مجلة المرفأ الأخير
العدد الساس لسنة 2019
هول الفاجعة
أحمد مدحت جعفر
في رثاء زوجتي يرحمها الله
==========
كنا نصارع عيشا لا يواتينا
وكم سقانا بكف السعي غسلينا
===
نسعى لدنيا إذا ما واعدت نكثت
وأمطرتنا سياط الغدر تكوينا
===
نُسَرُّ حينا ببعض من زخارفها
وتستبد بنا من ظلمها حينا
===
ونزرع الورد في صحراءَ قاحلةٍ
ولا نبالي بما تلقاه أيدينا
===
وكم هتكنا سياج اليأس في دأب
وأشرقت بربانا الشمسُ تهدينا
===
وصالحتنا دروبٌ بعد جفوتها
وغادرتنا قروحٌ عُمِّرَت فينا
===
حتى بدت لحظات القطف دانيةً
وموكب الفرح المأمول يحوينا
===
إذا بكف الردى تبدي مخالبها
لتملأ القلب أحزانا سكاكينا
===
غالت بقسوتها أحلام نشوتنا
وأخرست نغما قد كان يشجيينا
===
و اطفأت بعيون الزهر بهجته
وأذهلتنا بهول من تلظينا
===
يا للفجيعة فرَّت من ضراوتها
آمالنا لمصير لا يمنِّينا
===
يشوي عيوني سعير ملء أدمعها
فالآن نبكي عليها وهْي تبكينا
===
جَفَّ المداد وما أهدى لنا مدداً
كيما تجف من البلوى مآقينا
===
وبُحَّ صوت يراعي من تعذره
فمن يخفف من أرزاء نادينا
==
لا الدمع أطفأ في الأحشاء حرقتنا
ولا العزاء .....فما أغنى مُعَزينا
===
رحماك ربي فهذا الكرب مزقنا
وهاجمتنا صروف من تشظينا
===
فكم طعمنا صنوف القهر من زمن
وكم تجرَّع مر الصبر صادينا
===
ربي رضينا بما قد كان من وجع
فامنن علينا بلطف منك يُسلينا
===
لم يبقَ لي أحدٌ إلاك أنشده
ومن سواك إلهي سوف ينجينا
======
دكتور/أحمد مدحت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق