بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 5 أبريل 2016

العدد 3و4 لسنة 2016... اعتذار لفلسطين ... للشاعر محمد نجيب بلحاج حسين



 العدد 3و4 لسنة 2016

اعتذار لفلسطين
 
للشاعر محمد نجيب بلحاج حسين

 


الإهداء: إلى أخي باسل محمد البزراوي ، ردا على قصيدته الرائعة"الرّمق الأخير"


تَعالى صراخ النفس من طول دائها
وما من ربيعٍ ينجلي عن شتائها
بِآهٍ تُسيل الدّمع من طول زفرةٍ
وآهٍ سيفنى العُمْرُ قبل انتهائها
يقولون إنّ العشقَ ألعابُ صبيةٍ
و منه اكتساء الروح مثل ردائها
فِلسطينُ إذ يبيضّ شَعْرٌ بمفرقي
يزيد اشتياقي لابتلال بمائها
أنا العاشق الملهوفُ زادتْ صبابتي
مع العمْر عمقا في جذور انتمائها
شكاوى ضحايا العشق في كلّ حِقبةٍ
كقَطرٍ بعرض البحر قرب اصطلائها
تشرّبتُ كأس الحبّ منذ طفولتي
ولم ينفصل عِزّي على كبريائها
وأيقنت أنّي لن أعيدَ كرامتي
سوى بانتصار الحقّ تحت سمائها
غزاني غباءٌ حين صدّقت قادةً
بأنّا سنسعى لانتهاء ابتلائها
وأنّا نُعِدّ الإجتياح بلحظةٍ
ستُعطي لأرض القدس كلّ نقائها
فأسهمت في الإنماء من غير لفتة
وشاركت في التطوير قصد اعتلائها
ولم أدر أنّي كنت رهنَ خيانة
أضاعت يقيني من لئيم افترائها
لقد كنت غِرّا حين صدّقت ثلّةً
من القوم ، باعوا طاهرات دمائها
ولو أنهم يُدعَوْن في ألف قمّةٍ
لما كرّسوا إلاّ مزيد انحنائها
كفانا هراء ، قد شبعنا خيانة
فلستم سوى أعوانهم لاحتسائها
ولستم سوى أذناب غزوٍ لقمعنا
وكي تضمنوا منعا لرفع لوائها
أفيقوا من التنويم ياقوم يعرب
فقد أنفق التّجار صكّ اشترائها
لِنفخ البطون المثقلات خيانة
ورفع المباني أو مزيد امتلائها
حذار من التصديق في كل قولهم
كباش سئمنا من لئيم ثغائها
ولو أخلصوا في البعض من نبراتهم
لما نجّس الأوغاد عطرَ فِنائها
فلسطين يا أرض القداسة إنّني
أعاني حدودا أتقنوا في بنائها
ولا بدّ أنّي قبل فتحك أنثني
على بؤرة الأوغاد قصد انتهائها
شبابي تولّى ، إنّما وهج أحرفي
سيمتد جسرا موغلا في فضائها
إذا لم أوفق في الصلاة بمقدس
حروفي تصلي بامتداد نقائها
سيجتاز شعري في العبور قلاعهم
ويهدي شباب العرب نحو افتدائها
ولن يستكين الحرف إلا بعودة
تضيء سبيل الروح نحو انتشائها
ومهما صنعتم من حدود تمزق
ستلقون في التاريخ هول وبائها
سنبني بدين الله وحدة أمة
لديها من الإيمان كنز صفائها 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق