بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 3 أبريل 2016

العدد 3 و 4 لسنة 2016 .. الثورة هي الحل .. بقلم : علاء الأديب



العدد 3 و 4 لسنة 2016

الثورة على الفساد هي الحل
 
بقلم : علاء الأديب
 




منذ احتلال العراق عام 2003 والقوى السياسيّة التي جاءت بها اميركا الى العراق تعمل جاهدة بمساعدة اميركا والدول الأقليمية المساندة لها على تخريب الإقتصاد العراقي بكافة السبل والطرق التي تجعل من منه ضعيفا ممزقا هزيلا بين بلدان العالم.من خلال نهب ثرواته وبث الفرقة الطائفيّة والعرقيّة والإثنيّة وقد نجحت فعلا هذه القوى السياسيّة بذلك في ظل عمليات تفريغ العراق من محتواه الحضاري والعلمي الذي بدأ بمسلسل قتل ذوي الكفاءات العلمية ومثقفي العراق ومطاردة ومحاصرة من لم تطأه يد القتل حتى اجباره لترك الوطن.
ومن خلال ضرب التعليم في المؤسسات التربيوية العراقية وبالخصوص التعليم العالي الذي تركت المسؤولية فيه لأناس لايمتون بصلة الى العلم والعلماء.قدر صلاتهم بالفساد الأداري والمالي والتبعيّة لأيدلوجيات تسعى للتخريب. والحال الآن في جامعاتنا ومعاهدنا ومدارستا هو شاهدنا على مانقول.
وكذلك كل ماتعرضت اليه مفاصل الدولة ومؤسساتها من مظاهر للفساد باتت تنخر جسد الدولة بلا هوادة .
إن هذا الداء المستشري المزمن لايمكن أن يتمّ اصلاحه بتغيير وزير أو فصل مدير عام أو دمج وزارة بأخرى. فهذي الحلول الترقيعية ليست سوى فرصة اخرى من الفرص التي تمنح للفساد والمفسدين ليجدوا لهم اسلوبا آخر وسياسة اخرى لمواصلة ماهم عليه.
هل تنحسر مشكلة العراق بالوزراء؟ أم المدراء العامين ؟أم عدد الوزارات؟ .
من كان يحسب أنّ رئيس الوزراء قد وجد المشكلة وإنّ ماقام به هو الحل فهو غبيّ وليست لديه أية معرفة بأساليب السياسة الملتويّة .والقبول بمثل هذه الحلول ليس سوى ضحك على الذقون.
الكلّ يعرف بأن قواعد الفساد تبدأ من البرلمان العراقي والكتل السياسية وما الوزراء والمدراء العامون الاّ أدوات تلك القواعد الفاسدة .
إنّ العضو المريض في الجسد اذا استفحل به الداء فلا يمكن أن يعالج بالعقاقير بل يجب أن يبتر ليبرأ الجسد مما فيه.
ومختصر القضيّة فإنّ الحل لما وصل اليه العراق أما بثورة بيضاء على قواعد الفساد بالمطالبة بحلّ البرلمان وتشكيل حكومة وطنية وانتخابات رئاسية نزيهة وتغيير لدستورنا الأميركي المشوّه .وبدون اراقة دماء .
وأما ثورة على نظام فاسد لايريد لهذا البلد الا الإستمرار بمنزلق الهاوية أكثر فاكثر.
لقد أدرك كل عراقي الآن من هم وجوه الفساد ومن خلفهم ومن معهم .وأدركوا بأن العراق لايمكن أن يبرأ من تلك الوجوه التي اسست لها في البلاد اساسا متينة وشبكات كبيرة للفساد وراحت توغل وتتفنن بالسلب والنهب والقتل والترهيب والتجويع.ومن هذا فعليهم أن يفكروا بحل ملائم لعمق هذه الحقيقة وليس القبول بحلول يلفّها الشكّ في النوايا وتدور حول مدارات مبهمة من الضبابيّة .
كل ما توصلت اليه حكومة العراق الآن لمعالجة الوضع يعدّ فاشلا بكافة المعايير السياسيّة .وكلّ ما ستتوصل اليه لاحقا لن ينفع العراق وشعب العراق الا اذا كانت الحلول جذرية تبدأ من الكتل السياسية والبرلمان والدستور وتنتهي بأصغر مؤظف فاسد بدوائر الدولة.
وغير ذلك فلا مستقبل للعراق . ولايمكن أن يعود للعراق العراق.
والله من وراء القصد.
 
علاء الأديب 
3-4-2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق