بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 يوليو 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد الخامس لسنة 2109 الحَثيل (وعيدُ امراة) عبد الجبار الفيّاض


مجلة المرفأ الأخير 

العدد الخامس لسنة 2109

الحَثيل

(وعيدُ امراة)

عبد الجبار الفيّاض




طالَما
أغويتَني برباطٍ
لا ينفرطُ عقدُهُ إلآ بموت . . .
سمعتُكَ يوماً
تُفتي بقداستِه . . .
بالغتَ في ثناءٍ
يرقُّ لهُ قلبٌ مَوات . . .
حتى ظننْتُ أنّي عاشقةٌ
تذوبُ وجداً في نشيدِ الأنشاد . . ١
أختالُ أميرةً
يحملْنَ ذيلَ ثوبِها جَوارٍ لِطاف . . .
حمّالةُ الصّدرِ
ليستْ إلآ من حرير . . .
سوادُ اللّيل
يُدقُّ كِحلاً بمرْودٍ من خزائنِ شهرزاد . . .
لليلةٍ ليلاء
حنّاءً
يُدافُ عنبرٌ بمسك . . .
أيَّتُها النّوارس
اصنعي لها ظُلَلاً لعرشٍ على أمواجٍ
تنغمسُ في تبرِ الأصيل . . .
كُلُّ الرّغباتِ يأتينَ طوْعاً
لعيونٍ لها سلطانٌ
لا يُرَدّ !
. . . . .
وبعد
أنتِ شبعادُ في موكبٍ سومريّ
تحرسُها أينانا . . . ٢
نفرتيتي
تُحمَلُ على أكتافِ المسحوقينَ إلى معبدِ آمون . . . ٣
جوليت
تغفو على نافذةِ انتظارٍ
تشاركُ اللّيلَ عشقَهُ لسكونِه . . .
مع أنّي لستُ إلآ واحدةً من أحياءٍ
لا يدخلُها إلآ رغيفُ خبزٍ
تخطّى كُلَّ متاريسِ السّحت . . .
بنصفِ عُريّ
يسيرُ في أزقّتِها الصّغار . . .
يُقشطُ وجهُ الوحلِ أمامَ عُكّازاتٍ
ولدتْها ذاتُ دُخان . . .
ما كان لأبي سوى بدلةِ عملٍ
ترسمُ عليها الشّمسُ لوحاتِ تعبٍ
تمحوها عندَ الغروبِ
أُميّ . . .
. . . . .
لكنْ
أنتَ الآنَ غيرُكَ على دورانِ كرسيّكَ العاجيّ
سبقتْكَ إليهِ عفونةُ شايلوك . . .
سفالةُ بروتس . . .
ما نضحَ بهِ وجهُ كافورَ
وهو يذبحُ عيدَ المُتنبّي . . .
ذاكَ الذي أبعدَكَ عن لزوجةِ الطّين
رائحةِ السّعفِ المُبتلّ . . .
شِفاراً
شحذتَ
لتقطعَ ما دنا من هذا الذي ما زالَ حيّاً
بما حفِظَها لهُ نرام سين . . . ٤
كآخرين
تنكّروا لناقةِ نبيّ
لكنّهم لم يفكّروا بدمدمةٍ
سينزلُها اللهُ . . .
من بعدهِ أُخرى لحفاةٍ
يخرجون من الكهفِ بورقٍ جديد . . .
. . . . .
مَنْ أنا ؟
لتذكرَني . . .
وأنتَ
حبلَكَ السّريَّ
نسيتْ !
ويحاً لأرضٍ
واليتَها على شفا حرفٍ
فأضعْتَها فيما أضعتْ . . .
ظننْتَ بجناجِ شمعٍ
تحلّقُ بعيداً عن مسخٍ
صرتَهُ
تموتُ عليه . . .
أبتاجِكَ الصّدفيّ
تدخلُ من بوابةِ الكِبار ؟
وعندَ حُمرِ الرّاياتِ
نزعتَ كُلّ شئ . . .
لا أدري
كيفَ تطاولتَ على تُرابِ أمواتٍ
زرعوا ما أنتَ تحتَ ظلالِه ؟
لكنَّ النّكراتِ من حيثُ أتَتْ
صاغرةً تعود . . .
إذهبْ
فقدْ تلوّثَ لساني بذكرِكَ ذاتَ يوم . . .
. . . . .
أنتِ لستِ لي
بيني وبينكِ ينامُ القَطا . . .
مالي
ما هي التي أنتِ . . .
سيكونُ لأبيكِ ما يُريد
لكِ أنْ تعيشي بسلام . . .
دعي ذاكَ الذي يقولونَ عنهُ في الرّواياتِ عشقاً
فهو أكذوبةٌ جميلة !
. . . . .
رويدكَ . . .
تمدُّ يداً
لِما لغيرِكَ على مائدةِ النّهار . . .
تقتلُ
حِفظاً لما سلَبتْ . . .
تبيعُ
ما مشقتْهُ قدماكَ على مسرحِكَ طفلاً . . .
قد لا يعنيني شئٌ من هذا . . .
لكنْ
أنْ تنبذَ جسداً
أغويتَهُ بمعسولِ قولٍ نبذَ نَواة
على صلفِ يومٍ
أنتَ فيه . . .
هذا ما لا أغفرُه . . .
ما لهُ عندي غيرُ تقطيعٍ من خلاف . . .
عزمتَ أنتَ ألآ تنظُرَ إلى وراء . . .
هذهِ لك . . .
ولي
إلى الوراء
ستوثَق . . .
المرأةُ شعبٌ حينَ يثور !
. . . . .
أنا ابنةُ آهةٍ
خرجتْ من جُرحِ وطن !
بقلبٍ
واحدةٌ فيهِ الأربع
تتشظّى إلى بقعٍ داكنةٍ بغيرِه . . .
سيضاجعُ ديموزي عشتارَ في ليلةٍ غيرِ ذاتِ حجاب . . .
أكلتِ العنقاءُ أولادَهُ الطّيّبين . . .
العاقّون
يخسرون أنفسَهم أولاً . . .
مقبورون
وإنْ لم يُدفَنوا . . .
إنّهم من طينةٍ
يسقطُ للعقةٍ عندَهم أيُّ ولاء . . .
يبقى الرّافدانِ يُعمّدانِ على الدّهرِ النّجوم
لا باقيةَ لعصفٍ مأكول . . .
. . . . .
عبد الجبار الفياض
حزيران /2019
١ _ السفر الخامس من العهد القديم .
٢ _ آلهة السماء والحب في الحضارة العراقية القديمة .
٣_ معبد "آمون" بواحة سيوة، هو من أهم المعالم الأثرية المصرية التي شيدت خلال عصر الأسرة السادسة والعشرين في القرن السادس قبل الميلاد .
٤_ ملك الجهات الأربع في الحضارة السومرية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق