بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 10 أبريل 2015

العدد السادس لسنة 2015 .... كلمة العدد.... بقلم : محمد فتحي المقداد ... مسيرة في عيني .




العدد السادس لسنة 2015

كلمة العدد

بقلم : محمد فتحي المقداد

مسيرة في عيني ..






يطيب لي حين صدور كل عدد من مجلة المرفأ الأخير أن أتصفحها و أتعرف على الأصدقاء الجدد من الكتاب و المثقفين والشعراء، على مختلف انتماءاتهم الجغرافية العربية. وتقريباً كان لي شرف الانتماء إلى هذه المجموعة التي وجدت فيها الكثير، وواكبت المجلة تقريباً منذ أعدادها الأولية.
نحن كمثقفين عرب عانينا من العزلة الثقافية المتقوقعة خلف حدود و تقسيمات سايكس بيكو اللعينة، وجاءت الأنظمة المتناحرة لتغلق كل النوافذ على الجوار، الأمر الذي انعكس سلباً على الثقافة حيث بقيت حبيسة جغرافيا ضيقة، خسرنا الكثير من الوقت في التعارف، وأعتقد أن الثقافة سابقة في طريق الوحدة العربية، بأفكار وقد تجاوزت ضيق القطرية الجغرافية، لتتزواج برؤية عربية جديدة من طنجة حتى رأس الخيمة، بفضل شبكة الأنترنت، التي أتاحت لنا التواصل و التعارف والقراءة الجديدة، وفتحت الآفاق الجديدة لدينا جميعاً.
وقد انتقلنا حقيقة من الواقع الافتراضي، إلى العملي، عندما التقينا وجهاً لوجه، بأناس لم نعرف منهم أسماءهم المشهورة من خلال كتاباتهم.
ورابطة أدباء المرفأ، تعتبر واحدة من التجمعات الأدبية الناشطة، بهمة وعزيمة شخص علاء الأديب، الذي عرفته بداية كشاعر على صفحات المنتديات الأدبية، ولكنه أثبت بأنّه إنسان طموح خرج على قوقعة الحدود ليكون بمساحة وطن عربي، وهو يجمع ويلمّ المثقفين و الكتاب و الأدباء على مختلف انتماءاتهم الجغرافية، ذلك في سبيل خدمة الثقافة العربية، التي تخدم في أهدافها العليا تقدم ورفعة الأمة العربية.
وخلال السنوات الماضية كانت مسيرة رابطة أدباء المرفأ تسير باطمئنان لتحقيق الحلم والرؤيا ففي العام 2012 قامت باختيار الشاعرة التونسية ( عفاف السمعلي )، وكذلك في 2013 قامت باختيار الشاعر اليمني
( أبو بكر با جابر ) من خلال لجنة خبيرة قيمت أعمالهم واختارتهم كشخصية للعام.
ولم تتوقف الرابطة عند هذا الحد، فقد قامت باختيار العديد من الأعمال الأدبية، ذات القيمة العالية، وذلك من مختلف البلاد العربية، وعملت على طباعتها، والمشاركة بها في معارض الكتاب السنوية التي تقام في العراق و خارجه، بداية أبتدئ بنفسي، فقد كان مولودي الأول ، كتابي ( شاهد على العتمة ) من خلال رابطة أدباء المرفأ،
 ومن الشقيقة تونس فقد نشرت رواية حنين للأديبة ( عفاف السمعلي) وللشاعر التونسي ( شكري مسعى) مجموعة شعرية.
وقد نشرت الأعمال الأدبية ذات القيمة العالية، بداية للشاعر السوري زهير الشيخ تراب. أما من داخل العراق الشاعرة الكردية ( كرزال ابراهيم ) و الروائي ( رضا محمد ) و ( د - أنور غني الموسوي ) و الشاعر ( مجيد الزبيدي) و الشاعر ( باسم الفضلي ) و الأستاذ ( فالح الحجية ) و الشاعر ( كريم عبدالله) و الشاعر ( إياد البلداوي )والشاعرة (سلمى حربة).. هذا ما أسعفتني به ذاكرتي، و ليسامحني ممن لم أذكر اسمه.
بصراحة، وأنا أستعرض هذه المسيرة الشامخة، فإنّي أعتقد أنها بجهود شخصية متواضعة، ناهزت في نجاحاتها اتحادات الكتاب في الكثير من البلدان العربية، التي عجزت عن استيعاب مثقفيها، وعن إشهارهم ليكونوا رافداً متجدداً في الحياة الثقافية العربية.
جانب مشرق من حياتنا الثقافية، يتوجب علينا رفده ومؤازرته، ليكون صرحاً عربياً شاملاً لكل بقاع الوطن، ومن خلاله يكون نافذة نطلّ منها للتعرف على الوجوه الإبداع في مختلف الربوع متجاوزين الحدود و القطرية والإقليمية والطائفية، وفي المستقبل تتطور الفكرة، ليكون لها لقاء تأسيسياً كإتحاد عربي ، وبذلك نكون قد انتقلنا به من حيّز الافتراض إلى عالم الواقع، لعل ذلك من الخير و العمل في سبيل تقدم أمتنا العربية.

محمد فتحي المقداد


بصرى الشام \ سوريا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق