العدد السادس لسنة 2015
شجرة
اللازورد
أنور
غني الموسوي
أيتها
النبتة الصخرية المغمورة في تبغ الثلج ، يا شجرة اللازورد الملفوفة بشلالات جبال ماشو
(1) ، حيث الينابيع السرّيّة للكون، و شهقة في خافقي الشمس تعشق تراب بلدة سمراء بلّلها
النسيم .
من هناك
، من روحكَ المورقة ، تطلّ علينا بجناحك الأبيض يا عراق ، تهدي البسيطة حكاية
نور، بلون شال صبيّة تجمع البلح من نخيلات بستانها الصغير.
أنا
لا أستغرب أبدا تلك الحدقات ، و تلك المسافات التي تجتازها رُكَب الحفاة . أنا لا أستغرب
الموت و الأمل و أبتسامات الزمن المتساقطة في باحتك كتماثيل من شمع ، و أغنيات مخملية
لعاشق قد ذاب قبل عام في وريقات المطر .
أجل
، هكذا ينحني جبروت الأرض اليباب ، و هباؤها المبثوث في الصدور الخاوية ، نحو آثار
بهائك العتيد . نحو أغصان العقيق الأحمر و الرجل العقرب يسقيها بماء من فضّة .
هكذا
ترسمني عصفورا بنيّا ، تمنحني قبلة نحاسية ، فأحلّق غارقا فيك كمركبة فضائيّة رأت وجها
جديدا للقمر .
ألم
يعلّمني صيفك الأسمر قراءة الندى ؟ ألم تصفع وجهي رمالك الساخنة ؟ ألم يغسل الفرات
المقدّس زوايا حلمي البرّاق ؟ فصرتُ سعفة و زاجلا ، وصوتا مرّا لقلادة الضوء .
(1)
مستوحى من اشجار اللازورد و العقيق الاحمر في جبال ماشو التي يحرسها رجال العقرب
المذكورة
في اللوح التاسع من ملحمة جلجامش .
بوركت الجهود و ابدعتم في الحلّة و الشكل الجديد
ردحذف