بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 11 سبتمبر 2017

العدد السابع لسنة 2017 رَقَّتْ عِظامٌ ... للشاعر حسن الكوفحي



العدد السابع لسنة 2017

رَقَّتْ عِظامٌ ...
 
للشاعر حسن الكوفحي





** مجاراةٌ لقصيدة أبي تمام .... **
 
رَقَّتْ عِظامُ الْمَرْءِ فَهْيَ تَكَسَّرُ
وَغَدا بِعَيْشٍ مُحْبَطاً يَتَمَرْمَرُ
 
دَهْرٌ عَلَى الْأيَّامِ ناءَ بِحَمْلِهِ
وَتَبَعْثَرَتْ مِنْهُ الْقِوَى يَتَحَسَّرُ
 
طاقاتُ جِسْمٍ وَاهِنٍ قَدْ أُنْضِبَتْ
وَقِوَى الطَّبِيْعَةِ حَوْلَهُ تَتَفَجَّرُ
 
إنَّ الرَّبِيْعَ شَبابُ رَوْضٍ يَنْتَشِي
وَإذا تَوَلَّى عَنْ يَباسٍ يُسْفِرُ
 
زَمَنٌ لِأوْرَاقِ الْوُرُوْدِ مُمَزِّقٌ
وَلَآلِىءَ الْعَبَرَاتِ دَوْمَاً يَنْحَرُ
 
عَيْنٌ تَرَى وَالْقَلْبُ مِنْ حُزْنٍ هَوَى
وَرِغابُ نَفْسٍ في التَّأوِّهِ تُبْحِرُ
 
قَدْ كُنْتَ يَوْماً كَالرَّبيعِ نَضارةً
وَأقامَ فيكَ حُشُودُ صَحْبٍ عَسْكَرَوْا
 
وَتَبَدَّلَتْ حالٌ لنا وَتَغَيَّرَتْ
هَجَرَ الصِّحابُ مَرابِعِي وَتَغَيَّروا
 
وَدِيارُنا كَجُسومِنا إنْ أدْبَرَتْ
عَنْها الْحَياةُ تَموتُ أوْ تَتَحَجَّرُ
 
بَيْتٌ بِلا أهْلٍ بِهِ كَخَرَابَةٍ
وَخَرابَةٌ بالْأهْلِ نِعْمَ الْمَنْظَرُ
 
أَسَمِعْتَ لِلْأعْشاشِ كَيْفَ أنينُها
صَدْري لِأنَّاتِ النَّوَى يَتَفَطَّرُ
 
فَرْخٌ أنا قَدْ كُنْتُ صَقْرَاً لِلْفَضَا
قَدْ عُدْتُ فَرْخاً .. مَنْ لِشَيْخٍ يَسْهَرُ
 
يا وَيْحَ عُمْرَاً إذْ مَضَى مُتَعَجِّلاً
أنْفَقْتُهُ لِعُيونِهِمْ كي يَكْبَروا
 
نَضَبَ الرَّصيدُ وَعِشْتُ عُمْريْ مُنْفِقاً
دَمِّي .. فَمَنْ لِرَصيدِنا يَتَصَدَّرُ
 
وَيَكونُ عَيْناً لِيْ تَرَى كَمْ حاجَتي
وَيَداً مَعَ الْأقْدَامِ لا تَتَأخَّرُ
 
في اللَّيْلِ يَمْسَحُ عَبْرَتي لا يَشْتَكي
فَأَنامُ في لَيْلِ الدُّ موعِ وَأشْكُرُ
 
يارَبُّ عَيْشُ الطَّاعِنينَ خَسارَةٌ
أطْلِقْ حَبيسَ فُؤادِهِ يَتَحَرَّر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / حسن علي محمود الكوفحي .. الأردن / إربد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق