بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 17 يونيو 2016

العدد 6 لسنة 2016 لم أولد طفلا شعر حسن ماكني




العدد 6 لسنة 2016

لم أولد طفلا

شعر حسن ماكني



لم أولد طفلا.....
ولم أحبو.....
ولم أفطم عن صدر أمّي الحنون.....
وكان عليّ أن أتعلّم المشي وحدي....
وقفت.....
تعثّرت كثيرا.....
سقطت.....
بكيت.....
سقطت.....
بكيت.....
تعثّرت......
لكنّي مشيت......
ولم ألعن حجرا....
ولن ألوم بشرا.....
وإن كان سببا.......
في جزء ممّا عانيت......
تعلّمت النّطق من عصافير الزّيتون.....
حين كانت تقيم حفلتها المسائيّة.....
لوداع يوم مضى بلا زاد.....
أو لرثاء الغائبين........
فجاء صوتي غوغائيا.......
صاخبا......
لا يعتريه السّكون.........
وحدي تعلّمت الكتابة على التّراب.......
بأشكال ورموز فوضويّة التّكوين.....
ما كان لغيرنا أن يفقه كنهها سوانا.....
أنا......
وصلصاة الطّين......
كم أحنّ إلى وفاء الطّين......
كم أحنّ إلى صدق الطّين......
مشيت.....
لعبت.......
كبرت.......
كبرت.......
على أرض لاتنبت سوى الأحلام.....
والأوهام الطفيليّة.......
والكثير من النّرجس البرّيّ.....
زهر الأقحوان........
والقليل من شجر التّين.......
....................
لم أولد طفلا.....
ولم أحبو.....
ولم أفطم عن صدر أمّي الحنون.....
فكان أن تجمّعت الأسباب كلّها.......
لأكون كما أكون........
أولاّ:
لا أجيد التّضفدع على عتبات المترفين....
ثانيّا:
أجيد الإنتظار واقفا على ضفاف اليقين......
ثالثا:
أمشي, وأمشي وحيدا على حدود الجنون....
رابعا:
لا أتألّم ولا أبكي
ولكنّي أجيد إخفاء حنيني ببسمتين.....
خامسا:
صوتي لا يروم السكون....
مازال صاخبا فوضاويا مبهما
ولا أعتب على عصافير الزيتون....
سادسا:
لا أجيد الكتابة على الورق
وهذا بشهادة ممّن لم ترتوي بعد من قبلات الحنين
قالت: كتاباتك دوما ما تكون أشهى
حين نكون طينا يداعب طينا.....
سابعا:
ولأنّي لم أولد طفلا
ولم أحبو
كبرت سريعا
في غياب الياسمين
فكان أن اكتسح الثّلج شِعْرِي
قبل الشّتاء القادم
بسنيــــــــــــــــن......


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق