بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 يونيو 2016

العدد6 لسنة 2016 رمضانيات علاء الأديب الماجينة ..موروث فلكلوري عراقي




العدد6 لسنة 2016

رمضانيات علاء الأديب

الماجينة ..موروث فلكلوري عراقي





الماجينة موروث فلكلوري عراقي
.........................................
ماجينة يا ماجينة حلُّيْ الكيس وانطينا تنطونا لو ننطيكم بيت مكة نوديكم\"
هذه أبيات شعبية التي يرددها الصبية والأطفال في أحياء بغداد وأزقتها وهم يطوفون بعد الإفطار يحملون الصواني التي تتقد فيها الشموع وإلى جانبها قطع من السكاكر، أو يطلقون الأبواق ويحملون الطبول ويقرعون عليها بفوضى ، يدقون أبواب المنازل منشدين أنشودة الماجينة، يسألون أصحاب البيت إعطاءهم قطعة نقدية أو ما تجود به أيديهم وهكذا من بيت إلى آخر، وفي نهاية المطاف يجمعون ما حصلوا عليه, يتقاسمونه أو يشترون به حلوى وما شابه. والويل إذا تأخر أهل البيت في الاستجابة لمطلب الأولاد عندها يزيدون من وتيرة حملتهم فتتعالى أصواتهم بالنداء والدعاء كوسيلة ضغط سلمية الله يخلي ( راعي البيت ) آمين بجاه الله وأسماعيل آمين وإذا ما استمر تجاهلهم من قبل أصحاب المنزل يطلق الصبية آنذاك نداءهم الأخير المذيل بعلامة استفهام يا أهل السطوح تنطونا لو نروح؟؟؟ وفيما ينصرف البعض إلى بيوت أخرى يدقون أبوابها ويجربون حظوظهم مع أهلها، لا تكون النهاية سعيدة دائماً بالنسبة إلى البعض الآخر, اذ تلجأ صاحبة المنزل أحياناً - كجزء من طقوس اللعبة - إلى سكب دلو ماء من على سطح البيت على رؤوس الأولاد حتى تفرقهم اذا ما ألحّوا في الطلب وتمادوا في إزعاجها. ولا تنتهي القصة عند هذا الحد، إذ سرعان ما يعلو صراخ الأولاد المبتلين بالماء بهجاء لأهل البيت : كبّوا علينا الماي بيت أهل الفقر

. اصل كلمة الماجينة
..........................
الماجينة لعبة رمضانية تنتشر في بلدان عربية عدة، تحت تسميات مختلفة، لكن لا أحد يعرف على وجه الدقة من أي جاءت كلمة الماجينة  إلى بغداد، وإن كان البعض يردها الى الميجنة الشامية .لعبة الماجينة منتشرة على نطاق واسع بين العراقيين على اختلاف مذاهبهم وأعراقهم منذ زمن بعيد، وهي أشبه بكرنفال رمضاني شعبي يقوم به أطفال الأحياء من صبية وبنات حيث يجتمعون ويدورون على بيوت الحارة مرتدين ملابس لائقة ينشدون الأناشيد ويغنون الأغاني الشعبية الرمضانية أن حركة الأولاد وضجيجهم أثناء دورانهم في الأحياء ينعش حركة الحي ويدخل الفرح الى قلوب الأهالي اضافة الى ان الأولاد ينتشرون البهجة في كل الأزقة في بغداد وهم يحملون الطبول الصغيرة والأبواق ويطرقون أبواب الدور باباً تلو الأخر منشدين أبيات الماجينة  حيث انّ الناس قد ملّت الجلوس في المنازل وتريد أن تسمع الحياة تنبض مجدداً في الشارع في ليالي رمضان, ومّن غير هؤلاء الأطفال يوزعون الضجيج في الأحياء ويدخلون الفرح الى قلوب الأهالي  . وتجاوزت طقوس الماجينة على مر السنوات حاجز الطفولة الى مجالس الكبار ودخلت في نسيج الحياة الاجتماعية للعراقيين كانت تعقد حولها في الماضي في مجالس بغداد العامرة مباريات شعرية يتنافس فيها الشعراء ويتخللها مزاح وفكاهة.
  
علاء الأديب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق