بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 9 سبتمبر 2017

العدد السابع لسنة 2017 ... قصيدة لوعة الهجران ... للشاعر علاء الأديب


 العدد السابع لسنة 2017

قصيدة لوعة الهجران 

للشاعر علاء الأديب



عـودي إلــيَّ ، فلـوعـةُ الهـجـرانِ
أذكــت لهـيـبَ جوانـحـي وجَـنـانـي

 
والحـزنُ قـد أودى بفرحـةِ خافقـي
وتقاسمـتـنـي والـنــوى أحــزانــي

 
فشكـوت مـن ألمـي لفـقـدِ أحبـتـي
فـرثــا لـحـالـيَ مــيّــتُ الــوجــدانِ

 
وبـكـت عـلـيّ عـواذلـي لـمّـا رأت
سقمي ولوعـة خافقـي.. وهوانـي

 
وعلى الغصون بلابل ناحت أسـىً
فكـأنّـهـا شـعــرت بـمــا أشـجـانـي

 
والزهر في روض المحبة قد بكى
لـمّــا نــأيــت مــــؤرقَ الأجــفــانِ

 
والـلـيـل ألـــوى لايــريــد نـهـايــة
والأرض واقـفـة عـــن الـــدورانِ

 
عـودي إلـي ففـي الجوانـحِ حرقـةٌ
وخـواطــري مشـبـوبـة الـنـيــرانِ


مـاذا حياتـي بعدكـم غيـر الضـنـى
الـمــوت فـيـهـا والـبـقـا صـنــوانِ

 
ضيّـعـت أعــوام الشـبـابِ بفقـدكـم
والعـمـر بـعـض دقـائــق وثـــوانِ

 
وبقيـت استجـدي السعـادة بعـدكـم 
ولـكـم حـلـمـت بنـعـمـة النـسـيـانِ

 
ولكم بحثت عـن الأنيـس لوحدتـي 
لـكـنّ طيـفـك قــد أبـــى هـجـرانـي

 
والله لـــم تـغـفـو عـيـونـيَ بـرهــةً 
إلا وداعــــبَ طـيـفـكــم أجـفــانــي

 
سحر العيونَ فمـا رأت فـي غيـره
مــن تستـضـيء بـنـوره العـيـنـانِ


فتـخـذتـه خــــلاً لــعــلّ مـصـائـبـي
هـانــت عـلــيّ بـفـرقــة الــخــلاّنِ


لـكـنّـهـا عـظُـمــت وزاد أوارُهــــا
إن مـــرّ طـيـفـك زائـــراً أعـيـانـي

 
فتقـرحـت عيـنـي لـفـرط سهـادهـا
وتساءلـت عـن غفوهـا الوسنـانِ


وسُقيتُ من خمر التولـهِ أكؤوسـا
صـار الشـقـاء برشفـهـا عنـوانـي


عودي فقد مـات الشعـور بداخلـي
إلا الـشـعـور بـقـســوة الــخــذلانِ

 
مـاذا جنيـت لكـي أعاقـب بالـنـوى
وعــلام أجــرع لـوعـة الهـجـرانِ


وأنـا الـذي يأبـى فــؤادي غيـركـم
أن يـحـتـويـه بـصــبــوة وحــنـــانِ


هــلاّ تـذكـرتِ الــذي مابينـنـا...؟؟
أو ماجـرى فـي سـالـف الأزمــانِ


يــــوم التـقـيـنـا والــغــرام يـلـفـنـا
والــروح واحـــدةٌ لـهــا جـســدان


ولطالمـا مزجـت عواطفـنـا مـعـاد
وتمازجـت مـع بعضـهـا الشفـتـانِ


وتشابـكـت أيــدي اللـقـاء وليتـهـا
لقـيـا الأحـبـة مــا انتـهـت بـثــوانِ


وتفرق الشمل المحـاط ببهجـةِ ال
دنـيــا وطـيــب جـمـالـهـا الـفـتّــانِ


عـودي فمـا أغنتنـي عنـك جميلـةٌ

أو آنــســت بطـيـوفـهـا أجـفــانــي


إنّ الّـــذي ألـــف الـبــلاد كـثـيــرة
أبـــــداً يـــحـــنّ لأولِ الأوطــــــانِ


ليس الحنين علـى الرجـال معابـةً
إن الـحـنـيـنَ غــريــزة الإنــســانِ


فـــإذا بـكـيــت فـلـلـدمـوع مــبــررٌ
وإذا شـهـقـت بـعـبــرةِ الأحــــزانِ


وإذا تكتمـت الدمـوع ومــا هــوت
فالسـقـم يفـضـح عـلــة الـولـهـانِ

 
عــودي إلــي فــلا سبـيـل لمثـلـنـا
إلا ســبــيــل تـــقـــاربٍ وتـــــــدانِ

 
فلـقـد خلقـنـا كـــي نـكــون أحـبــةً
والــروح واحـــدةٌ لـهــا جـســدانِ

1988

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق