مجلة المرفأ الأخير
العدد الخامس لسنة 2019
أسايَ على المَدى
أمين جياد
أنت حنيني وبكائي ،الذي يتشرَّب بين عروقي ,
أنت كياني .. أنا مثلك عاشقة حدّ جنوني ،
أتسلّق جسدك الدافىء ،وأقبِّل ما فيك ،وأنا أبكي من فرط اللّذة في عينيّ ، أمدّ يديّ إلى قلبك
وأرى عينيك الذابلتين ، أرى كوكبك يدور ، ويغطيني بضيائه الماسي ،أنت تجلجلني رعداً
وأحسّك فجراً ، تتجوّل مجنوناً بين دمي ،برقك يضرب جسدي بالياقوت ،فأصير رياحاً تلتفّ عليك
أريد أن أراني مرسومة كالشمس على قلبك ،
شفتي تمسك أقمارك وتداعب أهدابك ، تتوزّع بينهما روحي ،ها أنذا احلّق بين زماني ،ويردّني إليك مكاني ، وكنوزي اتخلّى عنها ،ليديك الهادئتين على زغبي ، ها أنت تفزِّز روحي
وتنام يديك موجة بحر على جسدي ،وأراني أحجارك تطير عطراً للنرجس بين أصابعي ،
وأراك تقبلني كالمجنون ،فالتحف بضيائك ،
تغسلني كحبّات الرمان ،وقطرة ماء تنبع من كفّيك ،إقتربي ، أو إبتعدي ،ورداً للنرجس في الريح ، ها أني أحلق في عطرك كطير الحنّاء ،
تحيطني بوجهك ،سأمسك خاصرة تختضّ كلجلجة البحر ، أمسك كفّيك مثل رتاج يطوّقني بأنينه ،
وتأسرني أنفاسي في بابك ،ها أني أستظلّ بغصنك طويلاً ، واقلّب ماءك في ظلي ،وأراني غريقاً يمسك حجراً في القاع ،أنا غصنك الذي يتدلّى على أهدابك ،أراك شفيفاً ماءً زلالاً ينزل على شفتي ، وأراني ورداً يطوقك بالعطر ،
قلبي يهتزّ على حرفك عشقاً ،وشذاك أراه بوسع المدى ، وعشقي يكلّله الندى ، وألوانك إشراقات الفجر الأولى ، ولي توحّدك معي في العلى ، فأنت أساي على المدى .
........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق