العدد 6 لسنة 2016
مطالعة نقدية افتتاحية في التأصيل التأسيسي البوليفوني لقصيدة النثر
بقلم : سعدي مهدي غلام
الشاعر عبد الجبار الفياض انموذجا/
الجزء الاول
سنحاول؛ دراسة ملامح بوليفينية؛ كدرس تطبيقي فقد سبق تناول التناص، والانزياح، والتجنيس لقصيدة النثر.هنا معتمدين نقد حضورالمتلقي العمدة القارئ الحصيف المثقف ،ليس يقرأ لتحصيل المتعة -وان ذاك حقه- ولكن ليكون معها المعرفة وليتعب قليلا وينقب ان لم يكن بكتاب ليتصفح النت، ويدخل غوغل، ويبحث عما سنفرشه له؛ من معطيات النصوص لا نخوض الا لنعينه هو الحاكم بامره فكريا في النص والشريك الايجابي المساهم بالجدل الخلاق وعقيدة ليحضرها وبتحضر، يجادل لا مهارشة، ولا كباش بل، حوارا لنؤسس قواعدية مفهومية لهذا الجنس- ونفتح للنقاد من امثالنا ممن يريدون الاستزادة بالمعرفة - ان يستوعبوا ما يسود العالم المتحضر. التثاقف ليس عيبا خذوا ما يفيدكم واربطوه مع تراثكم وكل النقود يمكن ان تاخذوا منها دون الزام ولكن بمنهجية ومع اعتماد مصطلحات النقد والياته، وليس الانشاء، والانطباع والشخصنة وتقويل النص ؛ والانغماس
بالمحسنات، والبديع، والجناس، والطباق. اليوم نحن في القرن الواحد والعشرين ..درس الاصوات والايديولوجيات والحواريات جابر عصفور عام (2001) استخدم تقانة الصوت المتعدد نقديا بالاشارة الى فتحي غانم السباق بتناول تعدد الاصوات في روايته ( الرجل الذي فقد ظله ( 1962 ) .يقول عصفور ( انتقلت تقنية الأصوات المتعددة من الرواية الغربية الحديثة إلى الرواية العربية، خصوصابعد أن تعرف الروائيون العرب على أعمال أدبيـة من صنـــف "رباعيـــة الإسكندريــة" The Alexandria Quarter 1957-1960 الـــــتي كتبهــــــــا لورانــــس داريــل Lawrence Durrel 1912-1990 في أربعة أجزاء، كل جزء على لسان شخصية: "غوستين" 1957 و"بلتازار" 1958 و"ماونت أوليف" 1958 و"كليا" 1960 . ولعل فتحي غانم هو أول من لفت الأذهان إلى هذه القضية في روايته "الرجل الذي فقد ظلّه" 1962 . التي صدرت بعد عامين فحسب من صدور الجزء الأخير من "رباعية الإسكندرية". وقد جعل فتحي غانم روايته في أربعة أجزاء.يعتقدلؤي عبد الله ان البوليفينية في الرجع البعيد لفؤاد التكرلي ويقول لاول مرة ربما عبرتاريخ الرواية العربية يبرز لنا ما عرف بالحوارية بفضل باختين بمفهوم البوليفوني * ونجد كم هو غير مصيب ودليل ان على الناقد لا يقطع بامر دون موسوعية اطلاعية فجلي فقره بالاطلاع على الكتابات العربية فالتكرلي في العراق من الرواد ولكن سبق عربيا الذي عرف تاصيليا منذ الستينات فالرجل بلا ظل جاءت بعدها مرمار واعقبها الكثيرللقعيدوالغيطاني ......وفي الستينات وفي الشعر السردية التعبيرية شرفة الاطلالة على البوليفونية وفي النماذج النثريةالشعرية ا.د.احمد عزي صغير في كتابه عن البوليفونية في مدونة عبدالعزيز المقالح يلمح الى عبور الطور الغنائي والمتقادم للبوح الشعري وان تقانات حداثوية تلمس منها البوليفونية وتداخل الاجناس وتنامي اشباكات الوعي الحديث تمنح الشاعر قدرات لم تكن مستطاعة فيما مضى بالاشكال التقليدية وتماهي ذلك مع انتاج تراكيب اسنادية ودلالية تعطي الشاعرقدرات تمثل المحيط والتعبيرعما يعتوره من مشاعر وانشغالات وانه استمد حوارية الاسلوب الدرامي وقدرات اعتقدانها ملك الرواية وحسب ومنها Polyphonieوقال دكتور احمد انها تجاورية بتعددالشخوص المتكلمين في داخل النص بل عدذلك سمة الحداثة والتي ما نقوله سمة العصرية مابعد الحداثة فيقول * ان تعددالاصوات يرتبط ارتباطا وثيقا بالحوار ومايقوم مقامه في النص * ويرى ان المقالح استوفى استيعاب تلك الحاجة فوظفها شعريا ما اعطى نصه الشعري بعدا رؤيا وحركيا ولكننا لا نعتقد مع اشخاص يزعمون ثمة ترابط تعبيري في قصيدة النثر فالفقرالنقدي عندهؤلاء مرده عدم شمولية بانورامية التفكيرالانسكلوبيدي لفلسفة النص الشعري عربيا تاريخيا وعدم اعتماد الكونية بالاطلاع ولا العود ة للرواد ومنهم على قيد الحياة وعدم قدرتهم الوقوف على قاعدة منهجية ونظرية للادب والنقد مرده نقص ممكنات تكوين اسس مرجعية دون الاستكناه لكلية فلسفة الادبية وتميزها عن الادب ومن ذلك تفريق الشاعرية عن الشعرية يقول د.غزي الصغير الشعرالعربي المعاصر غني بمعطياته الفنية واساليب الشعرية ومنها الاسلوب البوليفوني * وكان ان اخذ المقالح انموذجا كان ذلك في 2012استر جاعيات الفهم ا.د.احمد عزي في القصيدة البوليفونية وشعرية تعددالاصوات قراءة في المدونة الشعرية للدكتور عبد العزيز المقالح ولنا منذ عام 2014و2015مباحثنا تحت عنوان البوليفونية في قصيدةالنثر والذي هي سلسلة مباحث نقديه اخذت الشاعرة ايمان المصاروة ومنشورة في الفيس والمجلات الالكترونية وثابت التاريخ فيها بما لايقبل الشك تم عرض الو ثائق بالتاريخ المثبت من جهات النشرالتي لاتقبل التشكيك سلخ وسرقة الفكرة من احدهم ونسبها لنفسة بترجمة نص وكتابة عدة مقالات سطحية ولم نتابع الامر تركنا الناس والتاريخ يحكم .باختين كان قد قال ان الحوار يتيح المجال من اجل ان تملابصوتنا صوت الانسان الاخر*ويعود ليقول توجد مجموعة من الظواهر الكلامية الفنية التي تجلب انتباه كل من الباحثين الادبيين وعلماء اللغة منذ زمن بعيد ان هذه الظواهر ، بحكم طبيعتها تقع خارج اختصاص علم اللغة ، اي تغيير من اختصاص ما بعد علم اللغة وهذه الظواهر هي تقليد الاساليب stylizationوالمحاكاة الساخرة pap odyوالحكاية T aleوالحوارية Dialogue. وفي مكان اخر تعرض للكرنفالية التي تضم الكثيرمن البوح الحواري والفولكلوري والديالوجي وفصل الامر بعمق وتناول المينيبية التي يقول عنها تشربت اصنافا ادبية قريبة منها مثل الدياتريب وهي الخطبه اللاذعة والسوليو كوي وهي مناجاة النفس والسيمبوسبوم المناقشة يعني بالعمق الخطبة وهي التي قال انها صنف ادبي خطابي الاسلوب متكلف وحواري داخليا بين اعتياديا على شكل مناقشة مع غائب الامر الذي يؤدي الى اشباع الروح الحواري على مجرى عملية الكلام والتفكير اما المناجاة صنف يتميز بموقفه الحواري من ثقه بالذات انها المناقشة مع النفس ذاتها اما المناقشة مع الغائب فهو اى حواريات ظهرت في عصرالحوار السقراطي ويفصل باختين ما ينفع في ادراك المرامي على ان نعد اننا نتولى التوسع في مباحث خاصة يتناول تعدد الاصناف في انها ترفض الوحدة الاسلوبية ( الاسلوبية الواحدة ان اردنا الدقة في التعبير ) في الملحمة ، وفي الماساة ، وفي الكتابة البيانية والمنمقة والخطابية Rhetoricوفي الشعر الغنائي. انها تتميز جميعا بالاسلوب القصصي المتعددالنغمات ويمزج السامي بالوضيع والجاد بالمضحك على نطاق واسع الاصناف الادبية ذات الطابع التمهيدي والمخطوطات التي يتم العثور عليها والحوارات التي تعاد صياغتها والاقتباسات التي تفسرهاوسافرة ويلاحظ ان عددمن هذه الاصناف يمزج الشعروالنثركما يجري ادخال اللهجات الحية والرطانة *وفي مكان اخرمن شعرية ديستوفيسكي * ان امكانية ان تستخدم في مجال عمل ادبي واحد كلمات من مختلف الانماط مع المحافظة على كل حدتها التعبيرية (نلفت انه لايعني التعبيريةوالمنهج الادبي يعني يريد الاشتقاق المقرب ليعبرتعبيرا )دون ان توجه مخارجها ،هذه الامكانية تعتبرواحدة من الامكانات والجوهرية للنثر. هنا يكمن الفارق العميق بين الاسلوب النثري والاسلوب الشعري ولكن حتى في الشعر توجد سلسلة كاملة من المسائل الجوهرية التي يتعذر حلها دون استدراج المجال الماراليه لدراسة الكلمة . ذلك ان مختلف انماط الكلمة تتطلب في الشعرمعالجة بيانية متنوعة . علم البيان المعاصرعلم خاص بالكلمة من النمط الاول* ونعقب نحن ان هناك ثلاثة انماط ما افدناه مما سبق ان الاعتراض على بولفنة الشعرمن اى متاح الشعري حينها الغنائي والموزون والمنبرالمفروض قسريا توزيعاته التنغيمية المقيدة غيرالمقدو ر على تجاوزها وهو معيق سدي يحول دون امكانية منح الحواريات فضاء كرونتولوجي كما في الرواية ولا سوق اسلوبي يتمتع به النثر ولكن في نمط قصيدة النثرتبدلت القوانين والانماط والا صناف بل اليوم تداخلت الاجناس ولوربطت كشوفاته وتطوراتها في التناصية الخلاقة التي سبق لنا وتعرضنا لها بمبحث منفصل وتجنيس قصيدة النثركذلك والبولوفونية بسيل من سنتين من المباحث ونوعد بمبحث مفصل عن خصائص قصيدة النثر العربية بعد دخول الانزياح وتطور التصويرية الاستعارية المتجاوز عنها الى بوهيمية الفوضويةفي التراكيب الاسنادية والدلالية والخروق النحوية المباحة التي وسعناها اتباعا لطروحات تودوروف التنظيرية . من يهمنا عن ان البولفة وسنتعرض الى بنياته في سياق المبحث وجدنا في الانموذج المدروس عبد الجبارالفياض
والكثيرمن خزع لبعض قصائدة التي تحرى بها الالتزام بنقاء قصيدة النثر والابتعاد عن التفعيل والتنغيم المقصود الذي حتى مع التقنيع المتبع تقانة سناتي عليها لا تلبي غايات بولفنة صادقة ونقية وصافية .
تلك الترجمة الحرفية المنحرفة للبولفنة واقصارها النصي توقع في خطل فهم التصويتات فيدخل الصوائت والصوامت لينقضن على اي امكانيات حوارية جدلية تنهي تجليات الكرنفالية والمينيبية والديالكتيك وقوانين التناقض من مخلصات تجاورية وتنافرية في مجال واحد وهو مخالف عن روح الفهم عما يعنيه مطلق المصطلح في الادب ومنها في تناول نصوص الشاعر (عبدالجبارالفياض)، .في (صحراء الوهم )يقول:
تأكدتُ أنَّ غبائي/كحذائي /لهُ قيمةُ اللؤلؤ في مجاهلِ البحار . . . /سمْسمٌ /يفتحُ الآفاقَ في وجهِ اللّصوصِ . . ./ تسلّقِ البعيد/والطّوافِ حولَ صَنمٍ /ماتَ لتوّهِ /ووضعَ لسانَهُ بلسانِ كلبٍ /وتنفّسَ . . ./إنّهما مَعَاً /يلهثان . . ./. . . تيبستْ همومي بألوانِها الباهتةِ /والغامقة /على ظهْرِ سُلحفاةٍ عجوز /كدَّها الزّحفُ سنيناً . . ./وأنا عُمُرٌ /تناهى تحتَ أعمدةِ الدّخان . . ./
مثقلٌ بالصّمْتِ المعبأِ بالرّصاص /يرسمُ الموتَ على خاصرتي/ ويلوكُ أدعيةَ الفتحِ المُبين . . . /وإنا انزفُ شكّي يقيناً /
إنَّ للشّيطانِ ذيولاً برؤوس . . ./فحملتُ /ما لا يحملُهُ بَغْلٌ . . . /تردّى /لم يفقْ إلآ على عنوانِ موتِهِ بالحضيض . . . /
. . . . .
ليس في نيّتي /أنْ ازورَ بلباسِ الموْتِ مقبرتي . . . /قبلَ ليلةٍ /يُخسفُ فيها قَمَرٌ . . . /وبيومٍ تتدلّى شمسُهُ /
على قَرْنِ ثورٍ . . ./ويغورُ ماءُ دجلة في قاعِ جِرارٍ . . ./رُبَما يُعلنُ موْتي /وقدْ رَحلَ تحتَ أجنحةِ الظّلامِ /ظلامٌ . . ./
وأُحرقَ وَهْمٌ /يتخفّى في جلابيبِ غِلاظٍ . . .!/
. . . . .
إنّهم يكتبون من دواةِ الجوعِ/أسماءَ شهورِ الأختناق . . ./ وأسماءَ الجّيوبِ الكاتمَة . . ./وما تحتَ رفوفِ الأنحدار . . ./
ويخفون ما كتبوا /في سِلالِ الفاكهة . . . /
. . . . .
لنْ أبيعَهُ ثانيةً/بثمنِ البَهار . . . /لتاجرٍ /يبني من البرديّ بيوتاً للنّجوم . . . /ينخرُ العِظامَ /ويحشوها رِمالاً /من حربِ البسوس. . . /يشتري كُلَّ مواسمِ الحَصاد /من قبلِ أنْ تُصبحَ حنّاءً . . . /وألوانَ غِناء . . . /وفساتينَ صبايا . . ./
موجَ عِطرٍ /ورذاذاً/وأراجيحَ لعيدٍ . . . ^من قبلِ أنْ يلبسَ شيخٌ ثوبَهُ /وينتعلَ أمسهُ . . . /الذي سيولدُ مرةً أُخرى /
معافى من غيرِ غَدٍ . . . /
. . . . .
ضحكةٌ /غرقى بحزنِ ما ماتَ ربيعٌ . . . /واختفى عن لحنِهِ /وَتـَرٌ /تقطّعَ في ليْـلٍ /تَعسَّر طلْقُ لياليهِ الطّوال . . . /
. . . . .
وَزّعوني/ حِصصاً من غيرِ أسمٍ /فوقَ مائدةِ شواءٍ . . . /لم تغبْ عنها وجوهٌ /غابَ عنها ما كانَ عندَ راهبٍ /قطرةَ ماء . . . !/
. . . . .
اكتفوا /إذْ قالوا مهلاً /انّهُ سيدُ يومِهِ . . . /ونحنُ /أمسُهُ المهزومُ /من قافلةِ زمنٍ . . . /فرسانُهُ أحجارُ شطرنجٍ /
وأعوادُ بخورٍ / ورؤوسٌ /تنقرُ الصّدرَ بأطرافِ نَعَمٍ . . . /و نَعَمٌ /تزحفُ من غيرِ خَجَلٍ /عندَ خطِّ الإنتظار. . . /
. . . . .
وتشاتمتْ كلماتُ هامانَ باُذنِ ربِّهِ /هل يُعقرُ ليلُنا من خلاف ؟/وتَخنقُ أيامَنا أفاعي السّحرة ؟/وبأوتادٍ أخترعْناها /نُصْلَب ؟/
. . . . .
الشّمسُ تملأُ كأساً /وتسكبُ كأساً . . ./فلولا زرعْنا فوماً لجياعِ الأرض. . . /وما شربنْا كأساً /تسكبُهُ الشّمسُ . . . /
. . . . .
نحنُ بالجّمعِ /فقأنـا . . . /وسلبْنا . . . /وزنيْنا . . ./فليكنْ عهدَ نقيق /يَسمعُ الغيمُ صداه . . . /فالأحاديثُ نقيقٌ . . ./
الأناشيدُ نقيقٌ . . . /والهتافاتُ نقيق . . . /ليسَ حرفاً /يُعزفُ مقبولاً عداه . . . !/
. . . . .
الشّمسُ /قدْ تأتي على غيرِ موعدِها . . . /وتبيتُ في كوخِ قَصَبٍ /وتشربُ من كوزِ ماء . . . !/
. . . . .
نحنُ غاربون /إلاّ هو /وأُفقٌ بلا غيومٍ داكنة . . . /يزرعُ أعمدةَ الضّوءِ /خلفَ بقايانا النتنة . . . /
. . .
المنخفض لا يريد ان يعلوه الماء لأنه سيكون مستنقع
؛؛؛؛؛؛؛؛؛
في هذا النص ؛تتداورالضمائروتصطدم وتتحاور ،وتتجاور،وتتنافر؛لتعبرعن ايديولوجيات منها متناصات، ومنها من الخبرة فيها لوقائع الان والاخرى الامس ازمان متغيرة واماكن متنوعة تتحاور فيها الضمائر. لم يكمن ذاك بالمتاح في سوق انساق الشعرالحروقبله التفعيل وقبله العمود قد نجد ما لا نريد ان نتوسع التناول فيه بالمقارنة هناك من الظليل حوارية ولكن في بيتين اوثلاث، وحراك مجموع، والنص منتج ذاتوي هنا ديالوج، وتنوع كرنفالي ،وتمريرالعبرة بالمينيبية ؛وهي سوق لوقائع حاصلة او قدتحصل باسلوب ساخرمبطن كلها استنباطات باختين عند تناول شعرية ديستيوفسكي .امثلة للضمائر، تاكدت/انا ، سمسم /هو،،الطواف/هو ، تيبست همومي /انا ، انهم يكتبون/ هم ،غرقى/هم،موتي /انا،رجل /هو، ابيعه/ انا ل هو، زرعوني /هم ل انا ، ما كان عند راهب /هو، اكتفوا/هم ، سي قومه /انا، نحن/نحن، هامان باذن ربه /هو بامرالذات العليا، نحن غاربون الا هو /هم وهو ....ختم بحكمة اختزل كل الثيمات الشاسعة والازمان والاماكن (المنخفض لا يريد ان يعلوه والماء لانه سيكون مستنفع .......امعن النظر وتتبع الاثرالحركي للحواريات في النص كم من المفهوميات وعددمن العقائد تتصارع جدليا بديالكتيك يظهرالمتجاور، والمتنافرمعا في ذات الاوان يتخثر زمن، وتسيل ازمان المكان. ليس هيكلا بابعاده المتعارف عليها بل ساحة لا ابواب، ولا حيطان، ولكنها تحبس نشاط فعل الضمائر، وفي خضم فوضى عارمة ثمة تشكيلية ومسارب ومسارات للحراك بل، محطات وقناطر تخلص الى ان عالما واسعا متعدد الشخوص في نص واحد مشبع بالتناصات الظاهرة والمضمرة مترعا بالانزياحات بكل الاشكال لفظية، وبلاغية، ومعنوية وذهنية، وعقدية، وصرفية ،ونحوية، وتركيبيةواستناديات .....الخ تلك هي سمات ملامح نص قصيدة النثر .لنفس الشاعر نصوصا في دواوينه اثرللتفعيل واقحام للتنغم افقده حواريات الضمائروالمتناصات واحكم الخناق على الانزياح ونحن قلنا له انها من الشعرالحر بل منها تفعيلية قلمت وشذبت قسرا لفتحها فاضرتها لم تفدها الا دغال لا ينفع قص لها بل الاجتثاث والابادة دون ان تمس اصل المزروع، والرجل لم ينكر قد لايلاحظ البعض؛ التفعيلات والتنغيم المنشز قسريا، ليس بولفنة تلك زج لمقامات قسرية في سياق الاصل زجت وليس بتلابس ففقد النص روح البولفنة اكثرسيبدوا لكم ما نبتغي قوله لتكتشفوا ان الخاصية تلك من سمات قصيدة النثر والبروس سبق لنا ان وجدناها عند شعراء كثرتتفاوت نسبة وجودها ولكن المحصلة التي خرجنا بها ان الشاعركلما كان قد خلع ثوب النظم والتفعيل لم يعد بحاجة لتقانات بوحية للتوصيل والتداول الفكري في نصوصه وحقق غاية جوهر ماهية هذا الجنس وهو التحررالكامل من القيود لا محسنات، ولا روابط، ولا وسائط. قد فوضى ضاربة الاطناب لكنه مسيطرعلى فعل المنجزالنصي يقوده بشكلانية يمليها الظرف والمتطلبات هنا تسطرها سردا وهناك يبعثرها تراكيبا ومرات يديحها في النص كلمات بمفردها تشكل مدماك ليس لمشارطات بصرية وغائوية ولا تمليها قواعدية التفعيل ولا يبحث عن التنغيم الذي ينتج في النصوص ايقاعات حرة ؛قرع طبول بولينيزية، مزمار راع، قيثار غجري، دق على جدار، تلاعب بعيدان ؛لتحصل الصوت .......هناك ايقاعات نافرة شاذة بربرية ولكنها واقعية نستسيغها تبعا للثقافات ونتتبعاها وفق ما نملك من مفاتيح للمتناصات واذن تعي الانزياح وعقل يصغي بتمعن وعمق لا يشغلنه اللحن ليس هذا الجنس غنائية ولا محاكاة لا يخضع لقوانين البوطيقا الشعرية الارسطوية مع كل ما اضيف لها انه بعد اخر للتنصيص شاعرية متفوقة الشعرية يقدمها لنا نصا شعريا كما تجدوه تند الشاعرفي البروس شينوارابراهيم . الثناء المسبوغ على الحوار والافكار والتنوع والقدرغيرالمحدود من الاثمار لا يمنحنا ايها سواه لن ترقصنا ولا تهز لنا بعضنا نحن حيال متعددالشخوص ،قاعة نقاش وجدل يقول :البعض تحولنا الى طاولة علمية نقول له: لا باحة شعرية فيها الشعرحر الانسكاب محملا بعبق الافكارللشخوص وتنوع عقدي ومماحكات، ولكن بلغة الشعر الصافي الذي كان التوق من البداية له وبه انطلق الانسان التعبيرعن نفسه وبعده كتبت المنزلات السماوية وكل الكتب المقدسة ليس لعجز الخالق حاشاه وكتب عن ارباب ليس غيرالله الاديان لاحصرلها لماذا اتبعنا هذا الجنس من التعبير ؟ ليس اعتباطا بل للتوصيل والافهام كل من يؤمن بمقدسه يصغي بخشوع حتى حركة اليهودي في تلاوة الانشاد او البوذي يوقع ايقاعات على نطقه لجذب الاسماع ولكن ليس لاشغالها عن الفهم لتقوم بالخضوع والخشوع هذا هوالشعرالنقي السافوي عملت عليه البرناسية لم تفلح فالاوان كان غيرمتاح وان سبقها هذا الجنس ولكن تلقيه شعرا بقي افلاطون وارسطو بل سقراط هم المسيطرون على نمذجة وقولبة النصوص للتوصيف واخذالعرب رغم كشف البحور والتي ثبت ان الخليل اهمل مالا يحصى كان مو جودا في الجزيرة العربية واقتصرعلى بحوره وجاءالنحاة واهل البلاغة والنقاد بعد ترجمة البوطيقا ليضعوا النصوص؛ على 'سرير بروكروس- الخليلي وتعودت الاذن والاسماع كما البحرالايامبي* والاسكندري* وشعرالترابادور* في الغرب لم يتعب انفسهم النقاد قبل قرون ليلة ليتعرفوا على شعرالهنودالحمر والهنود والجنس الاصفر.....الخ وهو التعالي والغرور ولكن وجدوا في منجرات ابناء جلدتهم شعريات شعرها صاف لم يتنبه لها انها لا تخضع لقواعديات ومشارطات وتبحيروتنبير وايقاعات محددة فخرج علينا في الغرب خط بودلير ورامبو والان بو .....وخرج علينا اهل جماعة كركوك وجماعة مجلة شعراللبنانية منهم بالتثاقف ومنهم هوتوصل ؛الى ان هناك؛ شعراكثرنقاء لوتخلى عن المعتاد والمتعارف عليه، واستندوا الى سوزان برنار، وتكاثرالنقاد اختلفوا في التفريز ولايزالون، ولكن الجنس استقر دون الجسارة على توصيفه غالب من حاول خلطه مع الشعرالحر وكما خرج باختين بالبوليفونية للرواية قالت سيدة: في الولايات المتحدة انها اكتشفت في احدى القصائد بولفنة ولكنها لم تواصل البحث ولم تقع على توصيف مرجعي ولدينا جاء ا.د. احمد عزي ودرس مدونة عبد العزيز المقالح لكنه اقرالبولفنة على ما جادت به التفعيلية من تقانة القناع وظل في اركان كعبة الترجمة النصية -تعددالاصوات - نحن نجد ان الامريخص الجنس كلما تحررمن قيود سواه فاحت به البولفنة وليس تقنيعا بل ما نسميه نحن الانشطار وهومن ميكانزمات الدفاعات النفسية ليس بسبب الذهان ولا العصاب والرهاب بل منتج قدرة الانسان على مواجهة الواقع، واليوم نعني العصراشد احتياجا لتلك الالية والتقانة النفسية. التعدد ليس الانفصام هنا لن نخوض وسيكون لنا مبحثا مخصصا وليس شيزوفرينيا انه الانشطار مثل الانكار والاسقاط والنكوص ...،انها المتفق 18 مكانزمية منها الانشطاروقد في قصيدة النثر يستخدم الشاعراكثر من الية ولكن الاصل التعدد الذي يعطي الشخوص وجودهم ويبقى الشاعر ليس كما في القناع ومبحث د. احمد العزي هذا ما سنعمل على تقفيه في نصوص منتقاة لشاعروجدنا لديه العديد من الخزع والنصوص الكاملة البولفنة ولكن ليس كل منجزاته كذلك لما سلف واوجزناه .
ان محاولات جرت للتنقيب عن ملامح في الشعر لمعارضة باختين الذي وضع استحالة نبوها في الشعر ونحن نقول: مع باختين المعروض النظمي يحول دون ديالكتيكية في النص ويؤطرالسوق النصي وفق السطرية بالتاشيرالنغمي ما يحول دون امكانية الخروج عن الافقية عموديا للأعلى اوالاسفل وهو المطلوب من اثراء التنغيمية نحن لا نبحث عن التنغيمية ولا المقطعية والضربات والإيقاعية التقليدية ولا التفعيلية ، بل نبحث عن المعالم التي اشار لها من قدم المصطلح في الادب ولما كنا نبحث في قصيدة النثر ونعتقد جازمين ان الرجل يعني الشعرالتقليدي مع كل التحويرات عليه فهو مصيب ولكن في جنس ما نحن فيه لا نعرف ماذا سيقول؟ .
عموما (الفياض) شعره يفيض بما نعتقد ما ننقب عنه، وان كانت الجذور نائية، والبلوغ اليها يتطلب الصبر والمثابرة والدقة والعناية . وهي ما سنتولاه ونحن نعالج النصوص ونكون بذلك من اهل السبق علما اننا اشرنا لذلك عند ايمان مصاروة ود.محمد الاسطل ولدينا مباحث متكاملة منشورة من اكثر من عشرين جزء،اننا سباقون وان اغار البعض على منجزنا لا يعنينا والناس هي الحكم ، والتاريخ مثبوت في منشوراتنا ......يتبع ....سعد محمد مهدي غلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق