بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 23 يوليو 2019

مجلة المرفأ الأخير العدد السادس لسنة 2019 أنا والبحر شحدة البهبهاني


مجلة المرفأ الأخير

العدد السادس لسنة 2019

أنا والبحر 

شحدة البهبهاني



..........
عشقتُ البحرَ مِنْ صِغَرِي
وسحرُ العشقِ يِجْذِبُنِي
لِمَنْ حولي مَنَ الأطفالْ
بكلِِّ براءةِ الأسماءِِ والأفعالْ
سماءٌ فوقنا زرقاءُ،
لون الماءِ،
نور الشمس ساطعةً.
وصوت الموج ِ يلثم دفةَ الشطآنْ
ويرسم في ثناياها
صفاءُ النفس والإنسان
......
عشقتُ البحر
لأبني مِنْ رمالِ الشطِّ أحلامي
أُزيِّنُها بأصدافٍ، محاراتٍ
وعشبٍ اخضرٍ ينمو على الشطآن في الصخر
وما في القلب من شوق من حبِ
وأضحك حين يهزمني ارتفاع الموج
فيأتي المدُ يجرفُها
ولكني أعيد بناء أحلامي
من الرملِ بلا تعب ولا مللِ
أعيد بناء منزلنا
بكل براءة الأطفالِ،
كل العزم والإصرار
أواجه زحف ذاك المدْ.
وأصرخ أيُّها البحرُ،
كفاك كفاكَ،
ماذا بعد ؟
ماذا بعد يا جبار؟
تدمر حلمنا الآتي ونحن صغار!!!!!!!!
كفاك كفاكَ، لن تهزمْ.
جنون العشق في قلبي، ولن تهزمْ.
رؤى الأحلامْ
بحب الأرض والإنسانْ
.......
ومرَّ العامُ بعدَ العامِِ،
أذكر قصتي والبحر
رسالة عشقُ،
أغرسها بتلك الأرض
فيا الله أين طفولتي والبحر؟!!!
أين الحب؟؟؟
ونحن اليومَ يدهمُنا جنون الموت
لبسنا ثوب قابيل بألف وسيلة للموت
تمثلنا رؤى الشيطان ْ
هتكنا حرمة الإنسان،
أين الحب؟،
أضحي الموتُ تسليةً
وملهاةً لأصنافٍ من البشرِ.
فلم يرهف لهم قلبٌ ولم يدمع لهم بصرُ
جنون الموت لا يبقي ولا يذرُ
حنون الموت يدهمنا
بمدٍّ لا حدود لهو لا رحمةْ
فيا الله أين كرامة الإنسانْ
نمت في النفس ألوان من الطغيانْ
بأيدينا هدمنا الحلم والإنسان
حنون الموت
أفقدنا كرامتنا وعزتنا
وبات الكلُّ يشتمنا ويلعننا،
ويأسف أننا بشرٌ
زرعنا كل هذا الشر
قتلنا النفسَ أبدلنا جنون العشق بالموتِ،
أضعنا حرمة الإنسان
في التوراة والإنجيل والقرآن
فيا أٍسفاً على الصمتِ
.........
عهدنا سمائنا زرقاء صافيةً بلون البحر
فكيف تصير ممطرة بلون الدم
عهدنا الأرض تعطينا ونعطيها
وخير الأرض نحمله ويحملنا
فأضحتْ تحضنُ الأحبابَ في صمتٍ،
تضم رفاتهم وتقول- يا أسفا
هنا أرحبْ هنا أرحبْ
فيا الله كم في الناس قابيلٌ
وكم في الناس شيطانٌ
فأين الحب؟؟؟
أين الحب؟؟؟
تشتَّتَ شمْلُنَا مذراً
كأنَّا لمْ نكنْ إخوة
وأضحي الشاطئ المهجور،
يرمقنا بعينٍ مِلْؤها الحسرةْ
تمزق عمرنا ندماً على جسدٍ
تُمزُّقُهُ براميلٌ من البارود
تحتَ ركامِ مَنْزِلِهِِ
ويا أسفاً: فكم شيخ ٍ وكم أمٍّ وكم طفلةْ
وتلك المرضع الثكلي
تموت وطفلها يمتص
من ثديٍ غبار الموت
........
– فيا الله- أذكر جدتي تروي
لنا قصص عن الآتي
تحلُّ عليكو أزمان يا ولدي
يضم القبر آلافا من الموتى
بلا كفنٍ ويصبح باطنُ الأرضِ
أحب إليك من عيش بظاهرها
فكيف نعيد من أمسوا بلا مأوي
عرايا من جنون القصف، كيف نعيدُ
أمواتاً زنابق من رحيق العمر،
وكيف أعيد أحلامي وأصدافي
التي جرفت بفعل المدْ
وكم في الناس ما زالوا،
عرايا من رحيق الحبْ
فيا الله أين طفولتي والبحر؟؟؟؟
.......
فحين عشقت حب الأرض، حبُّ البحر والشطآنِ،
صنت كرامة الإنسان
وحين عرفت حبَّ الذاتِ والسلطان
مات بقلبيَ الإنسانْ
أعدني فوق رمل البحر أبني حلمنا الضائع
بين الموجِ والشاطِئْ
بكلِّ براءة الأطفال كلِّ العشقِ كلِّ الحبْ
لتلك الأرضِ والإنسانْ
فبيت حبيبتي يحميه نبض القلب والشريان
تمزق عمرنا أسفاً أضعنا وصية الرحمنِ،
بأيدينا بلا ذنبٍ قتلنا النفس
وتلك كرامة الإنسان تكفلها دياناتٌ
من التوراة والإنجيل والقرآن
فيا اللهُ،
ألهمنا صفاءِ النفسِ،
– في زمن – تتبعنا خطى الشيطانِ،
أصبحنا عبيد الجاه والسلطانْ
ويا الله أكرمنا
ليعمر قلبنا الإيمان
يحب الأرض والإنسانِ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق