بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 يوليو 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد اللسادس لسنة 2019 هكذا أنا ٠٠٠ نيسان سليم رأفت



مجلة المرفأ الأخير

العدد اللسادس لسنة 2019

هكذا أنا ٠٠٠

 نيسان سليم رأفت







بندقية تنام قرب قتيلها
لم تراودني يوما فكرة التمعن وحساب ما أصبحت عليه من تقادم السنين
دوما ما كنت أرخي عضلات وجهي بأبتسامة حتى تنسل روحي لمن أحب بيسر وحتى أكسر ما أعتادته إيامي على لون الكحل الرمادي بدل الأسود الفاحم ٠٠٠
وأن لا ينال الكبر من سنواتي
فتألف جنباتي شكل السرير
مازلت أشعر بطيشي الهادئ ونزواتي الأشد عقلانية
كطعم الحلوى دونتها في دفتر مذكراتي (وحوطتها) باللون الأحمر
كلما أحسست بالضمأ أعيد قرائتها حتى أغمض عيني كالعميان أمرر إصابعي على سطورها ٠٠٠
ها أنا أعيش وقلبه يكبر بصدري يجتاز الحدود والمسافات بدليل روحي ٠٠٠
في سرير المساء الواسع أجلس وحيدة أرقص وسط إشيائي الكثيرة لا صوت يجيبني على أسئلتي ولا يد تنزلق فوق شعري ٠٠٠
ابتسامته الخفيفة ما زالت راكدة أشعر بدفئها الحي وأنا أحلم بحمل ملامحه بيدي
لو أغمضت عيني الآن لأمكنني أن أرى المشهد بوضوح تام
الغرفة المرتبة الخزائن الصور التي علقتها فوق الجدار والحزن الذي يلفني لأسباب غامضة
أرى الأشياء كلها وأراه جالسا في الوسط كل شيء على حاله تماما
ذقنه الذي حلقه دون أن يخبرني ٠٠٠
النقاط التي تلاشت مع اغنياتنا في ليل البنفسج
وصوت الريح الذي لم يعد يأتي بنبرات القصيدة
كبرت كثيراً بعده
حتى أنتصرت على ثوراتي الخاسرة
بهدوء تام ودون تذمر
أصبحت أنام كالبندقية مع قتيلها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق