بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 سبتمبر 2017

العدد السابع لسنة 2017 دخان للشاعر عبد الجبار الفياض




 العدد السابع لسنة 2017

دخان

للشاعر عبد الجبار الفياض 



الى فلاح بهادر
أحشاءُ خريفٍ توحّمت بآخرِ جذوةٍ من صيْف . . .
سحبٌ قاتمة
لا مطر . . .
أعماقٌ
تترمَّد
لا يفصلُها عن فناءٍ فناء . . .
أيُوقدُ نابو* غضَبَ الأرصفة ؟
قد تُحتسَبُ خطواتُ الصّبر
لكنّها
على أبيضِ وجهٍ
ليست عتباتٍ لصعودِ السّلالم . . .
. . . . .
آمالٌ
حُبسَتْ في قمقم . . .
آلامٌ
تتوالدُ عن حُبلى دقائقَ
سُلخَتْ مما خلّفهُ قراصنةُ البر
خيوطاً مُنعرجة
ترسمُ خارطةَ المسلوبِ كُلّاً
في زمنٍ
تعفّنَ ذيلُهُ
برأسٍ أكلَهُ الحوتُ الأزرق . . .
. . . . .
كأنَّ المطرودين من آدميتهم جميعاً
يحضرون طقوساً ممنوعة . . .
إلآ
ديكاً مذبوحاً أنْ يرقُص . . .
يوماً مبتورَ السّاقيْنِ أنْ يمرّ . . .
لا لقلبٍ عاشقٍ أنْ ينبض !
ويبقى الدائرونَ حولَ قطبِ رَحى سيدِهم
مُندسين بينَ العينِ والحاجب . . .
. . . . .
أيّاً ما كانتْ كيفَ
لماذا
ففي مقبرة الكفرِ تُدفَن . . .
أنفاسٌ
تحاورُ صمتاً ملتصقاً على شفاهِ سنواتٍ نازعتِ الحياةَ بخيط
قاربتْ أنْ تشاطرَ سيزيفَ ما حمل . . .
الآتون بعرقٍ يمحو حروفَ التّسول
ما حملتْهُ ساقاهُ لما بين الأبيضِ والأسود
بيدِهم ألقى جودو مفتاحَ انتظارِه . . .
. . . . .
يغمسُ الدُّخانُ ذيلَهُ بقدحِ شايٍ ساخنٍ
زفرةً
يضيقُ بها صدرٌ
سكنتْ نصفَهُ عَتمةٌ
لا إسمَ لها . . .
أيةُ مساحةٍ تلك ؟
هل دخلَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاط ؟
. . . . .
يُحكى أنّ خجلاً
كانَ يُراودُ أبوابَ راياتٍ حمرٍ
أُريق . . .
يزاورُ كهفَ الملتصقين بسبخِ الأرضِ
دَخَل . . .
يحلّقُ بأجنحةِ غيْرِه
هَبَط !
. . . . .
لصٌ
يعرضُ ما سرقَ للبيعِ أمام بيتِ قاضٍ
يُسرعُ للشّراءِ بعملةٍ مُسترَدّة . . .
أحدُهم
تفضحُهُ يدٌ
رُهنتْ عندَ سمسارِ بنكٍ ربويّ
نسيَها تبصمُ على أوراقِ البيعِ
بعدَ أنْ التَهمَ فرصتَهُ اليانعةَ بنَهَمِ جرادٍ أصفر !
مومس
تُحدّثُ عن الحياةِ الايروتيكية**
ما ملكتْ الأيمان
قصائدَ عارية لمردان***
ليالٍ اغتصبْنَ برضا والٍ خصي
للماخور كرسي لا يرى . . .
معلِّمٌ
يمسحُ سبورتَهُ ببقايا من ستّين عجْفاء . . .
يستنشقُ رائحةَ الطّباشيرِ بعبقِ الياسمين
يكتبُ
سُرقتِ الأرقام
ما بقيَ إلآ الصّفر
حروفٌ تُكتبُ ولا تُقرأ !
الأولادُ
يرسمون الوطنَ بلونِ الألمَ
لكنَّهم
يبتسمون !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
ايلول/ 17
*نابو هو أحد الآلهة العراقية القديمة إذ عدّ إلهاً للكتابة والحكمة ، وعده البابليون ابناً للإله مردوخ .
**تعني كلمة (Erotic ) الإيروتيكية في اللغة الإنجليزية "المثير للشهوة الجنسية" ، أما كلمة " إيروسية " فتعود الى تسمية لأحد آلهة الحب عند الإغريق
وقد عرفت الإيروتيكية كذلك : " أدب المواخير " .

***شاعر عراقي معروف (1927_1972) لقب ببودلير العرب له ديوان بهذا الاسم احيل الى القضاء وصدر حكم ببراءته عام 1950.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق