتباهي في كلّ هذا شيء إلاّ تغلب المرأة عددا وحماسة على الرجل في كلا المجموعتين من المتظاهرين.
وطريقة التظاهر المتحضرّة التي تظاهروا بها .
لم تتعرض أملاك الدولة لأيّ أضرار .
ولم أسمع كلمات نابيّة تخدش الحياء
رغم الانفعال الواضح على الجميع حينها .
أناشيد وطنيّة تتغنى بتونس .
هتافات تؤجج روح الحماس والثورة
وصوت المرأة كان صوت السطوة على مسامعي ومسامع الجميع.
وأنا بطريق العودة تذكرت ما عرضه التلفزيون التونسي عن الطالبة الجامعية (خولة الرشيدي )التي تسلقت لمبنى الجامعة لتمنع أحد السلفيين من إنزال علم تونس من على الجامعة ليبدله بعلمهم . وهي توجه له الشتائم والضرب حتى تمكنت من إعادة العلم التونسي لمكانه.
وقلت في نفسي .
لو أنّ المتطاولين أدركوا المرأة التونسيّة على حقيقتها لما تطالوا عليها.
وعدت من هناك بحصيلة أخرى غيّرت الكثير من مفهومنا عن حريّة المرأة التونسيّة التي أصابها الكثيرون بسهامهم النجسة.



علاء الأديب

بغداد .

10-4-2015


مقالنا القادم( المرأة التونسيّة والحرب الباردة من الداخل).


هناك تعليق واحد:

  1. راائع هذا المنشور وكم راقية هكذا مسيرات او تظاهرات وطنية تتصدرها المرأة العربية تحيتي لك استاذ علاء

    ردحذف