العدد 3و4 لسنة 2016
رحيلُ مُدُنِ الأفراحِ
للشاعر : خلف دلف الحديثي
وخزة من وخزات الوجع العراقي
بَرأتُ منِّي ولم أبْرأْ من الشِّعرِ
فخَاصمَ النزْفُ بوْحَ الحرْفِ في السّطرِ
فخَاصمَ النزْفُ بوْحَ الحرْفِ في السّطرِ
وقد أقامَ احْتفالاً عِندَ سُدْرتِهِ
حتّى تزورَ طُيورُ القلبِ للزّهرِ
وتُعلنُ الصّدحاتِ الخُضرَ كوكبةٌ
منَ الحَساسينِ في دوّامةِ القصْرِ
وترْقصُ الشّمْسُ في مَلكوتِ دوْرَتِها
لِتَطْردَ القهْرَ عن ظلّي وعن فجْري
ويبْسطُ الغيمُ لي كفيْهِ مُزدهياً
حتّى يرشَّ مواتَ الرّوحِ بالقطْرِ
مُبلّلٌ في جفافِ الرِّيحِ حَقلُ فمي
فتَاهَ بين صَحارى حُلمِهِ نشْري
ورَاحَ يرْكضُ خوفاً لا إلى جهةٍ
قلبي فأسندَتِ الأضلاعُ لي صَبْري
لا نبْضُهُ فيهِ يدْري أينَ وِجْهتُهُ
ولا دِماهُ التي سَالتْ على القفْرِ
ما زالَ يشْخَبُ والأحزانُ تقْدَحُهُ
جرْحي ويكتمُ عن أفراحِهِ شَعْري
كُلّي أنا ضعْتُ في كُلّي فكوّمَني
خيطُ الحريرِ فباعَ الحُبّ بالخُسرِ
كأنّما قُدَّ ثوْبُ الحزْنِ لي كفناً
فراحَ يدْفنُني في جُبِّهِ صَخْري
تسلّق الماءُ كي يَروي جَوى عَطشي
فغَادرَ المَدُّ مَائي واحْتفى جَزْري
تسَاءَلَ القفْرُ عَمَّنْ زارَهُ بَرِماً
وَعَنْهُ ساءَلَ هَمْسَ الشّيْحِ في البَرِّ
مَنْ ذا الذي جاءَ في كَفَّيْهِ دَمْعَتَهُ
وعَنْهُ أخْفى الثّرَى إطْلالةَ البدْرِ
فضَاعَ نَشْرُ شُعوري في سَوَاحِلِهِ
وَعندما عُدْتُ لمْ أعْثرْ على النّهْرِ
دَقّ الرَّحيلُ بنا أجْراسَ غُرْبَتِهِ
فعَانَقَ الدّمْعُ بابي واكْتوى نَحْري
فأعْلنَتْ مُدُنُ الأفْراحِ رِحْلتَها
حُزْناً وَضاعَ صَدى المِجْدافِ في البَحْرِ
تلقّفَتني أنا السّمَكاتُ واحْتَجَبَتْ
رُوحي وغابَ مع الشّهقاتِ بي ذِكْري
فسَبّحَ الحُوتُ في أعْماقِ ظُلْمَتِهِ
عَنّي وَخَفّفَ في تسْبيْحِهِ أسْري
واسْتدْرجَ الموْجَ نَحْوي في زَوَارِقِهَ
فباحَ لليمّ سِرّي الكوْكبُ الدّرّي
وفي الزُّجَاجَةِ ألواني قدِ انْكشَفَتْ
فأوْدَعَ النوْرُ في مِشْكاتِهِ سِرِّي
وما سَئِمْتُ دُعَائي ظلَّ يَحْرِسُني
ورَدَّدَ البَحْرُ في أمْوَاجِهِ قَهْري
سُبْحانَكَ اللهُ ما زَالَ الأَذى قَدَري
فَهلْ تُرَاهُ مَعي يبْقى مَدى الدّهْرِ؟
مِنّي أفرُّ إلى نَفْسي فيَعْصِرُ لي
كأسَ النّبيذِ فيسْمو بالطَّلا سُكْري
فيُعْلِنُ الكرْمُ كفّي مِنْهُ ما قََطَفتْ
إلا عصيرَ الأسى كي يرْتوي فقْري
إنّي اختنقْتُ ففُكَّ القيْدَ عن جَسدي
وَدعْ لهذي الرّبى تستافُ مِنْ عِطْري
فقاءَ بعْضي بجرْفِ الوَهْمِ فاحْتَشَدَتْ
لي الرِّمَالُ فشَدّ إلى يقْطِينِهِ صَدْري
وظلَّ بعْضي لأجْلي يَشْتكي قلِقاً
ويسألُ اللهَ يكْفيني مِنَ الضُّرِّ
أنا اكتوَيْتُ ثيابي أمْطَرَتْ لهَباً
حتّى اشْتعَلْتُ وعنّي خَبَّأوا أمْري
مَنْ يَمْنحِ القلبَ بعْضاً مِنْ براءَتِهِ
أنا الذي ضعْتُ لمّا بعْتُهُ عُمْري
وَسَلّمَتْهُ يدي مِفَتاحَ جَنَّتِها
وَمَا بَخلْتُ فأدْمى خِنْجَري ظهْرِي
وقفْتُ أحْصُدُ مِنْ قاموسِ ذاكرتي
سنابلَ الحُبِّ مَحْمولاً بها طُهْري
فقدْ تساوَتْ ليَ الأشْياءُ في نَضري
ما عدْتُ أفْرُقُ بيْنَ الخيْرِ والشَّرّ
فالكلُّ عِندي بأفكاري سَواسيةً
والكُلُّ يحْملُ في أرْدانِهِ وِزْري
فجاءَ صوْتي ليَحْكي جرْحَ قِصَّتِهِ
فمَاتَ صوْتي وَزُفَّ الكلُّ للقبْرِ
***
21/7/2013
حتّى تزورَ طُيورُ القلبِ للزّهرِ
وتُعلنُ الصّدحاتِ الخُضرَ كوكبةٌ
منَ الحَساسينِ في دوّامةِ القصْرِ
وترْقصُ الشّمْسُ في مَلكوتِ دوْرَتِها
لِتَطْردَ القهْرَ عن ظلّي وعن فجْري
ويبْسطُ الغيمُ لي كفيْهِ مُزدهياً
حتّى يرشَّ مواتَ الرّوحِ بالقطْرِ
مُبلّلٌ في جفافِ الرِّيحِ حَقلُ فمي
فتَاهَ بين صَحارى حُلمِهِ نشْري
ورَاحَ يرْكضُ خوفاً لا إلى جهةٍ
قلبي فأسندَتِ الأضلاعُ لي صَبْري
لا نبْضُهُ فيهِ يدْري أينَ وِجْهتُهُ
ولا دِماهُ التي سَالتْ على القفْرِ
ما زالَ يشْخَبُ والأحزانُ تقْدَحُهُ
جرْحي ويكتمُ عن أفراحِهِ شَعْري
كُلّي أنا ضعْتُ في كُلّي فكوّمَني
خيطُ الحريرِ فباعَ الحُبّ بالخُسرِ
كأنّما قُدَّ ثوْبُ الحزْنِ لي كفناً
فراحَ يدْفنُني في جُبِّهِ صَخْري
تسلّق الماءُ كي يَروي جَوى عَطشي
فغَادرَ المَدُّ مَائي واحْتفى جَزْري
تسَاءَلَ القفْرُ عَمَّنْ زارَهُ بَرِماً
وَعَنْهُ ساءَلَ هَمْسَ الشّيْحِ في البَرِّ
مَنْ ذا الذي جاءَ في كَفَّيْهِ دَمْعَتَهُ
وعَنْهُ أخْفى الثّرَى إطْلالةَ البدْرِ
فضَاعَ نَشْرُ شُعوري في سَوَاحِلِهِ
وَعندما عُدْتُ لمْ أعْثرْ على النّهْرِ
دَقّ الرَّحيلُ بنا أجْراسَ غُرْبَتِهِ
فعَانَقَ الدّمْعُ بابي واكْتوى نَحْري
فأعْلنَتْ مُدُنُ الأفْراحِ رِحْلتَها
حُزْناً وَضاعَ صَدى المِجْدافِ في البَحْرِ
تلقّفَتني أنا السّمَكاتُ واحْتَجَبَتْ
رُوحي وغابَ مع الشّهقاتِ بي ذِكْري
فسَبّحَ الحُوتُ في أعْماقِ ظُلْمَتِهِ
عَنّي وَخَفّفَ في تسْبيْحِهِ أسْري
واسْتدْرجَ الموْجَ نَحْوي في زَوَارِقِهَ
فباحَ لليمّ سِرّي الكوْكبُ الدّرّي
وفي الزُّجَاجَةِ ألواني قدِ انْكشَفَتْ
فأوْدَعَ النوْرُ في مِشْكاتِهِ سِرِّي
وما سَئِمْتُ دُعَائي ظلَّ يَحْرِسُني
ورَدَّدَ البَحْرُ في أمْوَاجِهِ قَهْري
سُبْحانَكَ اللهُ ما زَالَ الأَذى قَدَري
فَهلْ تُرَاهُ مَعي يبْقى مَدى الدّهْرِ؟
مِنّي أفرُّ إلى نَفْسي فيَعْصِرُ لي
كأسَ النّبيذِ فيسْمو بالطَّلا سُكْري
فيُعْلِنُ الكرْمُ كفّي مِنْهُ ما قََطَفتْ
إلا عصيرَ الأسى كي يرْتوي فقْري
إنّي اختنقْتُ ففُكَّ القيْدَ عن جَسدي
وَدعْ لهذي الرّبى تستافُ مِنْ عِطْري
فقاءَ بعْضي بجرْفِ الوَهْمِ فاحْتَشَدَتْ
لي الرِّمَالُ فشَدّ إلى يقْطِينِهِ صَدْري
وظلَّ بعْضي لأجْلي يَشْتكي قلِقاً
ويسألُ اللهَ يكْفيني مِنَ الضُّرِّ
أنا اكتوَيْتُ ثيابي أمْطَرَتْ لهَباً
حتّى اشْتعَلْتُ وعنّي خَبَّأوا أمْري
مَنْ يَمْنحِ القلبَ بعْضاً مِنْ براءَتِهِ
أنا الذي ضعْتُ لمّا بعْتُهُ عُمْري
وَسَلّمَتْهُ يدي مِفَتاحَ جَنَّتِها
وَمَا بَخلْتُ فأدْمى خِنْجَري ظهْرِي
وقفْتُ أحْصُدُ مِنْ قاموسِ ذاكرتي
سنابلَ الحُبِّ مَحْمولاً بها طُهْري
فقدْ تساوَتْ ليَ الأشْياءُ في نَضري
ما عدْتُ أفْرُقُ بيْنَ الخيْرِ والشَّرّ
فالكلُّ عِندي بأفكاري سَواسيةً
والكُلُّ يحْملُ في أرْدانِهِ وِزْري
فجاءَ صوْتي ليَحْكي جرْحَ قِصَّتِهِ
فمَاتَ صوْتي وَزُفَّ الكلُّ للقبْرِ
***
21/7/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق