مجلة المرفأ الأخير
العدد الخامس لسنة 2019
قَواعِدُ السِّياسَةِ العَشْرْ !
محمود الضميدي
***
يا أيها الإخْوانُ والخِلّانُ
في الوطنِ الكبيرِ مِنَ المُحيطِ الى الخليجِ
أناشدُ الأدباءَ والشُّعراءَ
والفُقراءَ يا كُلَّ الأحِبَّة والرِّفاقْ !
مَنْ ذا يُعَرِّفُ لي السِّياسَةَ مَنْ يُعَلِّمُني الكياسهْ؟
صَوتٌ مِنَ المَجهولِ جاءَ كَأَنَّهُ صَوْتُ الحِداءْ !
يا سائِلاً عِندي الجَوابْ .
مَنْ أنتَ قُلْتُ؟! أجابني:
لا تَجْزَعَنَّ أيا فتى فأنا الضَّميرُ المُسْتَتِرْ
فَسَألْتُه مُسْتَهجِنًا !
ما جِئْت تفعلُ دُلَّني مِنْ بَعْدِ أن طالَ الغِيابْ؟!
هل جئتَ تنعقُ كالغرابْ ؟!
أمْ أنت كَذَّابٌ أَشِرْ ؟!
فأجابني :
يا صاحُ تَنْقُصُكَ اللباقةُ والفَراسةُ جِئْتُ كيْ
أعطيكَ درْسًا في دهاليز السياسهْ !
إدخلْ الى ذاكُ الزُّقاقْ .
وانظرْ شِمالَكَ عِنْدَ أوَّل مُفْترقْ تَلقى نَفَقْ .
فاعبرْ ولا تَخْشَ الولوجَ فسوفَ ينبلجُ الأفُقْ.
حُثّ الخُطى حتى ترى خَمّارةً مهجورةً سَكَنَتْ بِها جِنِّيةٌ
مالَتْ دَلالًا مِثْلَ غُصنِ البانِ كاسيةً وعاريةً فوالدُها
كَبير الجانِ ضَيَّعَها بِكأسٍ مِنْ عَرَقْ !
خُذْ رَشْفَةً مِنْ ثَغْرِها حتى يزولُ الغَّمُ
عن قلبِ التَّعاسهْ !
تابِعْ مَسيرَكَ لا تَخَفْ ... فإذا بلغتَ المُنتَصَفْ
يُغْويكَ صُندوقٌ كصندوقِ العَجَبْ !
قِفْ واقتَرِبْ . في ذلك الصندوقِ إرثُ أبي لَهَبْ .
وقُصاصةٌ في مَتْنِها خَطَّ الهوانُ قواعدًا
كُتِبَتْ بِماءٍ مِن (ذَهَبْ) !
عَنْ كُلّ ألوانِ السياسةِ في قَواميسِ العَرَبْ !
فاقرأ وتابِعْ عَنْ كَثَبْ :
1) لا تَكْتَرِثْ .... إن عاد هولاكو بِرِفْقَةِ ثَعلَبِ الصحراءِ لا.. لا تكترث حتى و إن ذُبحَ العراق!
2) لا تَكْتَرِثْ .... ان أصبحَ الدَّمُ في عواصِمِنا يُراق !
3) لا تَكْتَرِثْ .... إنْ دُنِّسَ الأقصى أو انْهارَ البُراقْ !
4) لا تَكْتَرِثْ ... إنْ حَلَّتِ العِبْرِيَّة الفُصحى مَحَلَّ الضَّادِ
أو ساحَ الجِناسُ على الطِّباقْ !
5) كُنْ لَيِّنًا واحْرِص بأن تَبقى مع الغَرْبِ الغريبِ على وِفاقْ !
6) واعقِدْ مع الذِّئبِ اتِّفاقْ !
7) واعْلِنْ على ابناءِ جِلْدَتِكَ التَّنافُرَ والتَّناحُرَ والتَّشاحُنَ والشِّقاق !
8) واحْلِفْ على العَرِبِ الطَّلاقْ !
9) عَيِّنْ كلابًا للحِراسهْ !
10) سَمِّ الهَزيمةَ إنْتِكاسه !
فَنُّ السياسةِ يا فتى صَعبٌ وشاقْ !
فهيَ المَزيجُ مِنَ التَّحايُلِ والتّخاذُلِ والتّنازُلِ والنِّفاقْ !
أمَّا الكياسَةُ إنَّها تأتي على نَفسِ السياقْ !
فهيَ التي تَأْسى عَلَيْكَ إذا سَمِعْتَ خِطابَ بَعْض
السَّاسَةِ (النُّجَباءِ) يومًا ثُمَّ لمْ تُلْقِ الحِذاءَ بوجههمْ
أوْ لَمْ تُسارِعْ بالبُصاقْ !
***
=========
محمود الضميدي
محمود الضميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق