بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 20 يونيو 2016

العدد6 لسنة 2016 الكاري ..واسطة النقل المفضلة عند العراقيين ايام زمان. تقديم: علاء الأديب


العدد6 لسنة 2016
 
الكاري ..واسطة النقل المفضلة عند العراقيين ايام زمان.
 
تقديم: علاء الأديب
 

 

من وسائط النقل المعروفة لدى العراقيين أيام زمان ( الكاري)أو (الترامواي)
وهو عربة تجرّها الخيول وتسير على سكة حديدية ولها اوقات محددة للإنطلاق والوصول.
ولدى الحديث عن الكاري لابدّ لنا من المرور على تاريخ صناعة العربات في العراق وصولا اليه.

العربات عند البابليين:
........................

تعدّ العربات وسائط نقل قديمة في العراق .حيث نراها متمثلة بعربة آشور بانيبال يوم كان يستقلها في ذهابه إلى الصيد، جدران، وأبنية بابلية قديمة مازلت تحتفظ بصورة العربات القديمة لحضارة وادي الرافدين.وتروي عن رجال عرفوا صناعتها واستعمالها منذ العصور التأريخية الأولى.. كانت تدب على الأرض وتحمل الناس والبضاعة والصيد. وكان صانعوها المهرة يتفننون في تلك الحرفة التي أنتجت مئات بل آلاف العربات المدفوعة أو التي كانت تجرها الخيول في أزمان مضت وإندثرت.
الغريب إن تلك العربات كانت تتطور أيضاً في أشكالها وكفاءتها وتصاميمها، حتى أصبح في بغداد قطار تجره الخيول في عهد الوالي مدحت باشا.




الكاري او الترامواي
.........................
كان (الكاري) أول حافلة لنقل الركاب، وقد أطلق عليه إسم (الترامواي)، تأسس في العام 1819 من شركة أهلية وحكومية مختلطة وبرأسمال مقداره مليون و500 ألف قرش عثماني.والترامواي هو أول واسطة نقل حديثة تصل إلى العراق وكان يتسع لستين راكباً. ويتألف من طابقين، صيفي وشتوي تجره الخيول، وأحياناً تضاف إلى العربة الرئيسة عربة ملحق.وعندما تستبدل الخيول بماكنة بخارية (الطرزينة) كان الركوب بالكاري يمثل متعة كبيرة، كما إنه وسيلة نقل (سريعة) تقوم بإيصال الركاب من بغداد إلى الكاظمية، ومن الجعيفر إلى بداية الكاظمية في زمن لا يقل عن (ساعة وربع).كان الترامواي، الذي يسير فوق قضبان حديد يمر بمناطق مليئة بالبساتين وعند (جامع براثا) كانت تستبدل الخيول (في حال العربة الواحدة) ، بخيول جديدة لتواصل السير، وكان الراكب يدفع (عانة) أجرة لركوبه ، ولكن في عام1941، أصدرت إحدى محاكم بغداد قراراً بتصفية أعمال شركة الترامواي، وقد رفعت قضبان الترام نهائياً في العام 1945.الربل وابو ديا وفي العام 1920 إستورد أحد العراقيين عشرة (ربلات) من الهند. وكانت هذه أول وجبة منها تعرف في بغداد . ثم إستوردت أعداد كثيرة منها فيما بعد.



الربلات
............

وفي سنة 1940 إهتم البغداديون بصناعة الربلات بدلاً من إستيرادها، وكانت الربلات العشرة الأولى تسد حاجة سكان بغداد في التنقل.
كان شارع الرشيد يمثل مركز العاصمة ، وحوله تتجمع أبنية الدولة وبيوت السكان، وكانت الربلات تعمل فيه، من الباب الشرقي إلى الباب المعظم . والربل كان يقوم بنقل الناس من جهة الكرخ إلى جهة الرصافة. وتبلغ أجرة الراكب (3) فلوس فقط.



نظام مروري صارم للربلات:
..................................

والطريف إن الربل كان يخضع لنظام مرور صارم منذ بدء وجوده ، ففي عهد الإحتلال البريطاني كان هناك جندي إنكليزي مكلفاً بتنظيم سير الربلات في شارع الرشيد واسمه (أبوديا)، وكان يلاحق أصحاب الربلات المخالفين ويفرض عليهم الغرامات... والمخالفات التي كان يعاقب عليها هي إذا كان صاحب الربل يحمل شخصاً الى جانبه في مقعد القيادة ، اويحمل أكثر من أربعة أشخاص ، او لم يضع صاحب الربل فانوساً للإضاءة!
وكثيراً ما كان (أبوديا) يكمن لأصحاب الربلات المخالفين خلف أحد أعمدة شارع الرشيد.
وفي إحدى جولات الوالي مدحت باشا ، أمر بتبليط سوق (البلانجية) - شارع المأمون حالياً - وقد جرى تبليطه بجلاميد من الصخر، ولذلك أطلق عليه (عكد الصخر).الربلات والعربات المكشوفة التي كانت تنقل الغلات الزراعية من خضراوات وفواكه ، كان يتم صنعها على يد حرفيين أكفاء، وتبدأ عملية صنعها من الخطوة الأولى على يد نجارين متخصصين ببيع خشب (التوت) حيث يقومون بتقطيع هذا النوع من الخشب بطريقة المساطر الخشبية والزوايا اللازمة لصناعة العربة حسب نوعيتها، ولم تفقد هذه الصناعة ميزتها، رغم التقدم التكنولوجي الذي حصل في مجال صناعة الأخشاب ولم يتغير منها سوى اللون حيث تطلى بالألوان الزاهية التي يرغب فيها صاحب العربة ، فضلاً عن تزيين العربة بالعديد من أشكال السروج وهي المنقوشات التي إختص بها أبناء البادية، كذلك تضاف أشكال أخرى من الجلد او المطاط ، وفي السنوات اللاحقة أضيفت إلى العربة أشكال أخرى من الإكسسوارات ، أما الفوانيس التي تنصب الى جانبي مكان الجلوس ، فإنها كانت تصنع بشكل فلكلوري جميل في سوق الصفارين وبأشكال ملونة . كان سعر العربة آنذاك لا يتجاوز (40) ديناراً وهي الكلفة من دون الحصان ، أما الحصان فيبلغ سعره بحدود (50) ديناراً.
واليوم، ربما نعثر على (عربنجي) قديم أو إبن له، ولا غرابة أن يتحسر على أيام زمان، ولا غرابة أن يروي لنا إنه كان يقل بعربته عوائل رؤساء وزارات مثل توفيق السويدي ونوري السعيد وفاضل الجمالي. كما حدث ايام زمان حينما نقل أحد البلامة (الباشا نوري السعيد) والوصي (عبد الاله) قاطعاً بهم نهر دجلة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق