بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 15 يونيو 2016

العدد6 لسنة 2016 مبدعون من بلادي المرحومة الدكتورة وسماء الأغا بقلم علاء الأديب






العدد6 لسنة 2016

مبدعون من بلادي

المرحومة الدكتورة وسماء الأغا

بقلم علاء الأديب




التقديم
.........

ليس من الإنصاف التطرق الى الفن التشكيلي الحديث  في العراق دون الوقوف على مدرسة من مدارسه الرائعة والمتمثلة بالعطاء الثرّ للفنانة  المرحومة الدكتورة وسماء الآغا  التي جدّت واجتهدت منذ سنيّ طفولتها المبكرة للوصول الى ما كانت تطمح اليه بترك بصمات خالدة لها على مشهد الفن التشكيلي في العراق الغنيّ بالكثير من المشاهد الرائعة . وخاصة بأن العراق يزخر بعمالقة هذا الفن منذ نشأته الأولى وعبر الحضارات التي مرّت به .
لقد زامنت الفنانة الكثي من الفنانين البارعين في مجال الفن التشكيلي الاّ انها تمكنت أن تثبت للجميع بأن النجاح والتفوق والإبداع غير مرهونين بكثرة الناجحين من حولك بل مرهون على ثقتك بالذات وعلى ايمانك المطلق بحتمية النجاح .
فكانت تلك هي النقطة المضيئة التي انطلقت منها وسماء الآغا بحزمة الإشعاع لتفتح لنفسها دروب الوصول الى الغاية المثلى حتى استطاعت بالعمل الدؤوب المثابر والدراسة المستفيضة أن تكون صاحبة مدرسة فنية خاصة بها تمتاز بما تمتاز به دون غيرها من مدارس الفن التشكيلي العراقي الأخرى.
وأعتقد غير جازم بأن محبة الناس لإبداعات الفنانة وسماء اغا جاءت نتيجة حتمية لإسلوبها المتفرد ببساطة الفكرة وسلاسة اللون واختيار المواضيع من رحم الواقع المعاش أو من الفلكلور الموروث الذي لا يمكن أن ينفصل عن الحاضر .
وهذا ماشدني شخصيا الى لوحات الفنانة المرحومة وانا اتابع انتاجها الفني منذ عام 1983 تحديدا عندما اطلعت لها على عدد من اللوحات التي نشرتها احدى المجلات العراقية المهتمة بالأدب الشعبي العراقي والتي كانت تحت عنوان التراث الشعبي.
رحم الله الفنانة الدكتورة وسماء الاغا برحمته الواسعة واسكنها فسيح جنانه

علاء الأديب
تونس – نابل
2016





وسماء الاغا
................
وسماء الأغا فنانة تشكيلية عراقية وأستاذ بدرجة بروفيسور، برزت موهبتها في فن الرسم بسنّ مبكرة فأقيم لها أول معرض شخصي وهي في الرابعة عشر من عمرها.





الولادة:
...........
ولدت الدكتورة وسماء الأغا في بغداد عام 1954 لعائلة محبة للفنون التشكيلية.
وهي عقيلة الفنان التشكيلي العراقي المغترب البروفيسور الدكتور ماهود احمد التدريسي في اكاديمية الفنون بجامعة بغداد ، وأخت الفنان والمخرج السينمائي جبار الجنابي من امه وشقيقة الفنانة نضال الاغا وشقيقها الفنان حافظ الأغا وابن شقيقها الفنان الشاب طارق الاغا






الموهبة:
...........

برزت موهبتها في الرسم في سن مبكرة من خلال مشاركاتها في المعارض المدرسية،
وحصلت على تقدير أساتذتها خلال المراحل الدراسية كافة
وكانت والدتها تشجعها على الرسم وتقليد اللوحات العالمية كلوحات روفائيل ورامبرانت
وغويا وبيرمير واخرين، وشاركت في العديد من المعارض المدرسية في الابتدائية والمتوسطة واقيم لها معرض شخصي وهي في مرحلة الاول متوسط عام 1968 وحصلت على وسام والجائزة الاولى لمنطقة الكرخ، اما أول لوحة رسمتها كاحتراف فكانت عن (مأساة تل الزعتر ) وعرضتها عام 1976 في المتحف الوطني للفن الحديث (قاعة كولبنكيان في الباب الشرقي ببغداد) . 




وسماء الأغا بعد الماجستير والدكتوراه
................................................

بعد حصولها على درجتي الماجستير ثم الدكتوراه، تولت تدريس تاريخ الفن الإسلامي والحديث في كليتي الفنون الجميلة بجامعتي بغداد ومن ثم صلاح الدين، وكانت أول مشاركة فنية لها في معرض المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد عام 1976 ، بلوحة "مأساة تل الزعتر"، شاركت بعدها في العديد من المعارض والمؤتمرات العلمية المتعلقة بالفن التشكيلي والدراسات التراثية داخل العراق وخارجه، كما ألّفت العديد من الكتب الفنية التي أعتمدت كمناهج دراسية في المعاهد والكليات الفنية.







عاشقة الفرح العراقي
............................

مرّت الدكتورة وسماء الأغا خلال مسيرتها الفنية بمراحل عديدة اطلعت من خلالها على كافة المدارس الفنية وتبنت أساليب جديدة مبدعة صبغتها بروحها الشرقية، يوصفها النقاد بأنها عاشقة اللون ويوصفها البعض الأخر بعاشقة الفرح العراقي وكتب عن تجربتها كبار نقاد الفن التشكيلي العراقي والعربي.






وسماء تحدثت عن تجربتها :
................................

تؤكد اللراحلة أن التقدير والإعجاب الذي كانت تحظى به هو الذي شجعها على مواصلة دراستها الأكاديمية والالتحاق بكلية الفنون الجميلة ، فعملت على اكمال دراستها ، فحازت على شهادة الماجستير في فلسفة فن التصوير الاسلامي / جامعة بغداد عام 1987بدرجة امتياز، ونالت شهادة الدكتوراه في فلسفة تاريخ الفن –جامعة بغدادعام 1996بدرجة امتياز، وفي عام 2004 نالت درجة الاستاذية في تاريخ الفن – الرسم - من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد ،   عملت مصممة للديكور ورسامة في تلفزيون بغداد من عام 1976-1980، وهي مازالت طالبة في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، كما عملت استاذة في معهد الفنون الجميلة في بغداد للأعوام 1981 -  1990  ، كما تولت الفنانة تدريس تاريخ الفن الإسلامي والحديث في كليتي الفنون الجميلة بجامعتي بغداد وصلاح الدين قبل ان تغادر الى الاردن وتستقر فيها .
   نالت العديد من الجوائز، منها جائزة التخطيط والالوان لندن 1975، حازت على شهادة BA في الفنون التشكيلية عام1981 بدرجة جيد جداً عالي،  شاركت في العديد من المعارض والمؤتمرات العلمية وفي مجال الفن والدراسات التراثية داخل العراق وخارجه وصلت الى اكثر من 400 مشاركة عالمية، ومن المعارض الشخصية لها ( من بغداد الى بغداد ) ، ( رؤى بصرية ) عام 2002 في قاعة الأورفلي ومعرض (واحات الوجد)على قاعة ( برودوي ) بالعاصمة الأردنية / عمان في عام 2007 ومعرض عن اساطير الف ليلة وليلة والسندباد .
و لها العديد من الأعمال الفنية في المتحف المعاصر للفنون بغداد ولها العديد من المقتنيات الفنية في معظم الدول العربية والعالمية، أصدرت كتابها الموسوم ( الواقعية التجريدية في الفن ) الذي يبحث في فلسفة تاريخ الفن ، وصدر لها في عام 2000 كتاب بعنوان ( التكوين وعناصره التشكيلية والجمالية في منمنمات الواسطي ) واصدرت  كتابها الثالث (قراءات نقدية في الفن التشكيلي ) كما اصدرت كتاب ( الواقعية التجريدية فــي الفن) وكتاب (وسماء الاغا) فنانة من عصر الرشيد صادر عن دار الاديب في عمان.




معارض وسماء الاغا:
...............................

أقامت الدكتورة وسماء الأغا عدة معارض في العديد من الدول ومن بعض

    معرض في قاعة الاورفلي في بغداد عام 2002 وحمل عنوان "من بغداد إلى بغداد ...رؤى بصرية".
    معرض في قاعة برودوي بالعاصمة الاردنية عمان في عام 2007 وحمل عنوان "واحات الوجد".

كما صدر لها عدة كتب منها:
......................................
    كتاب التكوين وعناصره التشكيلية والجمالية في منمنمات الواسطي عام 2000.
    كتاب الواقعية التجريدية في الفن عام 2007







الشهادات والجوائز:
............................

نالت الدكتورة وسماء الأغا العديد من الشهادات والجوائز منها:

    شهادة الدكتوراه في فلسفة تاريخ الفن من جامعة بغداد عام 1996 بدرجة امتياز.
    شهادة الماجستير في فلسفة فن التصوير الاسلامي من جامعة بغداد عام 1987 بدرجة امتياز.
    جائزة التخطيط والالوان لندن 1975.
    شهادة BA في الفنون التشكيلية عام 1981 بدرجة جيد جداً عالي.





وسماء والعراق:
.........................
قالت الراحلة عن  العراق : يبقى دائما وابدا في القلب اضافة الى انني الان اشعر وانا في الاردن بأنه بلدي الثاني بين اهلي واحبـــائي ولم اشعر بالغربة ابدا وانا سعيدة جدا بذلك .
وقالت عن رفيق دربها زوجها الفنان ماهود احمد : ان الجهود التي بذلها زوجي الفنان الكبير الدكتور ماهود احمد قد اثمرت وحققت الكثير من خلال تشجيعه وتوجيهاته لي مما اهلني بان أكون فنانة الوطن العربي كما ذكر لي الكثيرون .






أمنيّة وسماء :
..................
اما امنيتها فكات : ان يتوحد كل المثقفين من اجل ان ينهض العراق من جديد وتسود المحبة بين ابنائه وان يكون فوق مستوى الضغينة والحقد والحسد والاعتداء على الاخر وان تنام عيون العراق بسكينة واطمئنان.




وفاتها :
...............

في التاسع من أيار عام 2015 أُعلن في العاصمة الاردنية عمان عن رحيل الدكتورة وسماء حسن الآغا بعد صراع مرير مع مرض اصابها فأدخلها في غيبوبة لمدة اسبوع قبل ان تفارق الحياة، وقد نعتها الأوساط الفنية والثقافية في العراق وفي البلدان العربية

رحم الله الفنانة الدكتورة وسماء الاغا
والى اللقاء في تقرير اخر عن مبدع من بلادي

علاء الأديب
تونس –نابل
2016 .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق