بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 24 يوليو 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد السادس لسنة 2019 ( الشاعرة ناهـــــدة الحلبي ) بقلم : .فالح الكيـــــلاني


مجلة المرفأ الأخير 

العدد السادس لسنة  2019

( الشاعرة ناهـــــدة الحلبي )

بقلم : .فالح الكيـــــلاني









ناهدة الحلبي شاعرة عربية لبنانية ولدت في بيروت وفيها تربت وقضت طفولتها وصباها وتعلمت حروفها الاولية وأتمَّت دراستها الابتدائية والثانوية والإعدادية بالمدارس النظامية في بيروت
سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عمُر يناهزِ السابعة عشرة سنة . وهناك أتمت دراستها الجامعية و حصلت على إجازة في الحقوق ودبلوم في العلوم السياسة والاقتصاد.
قرأت الكثير من الشعر العربي قديمه وحديثه فانبعث فيها الهام الشعر فنظمته وقد مكَّنها اطلاعها المبكر على علم العروض بشقيه الوزن والقافية في الشعر من ولوجَ عالم القصائد الشعرية على النمطين الكلاسيكي والتفعيلي وفتحت امام قريحتها المتفتحة كل طرائق الشعر وافضلها ومن قصيدها في صباها قصيدتها :
( ماالحبُّ....أتعرفون!! )
عِشقٌ لعينيكَ في الأحداقِ ملجؤُهُ
فالحبُّ ما سُمْتَني الأوجاعَ أهنَؤهُ
إنِّي خَلعتُ على الأشواقِ حِليَتها
كالثغرِ من قُبلةٍ يحلــــو تفيُّــــؤهُ
ما العشقُ يسألُ، والأمواهُ تقذفني
حيثُ الهوى شغَفٌ في القلب منشَؤُهُ
مسكٌ لناشِقِهِ؟ أم سُـــــــقمهُ حُرَقٌ
أم عَصفُ ريحٍ وشُهبٌ لستَ تُطفِئُهُ؟
للَّهِ من رجُــــلٍ نـــــاءت جـــوارِحهُ
عن خافـــــقٍ ولِهٍ فيئـــــه فيــــدرؤُهُ
أقْرَأتُ شِعري لمُضْني القلبِ علَّ بهِ
تزهو الحروفُ فإذْ بالحرفِ يقرؤُهُ!
أصبو إليهِ، ففي التِّرياقِ عافيـــــةٌ
كالنَّحلِ منهُ عسيلُ الشَّــــهدِ نملؤهُ
لو مسَّني الضرُّ منهٌ قلت ذا بلــــلٌ
أم أعتَمَ القلبَ أضــــــــواهُ تلألؤهُ
مُسْتَعذبًا وجَعي والروحُ ما بَرَحتْ
بالســــيفِ يقطعها والجرحُ ينكؤهُ
هَبْني حبيبي هوىً مثلي نوافِلهُ
حدَّ التماهي وبذلُ الرُّوحِ موطئُهُ
إني لأَعْجبُ من دَمْـــــــعٍ بِمُقلَتِهِ
من راحَ مِنْ مَدْمَعي الحرَّاقِ يَعْبَؤهُ
إمَّا الولوع بكُلِّي ضِعـــــفَ نُدْرتهِ
أو في كَثيـــفِ غِوىً إذْ قلَّ تُخْطِئهُ
أَسْـــنَدتُ دَهري إلى كفَّيكَ خائفةً
فالبذلُ ما عادَ طَبْعي بل توكُّــــؤهُ
أسرفتَ في العشقِ تَسْتسقي الغمامَ بهِ
والعشــــــقُ فنُّكَ تُبقيهِ وتُرجِئُـــــهُ
حَنَّ الفُؤادُ إلى أَحضانهِ وَهفـــــا
فاسْتَصرخَ القلبَ مَرساهُ ومرفَؤهُ
لا تســـــتظلَّ بفيئي لســــتُ راهبةً
إن خــــــانَ قيسٌ فليلاهُ تُبرِّئُــــــه


ناهدة الحلبي رئيسىة فرع مؤسسة عرار للتقافة والاعلام – فرع لبنان
شاركت في عدة لقاءات وحوارات ثقافية إذاعية وتلفزيونية ومنها إلكترونيًّا.
شاركت في عدة مسابقات شعرية عربية كعضو للجان التحكيمية لما لها من مقدرة ادبية شعرية .
تشرف الان على (منتدى عبد الله الحلبي الثقافي) الذي أنشَأَتهُ خصِّيصًا للشعراء والأدباء والنقَّاد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي - الفيسبوك - والذي يضم الان أكثر من ثمانية آلاف عضو فاعل من كافَّة الاقطار العربية.
* لازالت تنشر أعمالها الشعرية في المواقع الالكترونية والمجلات والدوريات الثقافية والأدبية المتخصصة في الوطن العربي، وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعي .
حصلت الشاعرة ناهدة الحلبي على العديد من الجوائز والتكريمات ومنها:
*وسام الثَّقافةِ من المركزِ الثَّقافي البَغْدادي سنة 2015
*جائزةُ العنْقاء الذهبيَّة الدَّوليَّة من رابِطةِ العنقاء للإبداع الأدبي 2016
*حَظِيَتْ بِتَكْريماتٍ وتَشْريفات عدَّة من لدْنِ جَمْعِيّات وَمُنَظَّمات ذات الاهتمامِ بالشأنِ الثَّقافي العربي
اما مؤلفاتها او اعمالها الشعرية فهي :
1- خوابي الروح : ديوانها الشعري الاول صدر عن دار الفرات في العراق سنة 2014 .
2- أبعد من وحدتي : ديوانها الشعري الثاني صدر عن دار الفارابي في بغداد سنة 2015.
3- الصَّمتُ آخِرُ ما لدي ديوانها الشعري الثالث صدر عام سنة 2018
حضيت قصائدها ودواوينها الشعرية ببعض الدراسات اللادبية والنقدية نذكر منها :
• قدّم الدّكتور نَوْفلْ النَّاصر دِراسة نقديَّة بِعُنوان:
(ثيموغْرافيا العنوان وتَجليَّاتِهِ في شعرِ ناهدة الحلبي) ونشرت في مجَلَّةٍ علْمِيَّةٍ في كُلِيَّة التَّربية جامعة تكريت -العراق .
• قدَّم الدُّكتور بليغ حَمدي من مصردراسة نقديَّة بعنوان (إِطْلالةٌ على ديوان - أَبْعَدُ من وَحدتي- للشَّاعرة ناهدة الحلبي ).
• قدم دراسة نَقدية للنَّاقد التّونسي البَشير الشِّيحي بعنوان (جَدَلُ الثُّنائِيَّات في شعر ناهدة الحلبي).
تعرفت على الشاعرة ناهدة الحلبي من خلال التواصل الاجتماعي (الفيسبك ) وقرات لها الكثير من قصائدها وتحادثنا كثيرا عن مختلف الامور الثقافية والادبية في الوطن العربي ووجدت ان كل شعرها تتخلله مسحة حزن قاتمة وحاةولت التعرف على هذا الامر فاجابتني :
( الحزن كبير. ولدي مخزون كاف لعمر ولم يرحم احد مي زيادة فمن أكون أنا ليرحمني المجتمع الذي أوصلها الى ما وصلت اليه حين أفصحت عن اسبابه الكثيرة )
وسالتها :
- ارجو ان لا اثير شجونا قديمة او انكأ جرحا قد تماثل للشفاء
فاجابتني:
- ( لا شيء يتماثل للشفاء. فقط نحفر للجرح موقعا في الذاكرة نطمره ونحرص على الا ينبض فينا مجددا ) .
شعر ناهدة الحلبي يتسم بطابع الحزن والالم لما يعتمل في نفسها وربما كانت حالة المت بها واثرت فيها شديدا ولم تفصح عنها الا من خلال قصائدها وشعرها الرائع تقول في اخر قصيدة لها :

كلُّ المصابيحِ في لُقيـــــاكَ مُظْلِمَةٌ
يُنْدي الوِصالَ بأرْداءِ الهوى الصّدُّ
حَرْفُ اشْتِهاءٍ لأوْطانٍ على جَسَدي
شـــــِيدَتْ وهُدَّتْ يُجافي قدَّها القَدُّ
لمْ أنْسَهُ! قَسَمًا بالرّوحِ لو نَطَقَتْ
فحين أَنْثَرَ وعْدًا أطْرَقَ العهــــــدُ
فارْحَمْ أَنيني فليْسَ الحبُّ في قَلَمٍ
ولا قصائدَ عشـــــقٍ لِلْهوى جُنْدُ!
ذَرائعُ الشّــــوقِ ملَّتْ نزفَ أوردةٍ
واللهُ يعلمُ لوْ أضْنَيْتَ ما القَصْـــــدُ!


وقد تم عقد لقاءا ثقافيا وادبيا معي حول الشعرالعربي مطولا
نشرته في منتدى عبد الله الحلبي الثقافي والادبي الذي تشرف عليه .
التزمت ناهدة الحلبي بالصورة الرصينة للقصيدة العمودية التي تشترط توافر الوزن والقافية وهو ما استطاعت الشاعرة ناهدة الحلبي الاكتراث به وتفضيله في مجمل قصائدها وكذلك أنها رغم التزامها بصورة شكلية تقليدية يمكن توصيفها في الوزن والقافية وامكانيتها العالية في الايتاء بقصائد قمة في الابداع . إلا أنها تحررت مطلقا صوب اللغة التداولية القريبة من القارئ العربي المعاصر الأمر الذي جعل في قصائدها سمات وغنائية لا يمكن للمرء الاستغناء عنها فهي قريبة من القلب بعيدة الغموض والالتباس والرمزية وبراءتها وبريقها المتوهج .
فالنص الشعري عندها طافح بالرقة والسمو بلغته المعاصرة والتزامه الصحيح والسليم والفطري للقصيدة العربية . فقصائدها بعيدة عن زحمة الفلسفة والمشاهد السياسية التي غلبت بسطوتها على حياتنا العربية بتفضلها حالة اليقين التي تمتلكها الشاعرة بقصائدها المتوهجة شكلا وموضوعا من خلال اي نص شعري لديها فشعرها يحظى بلغة معاصرة وحالات وجدانية .والأجمل والأروع تمثل إحداثيات لغوية وشعرية تفرض نفسها ومع ذلك نراها تنشد لوطنها وامتها العربية . تقول في احدى قصائدها :


أفيئي إلى الجِذعِ الشَموسِ وأَفْرِعي
وَميدي كما عطرِ الفؤادِ مُضَــــوَّعِ
فمن نورِ خدِّ الفجرِ شَعَّتْ شموسُها
وأَقْمَرَ ليـــــلٌ من مدامـــــع هُمّـــَعِ
فسِـــــــقْطٌ لِسَيفٍ في عُيونِ وليدِها
لِطِفلٍ يَعَافُ المـــــــوتَ دونَ توجُّعِ
بِدَمعٍ سَــــــكوبٍ فالخدودُ شَـــواهِدٌ
لقلبٍ كليمٍ من جـــوىً وتَفَجُّـــــــعِ
أيا غَــــــزَّةٌ إنْ لا نَغـــــــارُ فويلَنا
نُقاضي دِماءَ الحُـــــــــرِّ بالمُتَشَيِّعِ
ويَدْرأُ كلٌّ عن حِماهُ بإســـــــمها
ونَحْجُبُ حـــقَّ الذودِ عَنكِ بِبُرقُعِ
فذي شاهِداتُ الغَدرِ ناءتْ بِغدرِها
وفي زَحْمَةِ النُوَّامِ عَوْلَةُ رُضَّـــــعِ
فيا طافحاً بالعزِّ فوقَ ترابِهـــــــا
وتحتَ التُرابِ الأحمرِ المُتَخَشّـــِعِ
ويرشحُ وجهُ الصبحِ ألفاً شهيدُها
فهيَّأتِ للحِنَّــــــــــاءِ ألفَ ُمــــودعِ
تصومونَ عن موتٍ فجاعَ عدوُّكم
وأنتُمْ لهُ في مِنعـــــةٍ وتمنُّـــــــعِ
فَدِنْتُ لعينيهـــــا ببــــوحٍ مُهَــــدَّجِ
وبُحْتُ بمـــا في قَلبِيَ المُتوجِّــــــعِ
فلسطينُ تسترخينَ فوقَ قداســـــــة
لأقصى ومــهدٍ لِلمَســـيحِ وَرُكّـــــَعِ
وقد لا يكون اليــــــــــومُ آخرَ غُصَّةٍ
فقومي لِميــــدانٍ وأرضُكِ أرجــــعي

فهي شاعرة ثائرة نفسها مبدعة تهوى الوصول إلى التتويج عن طريق إطلاق صرحات شعرية تعبر عن مطامح الأنثى المشروعة في مجتمع بات مضطربا وقلقا بفضل الشهود السياسي الراهن تارة ، و هذا القلق الملازم لقصائدها المصاحب لكافة المشاهد الإنسانية المتعلقة بالحب والوصل والغرام وعلاقة المرأة بالوطن والسفر . استخدامها لفعل يتناسب كثيرا مع الالتزام بالشكل الرصين للقصيدة الشعرية العربية المتمثل في الوزن والقافية تقول :


أحكي لكم يا سادتي عن قصتي
ولسان حالي ناطق بشــــــقائي
فالعمر يمضي كيفما شاء الهوى
ما شئت يوما واستجيب ندائي
ذنبي إليه أن أغللت بضوئـــه
مستبرقا في ليلتي الظلمـــــاء
والدهر في أرزائه ســـرف بنا
فقذى بعين غير ذات ضيــــاء
وخطيئتي أني أقمــــت بقلبــــه
والوصل عندي لا يخط بمـــــاء
لم يأت بالبدر المنير غوايـــــــة
فعلى جبين الشمس شق ردائي


ومن الملفت للنظر انها تحرص على تيمات لغوية داخل نصوصها الشعرية على وعي مستدام بتقديم جمل شعرية تقريرية وليست إنشائية وهي بذلك أشبه بحالة البوح الرقيق الذي لا يميل إلى الاستعطاف أو استجداء حالة الحب بقدر ما هي على يقين بأن الذائقة اللغوية تتطلب الجملة الإخبارية عقب استخدام تيمة لغوية راسخة في المظان العقلية العربية ذات الثقافة اللغوية الملحة وحرصها على استخدامها لموضوعات قد تكون طويلة لقصائدها كهدف تسعى إليه ، هذا الهدف يتمثل في البوح عن حالة القصيدة و حالة القلق المتزامنة مع قصيدتها لاحظها تقول:

أدَرْتُ ضِيــــاءَ الثَّغرِ مِنهُ بِأنجُم
ففي ثرْثراتِ الليـــلِ يأتلِقُ البَدرُ
هُوَ الغَنَحُ المنْسِيُّ يأتي مُبَكّـــــِرًا
يؤجِّجُ قلبًا فالهوى وَقْدُهُ الجَمـــْرُ
كأنِّي بهذا الحُبِّ أيْنَعَ شَــــــقْوتي
فأُلبِسُ قلبًا ذابلاً وُرْقُهُ الخُضْــــرُ
يَفرُّ الأسى عن كلِّ بعضي بقُبلةٍ
فإن ذابَ في كُلِّي سيَشْتاقهُ الثغرُ
وتَرتَعِشُ الأجسادُ من لمســــاتهِ
وقد أحْرَقتْ خَدِّي شِفاهٌ لهُ حُمْرُ
أعاتبه إن مسَّ غير ضفائـــــري
وإنْ عاثَ باللذَّاتِ ما أسْمحَ العُمْرُ
وفاءٌ بعهـــــدٍ لم ينلْ بثوابِــــــــــهِ
لقُربي ارتجى نجمٌ ومنه اشتكى البدرُ
أتوبُ إليهِ ما أســــــــاءَ ودمعتي
على ثغرهِ الملهوفِ ندَّى لها القطرُ
وتنشقُّ عن أكمامِ وردٍ سُــــــيولهُ
وإني لَفي صَحْرائِهِ الأَبْحُرُ الخُضْرُ
تمهَّل فلي الضوضاءُ منهُ وعتْمتي
ولي من قِطافِ الثغرِ ما ذقتهُ المُرُّ
كأنِّي به الخمَّارُ يعرفُ مُنيَتي
فقبَّلْتني رُغمي ويا طيبَهُ السُّكرُ


واختم القول في هذه الابيات تغني فيها لبيروت والامة العربية فتقول :


بيروتُ يا نَزَقَ العُشَّاقِ ما عَشِقوا
يا مَعْطفَ الغيمِ بالياقوتِ يأْتلِـــــقُ
داعبْتُ جفنَكِ، فاسْتلْقى على كَتِفي
يا ويْحَ روحي، وفيكِ الرُّوحُ تَحترقُ
فوَّاحةٌ بدمي، بالحُزنِ مُوْرِقـــــةٌ
مَنْ في يَدَيْها ينامُ العِطرُ والحَبقُ
أَنتِ العيونُ، وأَنتِ القلبُ فاقتَحِمِي
نورَ المآقي كَنبْضٍ أزَّهُ الخَفَـــــقُ
أَثْقَلتِ بالوَجَعِ المَسْكونِ خاصِرَتي
فالياسَمينُ دِمشْــــقِيُّ الهوى أرِقُ
مُشْــــتاقةٌ ولِشَــــــامِ العِزِّ رايتُها
فيكِ ارتواءُ النَّدى، يا شامُ والعبَقُ
هذي دِمشــــقُ ولِلأَمجادِ خاتمةٌ
يا هالة البدرِ في عينيكِ والأَلقُ
لا تَحْزَني، فصُروفُ الدَّهرِ ظَالِمَةٌ
وَرَّيتُ عمّا بِقلبي، فالجَوى حُرَقُ
أسْقَيْتُها مُهُجاتِ العينِ مُرْتعِشــــاً
مِنْ دَمْعِ بَغْدادَ بالأشواقِ تصْطَفِقُ
يا قَهْرَمانَةُ، أينَ الزَّيْتُ في حُلـــَلٍ
حتَّى الزَّغاريدُ من عينيكِ تُســـْتَرقُ
يا نهرَ دِجلَةَ فاضَ الوجْدُ مِن شَجَني
إنِّي المُتيَّمُ باللُّقيا وَلي السَّــــــــبَقُ
هذا العراقُ يُرَوِّي من سَــــــنا قمَرٍ
وجهَ السَّماءِ، وحيثُ الضَّوءُ يُمْتَشَقُ
عرَّجتُ بعدَ عِـــراقِ الحُبِّ يَخْذُلُني
صَبرٌ تخلَّفَ عنِّي، ما بِهِ رمــــقٌ
منْ ماضِياتِ خِفاقٍ قُدسُها عَتِبٌ
من عالمٍ عربيٍّ دونَهــــــــا مِزَقُ
شوقي إِليكِ كَنارٍ في الحَشا ضَرِمَتْ
إنِّي المغرَّبُ، قَوْمي في الخِبا شَرِقوا
إنّا، فلسطينُ خُنّا العهدَ مِنْ زَمَنٍ
لم نَدْرِ إنْ غَسَقٌ ذا العارُ أمْ شَفَقُ
عمّانُ يا هَمْسةَ المُشتاقِ، عاشِقُها
باهى ـ بأفواهِ وردِ الخدِّ ـ ينْتشِقُ
قد جاشَ في الصَّدرِ حبٌّ لاتَ تَعرِفُهُ
نارُ الحشَا ـ جَرَشٌ ـ مِ الفخرِ ينْفتِقُ
بتراءُ ما ضلَّ عنكِ القلبُ، شأْنَ هَوًى
من مُسْعِفٍ، بضِياءِ البدرِ يحتـــرقُ
إنْ عانَقَتْ شمْسُكِ الحمراءُ، مَغْرِبَها
فالظنُّ أَغلبُ، إِنْ أَشْرَقْتِ ما صَدَقوا…
لَمْلَمْتُ بَعضي إلى لبنـــانَ حاملةً
نارَ الأُخوَّةِ في الأَضلاعِ بي طَفِقُ
أَلقَى الأسَى فشُموسُ القلبِ آفِلَةٌ
والجرحُ خَبْطُ سُعارٍ بي، فأَحتَرِقُ
حسناءُ في أبجديَّاتِ الهوى سكَنَتْ
من مَخمَلٍ حرفُها والحَلْيُ والسَّرَقُ
إِنْ في طَرَابُلُسَ الشمَّاءِ مِحرَقَتي
يَفْديكِ قلبِي فَمَهرُ الحُرِّ مُسْـــتَرَقُ
.
اميرالبيــــان العربي
دفالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــد روز
************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق