العدد السادس لسنة 2015 .... المقال المرأة في تونس ..... مقال (1) .... بقلم : علاء الأديب.

العدد السادس لسنة 2015

المقال

المرأة في تونس

مقال (1)

علاء الأديب.

تتميز تونس بأنها الدولة العربيّة الوحيدة التي منحت المرأة دورا رياديا .

ولم يكن الحبيب بورقيبة مخطئا أبدا في هذا حين سنّ القوانين التي من شأنها حفظ كرامة المرأة التونسيّة في المجتمع.

وكانت لهذا الرجل العظيم نظرة مختلفة كلّ الأختلاف عن النظرة العربيّة المتخلفة للمرأة في ذلك الوقت إمتدادا لوقتنا الراهن.

ولكنّ الإخفاق المسجل على الحبيب بورقيبة رحمه الله.بأنّه لم يعتمد مذهب التثقيف في تمرير هذه القوانين على النصف الآخر من المجتمع والمتمثل بالمجتمع الذكوري.

لذا فإنّ الغالبية العظمى من النصف الآخر قد رضخ لهذه القوانين بقوة السلطة .

ومن الجدير بالذكر بأنّ الردّة سرعان ماتفشت بين هؤلاء إذ بان سيطرة حركة النهضة الأسلامية للبلاد لأنها كانت بارقة أمل لهم بتحجيم القوانين التي أطلقت سراح المرأة من حدود المنظور العربي المتعارف عليه للمرأة.

وقد كنت قريبا من الكثير من آراء البعض لهؤلاء بشكل مباشر ومن خلال علاقاتي بالكثير منهم عن طريق شبكة التواصل الأجتماعي.

ولمّا أخفقت حركة النهضة خلال فترة حكمها للبلد من المساس بقوانين الشؤون الأجتماعيّة رغم محاولاتها العديدة بسبب التصدّي الكبير لها من قبل المرأة التونسيّة ومؤييدها من المثقفين المؤمنين بحتميّة تحررها .

عاد هؤلاء أدراجهم لتنظيم الصفوف ومحاولة إيجاد منهجيات جديدة لتعرية المرأة التونسيّة من حقوقها التي كفلتها قوانين الحبيب بورقيبة .

ولا يسعنا هنا أن نتطرق إلى هذه المنهجيّات السقيمة لكثرتها .

لكنّنا سنتطرق أليها بمقال آخر بإذن الله تعالى.

ولابدّ قبل أن أنهي حديثي من الإعترف لكم بشيء تفرضه عليّ الأمانة

وجدت في تونس المرأة العربيّة المناضلة المربيّة العاملة الكادحة الجادّة المجتهدة المعتدلة .الإنسانة الرقيقة المتفهمة. بنت البلد الحريصة الدؤوبه .

فحيّا الله المرأة التونسيّة في كلّ ميادين الأبداع.

حيّا الله الرجل التونسي المؤمن بدورها الريادي في المجتمع التونسي والمساند لها .

ولا بارك الله بمن يحاول أن يسيء الى منجزات المرأة ومكاسبها ودورها الفاعل لغايات ضيقة لاتبعد عن مظلة الجفون.

وعاشت تونس حرة عربيّة متحررّة برجالها الغيارى ونسائها الكادحات.

في المقال التالي(التحديات الداخليّة والخارجيّة التي تواجهها المرأة التونسيّة بالدليل والبرهان).